بعد توقف طال أكثر من عشرين عاما عادت مجلة "الدوحة" الثقافية للصدور باسم قديم وشكل جديد.. عودة المجلة للصدور صادفت اليوم الأول من نوفمبر في توقيت غير مقصود وسيستمر مطلع كل شهر ميلادي. وأعرب مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر –الجهة المشرفة على صدور مجلة "الدوحة"- عن أمله بأن تصل «الدوحة» إلى كل بيت في الوطن العربي. وقال في تصريحات صحفية عقب صدور العدد الأول من المجلة: "إننا ونحن نعلن صدور العدد الأول من «الدوحة» فإننا نشير إلى معلم من المعالم الثقافية في دولة قطر". وقال: "منذ أن لمعت فكرة إصدار المجلة ونحن نتلقى التساؤلات في كل أنحاء الوطن العربي عن موعد صدورها، ونتمنى أن نكون قد وفقنا في العدد الأول، وأن تكون الدوحة إضافة للساحة الثقافية التي تحتاج إلى وجود مجلات كهذه. العدد الأول من المجلة صدر تحت عنوان "الدوحة" ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية في 160 صفحة واحتوى على موضوعات متنوعة، وشارك في تحريره كتاب وأدباء وشعراء وصحفيون من مختلف أنواع الطيف الثقافي ومن مواقع ثقافية عربية مختلفة. استهل الشيخ مشعل بن جاسم آل ثاني رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر افتتاحية العدد بمقال قصير أشار فيه إلى أن مجلة "الدوحة على الرغم من توقفها عن الصدور منذ عام 1986 فإنها ظلت حاضرة في ذاكرة الثقافة العربية مما ساعد على ضرورة إعادة إصدارها". وأوضح أن عودة المجلة للصدور يواكب التغيرات الحاصلة في الواقع الثقافي العربي، وقال إنها ستكون صوتا بين الأصوات الأخرى في فضاء ثقافي عربي يتسع للجميع. واتخذت المجلة هيئة استشارية من عدد من المفكرين والأكاديميين سيتولون تقويم مسيرتها؛ منهم د. محمد عبد الرحيم كافود وزير التربية والتعليم القطري السابق، ود. حمد بن عبد العزيز الكواري آخر وزير للإعلام القطري قبل حل الوزارة، ومعهما د. محمد غانم الرميحي أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت، ود. رضوان السيد من لبنان، والناقد والكاتب رجاء النقاش من مصر. الشاعر أدونيس كتب مقالا في عدد الدوحة الأول بعنوان "أهلا بالسرد ولو حزن الشعر"، استهله بقوله: إن صح القول بأن الشعر هو البرهان الوحيد المقنع على وجود الإنسان فإننا نحن العرب لا نجد أي مشكلة في استخدام هذا البرهان عندما ننظر لأنفسنا بوصفنا حاضرا. وكتب الدكتور حسن حنفي الأستاذ بجامعة القاهرة مقالا بعنوان "المجتمع المدني بين التصور الإسلامي والمفهوم الغربي"، أوضح فيه أن هذا المصطلح أصبح متداولا وشائعا في ثقافتنا العربية واعتبره عنصرا من عناصر برنامج كامل يصدر إلينا من الخارج من أجل إبعاد الفكر عن برنامجه الخاص وإبداعه ومفاهيمه وتصوراته. وأوضح فيه أن الإسلام ليس دينا كهنوتيا وإنما هو دين اجتماعي وسياسي، وأشار إلى أن العولمة شغلت الشعوب بصراع الحضارات لتخفي صراع المصالح. وساهم الشعراء سعدي يوسف من العراق، وعبد العزيز المقالح من اليمن، وكلثم جبر من قطر بقصائد شعرية جديدة في عدد الدوحة الأول. وأجرت الدوحة في عددها الأول حوارا مطولا مع وزير الثقافة المصري فاروق حسنى قال فيه إنه صديق أقداره، ولن يحزن إذا لم يصل إلى مقعد مدير اليونسكو، وتوقع أن يفوز بالمنصب أحد مرشحي دول أمريكا اللاتينية بسبب تفتيت الأصوات العربية ما بين عدة مرشحين عرب. ودعا حسنى لفصل الدين عن الدولة وطالب بتثقيف السياسة لا تسييس الثقافة، ونفى أي علاقة لوزارته بقضية الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي مع بعض دعاة الإسلام، وقال إن حجازي متهم بصفته شاعرا وكاتبا وليس كموظف في وزارة الثقافة.