بالإضافة إلي صوته الشعري المتميز. ودراساته التي تعني بالتراث العربي. والفكر الإنساني. فإن الشاعر حسن طلب يشارك الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي مسئولية الإشراف علي تحرير مجلة "إبداع". والحق ان مشكلة المجلة ليست في المادة ولا الإخراج. ولا حتي التوجه الفني. لكن المشكلة في تعثر مواعيد الاصدارات. يرفض حسن طلب السبب ان يكون تقصير أسرة تحرير المجلة هو السبب. مع ذلك فقد كان التوقف قليلاً جداً. وفي فترات متباعدة. كانت هناك مشكلات خاصة بالمطابع مثل عدم توافر الورق. أو طباعة كتب وزارة التربية والتعليم. كما ان هيئة الكتاب لم تكن تنظر إلي المجلات بالجدية المطلوبة. والمجلات الفصلية بخاصة. فمدة طباعة المجلة قد تستغرق أكثر من شهر. وهو معدل غير مقبول للتأخير. حاولنا ان نتغلب علي هذا التأخير عبر تقديم الاعداد - قبل صدورها - للمطبعة. لكن الأمر لم يتحسن أبداً. في التسعينيات إلي 2002 كانت المجلة منضبطة شهرياً. وكانت نسبة التوزيع مرتفعة. ثم تحولت المجلة إلي اصدار فصلي. يعني أربع مرات في السنة. لكنها - للأسف - كانت تتأخر في الطباعة. بحيث كانت المجلة تصدر ثلاث مرات في السنة لا أربعا. وهو ما كان يجعل المتلقي يبتعد عنها. كانت الهيئة هي التي تتأخر.. وحاولت أسرة التحرير - كما أشرت - أن تراعي الدقة في مواعيد الصدور. وبخاصة لأن المجلة توزع في الخارج. لكن دون فائدة. لقد صدر في هذا العام عددا مارس ويونيو. وأرجو ان يتواصل الصدور بانتظام. وان تصدر شهرياً في صورة جديدة صغيرة الحجم. مع ملاحظة ان هناك فرقاً بين إبداع وفصول. ففصول مجلة النخبة. وإبداع ثقافية بشكل عام. ولقد وعدنا د. صابر عرب قبل ان تعود المجلة شهريه. والآن نبحث الأمر نفسه مع د. أحمد مجاهد الرئيس الجديد للهيئة. لتمثل إبداع أفضل ما في الثقافة المصرية. قلنا: بالمناسبة. متي تواصل مجلاتنا الثقافية الحالية ما كان لرسالة الزيات وثقافة أحمد أمين من دور مهم في الثقافة العربية؟ قال: بصراحة. لا توجد اليوم مجلة تستطيع أن تصل إلي الرسالة والثقافة. لأن الزمن لا يعود إلي الوراء. في الأربعينيات كانت المجلة مطبوعة وتليفزيون وراديو. اليوم تنوعت المجلات الثقافية وتعددت علي مستوي الوطن العربي. وأصبح الانترنت مجالاً مهماً لنشر القصص والقصائد والبحوث والدراسات... إلخ. قلنا: هل تأثرت الكلمة المطبوعة بالوسائط الحديثة؟ قال: بالتأكيد. الأزمة لا تواجه المجلات فقط. لكن الكلمة المطبوعة بكافة وسائطها. انها تحتاج إلي تمويل. وهيئة الكتاب تتحمل نصف ثمن المطبوعات. لا يوجد دعم كلي من المؤسسات الثقافية. اضافة إلي أن مكافأة أي مبدع أو دارس لا تقوي علي الوقوف أمام ما تقدمه المجلات العربية من مكافآت. لذلك يهرب الكتاب. إلي جانب ما تقدمه الأقطار العربية من ثقافة مجانية. فمطبوعاتها تباع بأسعار رمزية جداً. لانها تعتبر المجلات رسالة ثقافية. فهي تعد دعاية لا نستهدف منها ربحاً أو عائداً. عكس ما يحدث لدينا. المجلة هي واجهة الدولة. أتمني ان يحدث هذا لدينا. وتكون هناك سياسة ثقافية جديدة. تناسب ما نعيش فيه من أجواء تدعو إلي مستقبل جديد.