نيويورك: ذكرت مؤسسة "ميريل لينش" التابعة لبنك أوف أمريكا أن أسعار النفط قد تعاود قفزاتها لتتجاوز من جديد مستوى ال 100 دولار خلال العام المقبل وذلك في ظل انتعاش مستويات الطلب على الطاقة في الدول ذات الاقتصاديات الناشئة بجانب عامل آخر يتمثل في السياسة النقدية المخففة التي يتبعها بنك الاحتياط الفيدرالي والتي تسهم حالياً في أضعاف سعر الدولار. وأشار المحللون لدى مصرف "ميريل لينش" من خلال التقرير الأسبوعي للبنك حول قطاع الطاقة عالمياً إلى أن الاقتصاد العالمي مهيأ للنمو في العام المقبل بنحو 4.2% في الوقت الذي يشكل فيه فائض القدرات الانتاجية غير المستغلة من النفط عالمياً بحوالي 5% من إجمالي الاستهلاك حاليا بالاسواق. ووفقاً للتقرير الذي أوردته شبكة "بلوم برج" الأخبارية فان هناك احتمالات بحدوث المزيد من الارتفاعات باسعار النفط عن مستوى ال 82 دولار المتوقع من قبل "ميريل لينش" لفترة الربع الحالي والأخير من العام. وأكد التقرير أنه بدون حدوث اجراء حازم لتقليص معدلات استهلاك النفط عالمياً أو ظهور نمواً قوياً في حجم المعروض، فان اسعار النفط قد تشهد موجة جديدة من الصعود القوى لتتجاوز مستوى ال 100 دولار خاصة في حال مواصلة دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي العمل بالسياسات القدية المخففة التي تستهدف تنشيط معدلات النمو الاقتصادي . وأضاف التقرير أن ارتفاعات اسعار النفط والنمو المضطرد في تدفقات روؤس الاموال على مستوى الأسواق الناشئة والتي تشهد ارتفاعاً في اسعار الصرف باسواق العملة لديها فضلا عن الانتعاش القوى في معدلات استهلاك تلك الاسواق للسلع الاولية بصورة عامة، قد يؤدي في النهاية إلى الاضرار بحركة التجارة في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي الأمر الذي سيهدد فرص انتعاش الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن التوجه الراهن للبنوك المركزية والمتمثل في العمل بالسياسات النقدية المخففة حيث اقتربت حاليا اسعار الفائدة الأمريكية من مستوى الصفر ، قد أسهم في دعم تحركات أسعار النفط التي قفزت العام الحالي بنحو 56% خاصة مع لجؤ الاستثمارات لسواق السلع الأولية وفي مقدمتها السوق البترولي كملاذ في مواجهة التضخم وتداعيات ضعف سعر الدولار.