اعلنت مجموعة السبع الصناعية الكبري ان الاقتصاد العالمي ينمو بمعدل " قوي " مطالبة الدول الآسيوية خاصة الصين بضرورة تغيير سياساتها المصرفية مما يسمح لعملاتها بالارتفاع . و قال وزراء المالية و محافظي البنوك المركزية لدول المجموعة ان فرص مواصلة النمو العالمي " جيدة " علي الرغم من ارتفاع اسعار النفط الي مستويات قياسية . و اشاروا الي ان صعود اسعار الصرف الاسيوية و قلة الاعتماد علي الصادرات كمحرك رئيسي للنمو من شأنهما المساهمة في تقليص اللاتوازنات في ميزان التجارة العالمية و التي تمثل التهديد الاكبر علي هذه التوقعات المتفائلة . و في تعليق له قال وزير الخزانة الامريكي جون سنو " الاقتصاد العالمي في اقوي صوره في ظل قوة ايقاع النمو و نشاط الانتاجية و احتواء الضغوط التضخمية " . و مما لا شك فيه ان الاقتصاد العالمي يسير حاليا باسرع معدلاته منذ بداية العقد مع بدء تعافي اقتصادي اليابان و منطقة اليورو في الوقت الذي يتوقع فيه توسه الاقتصاد الامريكي اكبر اقتصادات العالم باقوي معدلاته الفصلية في اكثر من عامين . و اشارت المجموعة في بيان منفصل الي ضرورة قيام الصين برفع سعر اليوان بعد ان بدأ الطلب المحلي لديها في الانتعاش مما يقلل اعتمادها علي الصادرات كحافز للنمو كما دعتها الي اتخاذ اجراءات سريعة لدعم قطاعها المالي . و في نفس البيان ناشدت المجموعة الدول المنتجة للنفط بالسماح لعملاتها بالتحرك في نطاق اوسع . تغير تجدر الاشارة الي ان بيان المجموعة هذه المرة تشوبه نبرة مختلفة حيث ذكر الصين مباشرة كهدف لدعوته لرفع سعر الصرف و هو ما لم يحدث في البيانات السابقة اليت كانت تنادي بشكل عام الي المزيد من المرونة في اسعار الصرف دون الاشارة الي خفض او رفع اليوان . و في هذا السياق قال مسئول بوزارة المالية اليابانية طلب عد تحديد هويته ان سبب تبني المجموعة لهجة اقوي هذه المرة يكمن في شعورها بان الحكومة الصينية كانت بطيئة جدا في استجابتها للمطالب العالمية بزيادة مرونة اسعار الصرف . و في تعليق آخر قالت لارا رهاما أ خبيرة عملات لدي بنك " كريديت سويس " ان المجموعة بدأت بلا شك في زيادة الضغوط علي الصين و الاقتصادات الناشئة بعد ان حددتها بالاسم في بيانها . و توقعت رهاما ان ترتفع العملات الآسيوية بمجرد استئناف التعاملات . في الوقت نفسه اشار وزير المالية الفرنسي تيري بريتون الي ان اليابان سوف تسمح للين بالصعود انعكاسا لانتعاش اقتصادها و انتهاء حالة الانكماش السعري التي كانت تمثل صداعا في رؤوس المشرعين الماليين طوال السنوات السبع الاخيرة . من جهة اخري اشار رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه الي ان ملاحظات مجموعة السبع الكبري بشأن اسعار الصرف ليست دعوة لبيع الدولار مقابل العملات الاخري الغير آسيوية . و هو يشير بذلك الي اليورو الذي قفز ب 4.2 % امام الدولار منذ بداية العام الجاري . و جاءت قمة مجموعة السبع عقب القمة التي جمعت بين الرئيس الامريكي جورج دابليو بوش و نظيره الصيني هو جنتاو في البيت الابيض و التي لم تسفر عن الكثير لرأب الخلافات بشان السياسة المصرفية الصينية . و لم يضف اليوان غير 1.2 % مقابل الدولار منذ اعادة تقييمه جزئيا في يوليو الماضي . و يلوم المشرعين و المصنعين الامريكيين انخفاض سعر الصرف اليوان في اتساع العجز التجاري مع الصين الي 202 مليار دولار العام الماضي فيما يمثل ربع اجمالي قيمة العجز في الميزان الجاري للولايات المتحدة و التي قفزت الي مستوي غير مسبوق يقدر ب 805 مليار دولار . و تعد الحسابات الجارية مقياسا لحجم التجارة و الخدمات و السياحة و الاستثمارات . و يقع سنو تحت ضغط هائل من الكونجرس لتصنيف الصين ك " محتكر عملات " نظرا لابقائها اليوان عند قيمة منخفضة للغاية مقابل الدولار مما يعطي المنتجات الصينية ميزة غير عادلة علي نظيراتها الامريكية في الاسواق العالمية لانه يجعلها اكثر جذبا للمشترين بسبب رخص ثمنها . مخاطر نوهت مجموعة السبع الكبري في بيانها الي عدة مخاطر تواجه النمو العالمي الذي توقع صندوق النقد الدولي ان يقفز الي 4.9 % هذا العام . و من اهم هذه المخاطر ارتفاع اسعار النفط و الاجراءات الحمائية التي تنتهجها بعض الدول لحماية صناعتها و تجارتها الوطنية الي جانب مظاهر الخلل العالمي التي تتجلي بقوة في العجز الامريكي الهائل في الميزان الجاري اذا ما قورن بالفائض الهائل في نظيره الصيني . و اشار البيان الي ان اسعار النفط تمثل تحديا حقيقيا امام النمو العالمي بعد ان قفزت الي اكثر من 75 دولار للبرميل نهاية الاسبوع الماضي . و وفقا لتقديرات بعض الاقتصاديين ينكمش ايقاع النمو لاقتصادات المجموعة ب 0.5 % مقابل كل عشرة دولارات تضيفها تكاليف النفط اما علي صعيد اللاتوازنات فناشد البيان الولاياتالمتحدة بتحسين فجوة العجز في موازنتها و اليابان و اوروبا بزيادة مساهمة الطلب المحلي في النمو و الدول الاسيوية بتخفيف قبضتها علي تحركات اسعار الصرف . و نادي البيان المنفصل للمجموعة الدول المنتجة للنفط باسراع معدل الاستثمارات في سعتها الانتاجية و تنويع المحركات التي تقود اقتصاداتها . كما طالبت الدول الاخري التي تتمتع بفائض في الميزان الجاري بزيادة حجم الاستهلاك المحلي و الاستثمارات . اليابان ، اوروبا و لعل بعض هذه المطالب قد بدأ بالتحقق بالفعل حيث يتوقع ان يتوسع ايقاع النمو الياباني الي 2.8 % في 2006 الاسرع منذ عام 2000 بينما ينتظر نمو اجمال عائد الناتج المحلي لمنطقة اليورو ب 2 % بحسب تقديرات صندوق النقد . و عقب انتهاء اجتماعها الرسمي عقدت المجموعة عشاء عمل مع كل من الصين و المملكة العربية السعودية و الامارات و روسيا . و تعد الصين ثاني اكبر مستهلكي النفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة بينما تعد السعودية و روسيا و الامارات اكبر و ثاني و سادس مصدري الخام الاسود النفيس . يذكر ان مجموعة السبع التي تضم الولاياتالمتحدة و اليابان و المانيا و بريطانيا و فرنسا و ايطاليا و كندا تمثل نحو ثلثي اجمالي الاقتصاد العالمي .