اوضحت البيانات الرسمية نمو الفائض التجاري الصيني الي 13 مليار دولار في مايو فيما اسرع ايقاع التضخم مما يزيد الضغوط علي الحكومة للسماح للعملة المحلية ( اليوان ) بالارتفاع امام الدولار و غيره من العملات العالمية . و جاءت النتيجة اعلي من توقعات المحللين التي لم تتجاوز 12 مليار دولار مقارنة ب 10 مليار دولار في ابريل نتيجة للنشاط القوي للصادرات . و اظهر تقرير حكومي منفصل صعود الاسعار الاستهلاكية ب 1.4 % مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي اسرع معدلاتها منذ اربعة اشهر . و من المتوقع ان تزيد تلك البيانات علي الضغط علي الحكومة الصينية لرفع قيمة عملتها امام الدولار في ظل لوم المشرعين الامريكيين علي انخفاض قيمتها في العجز القياسي للميزان التجاري الامريكي . في الوقت نفسه قالت مجموعة الثماني الكبري في بيانها الختامي السبت ان " توسع اللاتوازنات العالمية " يمثل تهديدا حقيقيا لنمو الاقتصاد العالمي . من جهة اخري اغرق الفائض الضخم الاقتصاد الصيني اسرع اقتصادات العالم نموا بسيولة نقدية هائلة مما يعوق جهود البنك المركزي لكبح جماح الاستثمارات و التضخم . و كان البنك قد رفع سعر الفائدة لتقليص الطلب علي القروض لبعض الاستثمارات المفرطة النشاط متعهدا بالانسحاب التدريجي من اسواق الصرف . ومن شان ارتفاع اليوان ان يحد من الطلب علي الصادرات الصينية في الاسواق العالمية بعد ان مثلت القوة الدافعة الرئيسية لاقتصاد التنين الاصفر في الربع الاول حينما توسع ب 10.3 % . و علي صعيد الفائض توقع محللي بنك " رويال بانك اوف سكوتلاند " ان يتسع الي 150 مليار دولار هذا العام فيما يعادل نحو اجمالي عائد الناتج المحلي التايلاندي مقارنة ب 102 مليار دولار العام الماضي . و وفقا لتفاصيل التقارير قفزت الصادرات الي 73.1 مليار دولار و الواردات الي 60.1 مليار دولار الشهر الماضي . التضخم علي الجانب الآخر قفز ارتفاع اسعار مواد الغذاء و الوقود بمعدل التضخم الصيني في مايو . و اضافت اسعار السلع الغذائية 1.9 % خلال الشهر مقارنة بالعام الماضي فيما ارتفعت تكاليف الوقود ب 13.2 % اسرع معدلاتها منذ اغسطس . و تسيطر الحكومة علي اسعار الوقود للحد من تأثيرها علي اتجاه التضخم الا انها قررت مؤخرا زيادة رسوم الوقود من اجل مساعدة المصافي النفطية مثل " تشاينا بيتروليم اند كيميكال كورب " علي تقليص خسائرها و السماح للاسعار بعكس نظيرتها في السوق العالمي . و بحسب الاحصاءات الحكومية خسرت صناعة تكرير النفط ما يقدر ب 9.8 مليار دولار في الربع الاول . و هناك المزيد من العلامات علي ان الشركات بدأت بالفعل في تمرير الزيادة في اسعار الطاقة و المواد الخام الي المستهلكين . و قفزت اسعار السلع الاستهلاكية المعمرة في مايو للمرة الاولي خلال سبعة عشر شهرا علي الاقل . العجز الامريكي و اظهرت البيانات نمو فائض الميزان الجاري الصيني باكثر من الضعف الي 161 مليار دولار العام الماضي ممثلا 7 % من اجمالي عائد الناتج المحلي . و في المقابل قفز العجز الامريكي الي 805 مليار دولار خلال نفس الفترة منها 201 مليار دولار مع الصين وحدها . و يثير ذلك حفيظة المشرعين الامريكيين مما جعلهم ينظرون الي الصين كسبب رئيسي في العجز القياسي الذي تسجله بلادهم . و في هذا الاطار حذر محافظ البنك الكندي المركزي دافيد دودج من ان العجز في كشوف الحسابات الجارية الامريكية كبير الي الدرجة التي يهدد معها باحداث ركود اقتصادي عالمي و يري المحللون ان اخفاق الولاياتالمتحدة في تمويل هذه الفجوة الضخمة سوف ينتج عن المزيد من ارتفاعات الفائدة مما يحنق النمو الاقتصادي لاكبر اقتصادات العالم و اكثرها تأثيرا في ايقاع النمو العالمي . و من اجل اصلاح هذا الخلل نادت مجموعة السبع الكبري في اجتماعها الاخير في ابريل الحكومات الآسيوية بتبني سياسات مصرفية اكثر مرونة مماي يساعد علي تحسين العجز الامريكي . الا ان اليوان لم يسجل ارتفاعا ملحوظا مقابل الدولار منذ ذلك الحين . من جهة اخري ما زال قادة الصين يصرون علي مقاومة تلك الضغوط الدولية لتحرير اليوان بايقاع اسرع مشيرين الي ان ذلك يهدد بانهيار حاد للاقتصاد ثاني اكبر اقتصادات آسيا و رابع اكبر اقتصادات العالم . و قال المسئولون و من بينهم رئيس البنك المركزي انهم يفضلون سياسات دعم الاستهلاك المحلي الذي يحفز الطلب علي الواردات لتقليص الفائض .