ذكر بنك "ساراسيان جروب" السويسري في تقرير مستقبلي له عن الاسواق الناشئة في العالم أنها ستكون متداخلة بقوة في الانتعاشة الاقتصادية لموازنات الدول المتقدمة وستتأثر بها بشكل كبير. وأوضح التقرير الذي أعده باركارد فارنهولت رئيس قطاع الاستثمار وجاي مونسون رئيس لجنة السياسة الاستثمارية بالبنك أن هناك أنباء اقتصادية ايجابية تشير إلي تحفيز الاقتصاد لتخفيف ما خلفته الازمة الاقتصادية العالمية التي لم يسبق لها مثيل وأوضح فارنهولت ومونسون أنه نظرا لتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والاعتماد الكبير علي الطلب المحلي للأسواق الناشئة في العالم فإن ساراسيان يعتقد أن المصارف المركزية سوف تكون حذرة للغاية فيما يتعلق بالانسحاب من المواقف التوافقية الكبيرة التي حققتها. وأضاف أنه في منتصف يونية الماضي فإن بعض البيانات أشارت إلي التشجيع بشأن الاقتصادات حيث تنبأ البنك الدولي بتحقيق الاقتصاد الصيني لمعدل نمو يصل إلي 2.7% هذا العام وأشار المركز الأوروبي للبحوث الاقتصادية أن مؤشر الاقتصاد العالمي ارتفع إلي أعلي مستوي له منذ منتصف 2006 وفي نفس الشهر راقب الكثيرون صعود مؤشر فيلادلفيا لقطاع الأعمال إلي أعلي مستوي له منذ سبتمبر 2008 وهذا سيصاحبه انتعاش في اقتصادات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهو ما سيصاحبه ارتفاع في الانتاج الصناعي للدول الثماني الصناعية الكبري. ومن جانبه، يقول مونسون إن المستثمرين يشعرون بالتوتر بسبب هشاشة الانتعاش الاقتصادي. لأنهم يعانون من "الدوار" من جراء الارتفاع الاخير في سوق الأسهم هذا بخلاف التقييم بحق حول تكاليف علاج للازمة المالية العالمية. ويضيف أنه لا ينبغي ذلك حيث إن هناك أخبارا ايجابية بشأن انتعاشات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا تظهر في الافق وعلي جانب مختلف يشير فارنهولت إلي أن الزيادة في المعروض النقدي للتعويض عن هبوط الانتاج الصناعي سيقود إلي زيادة في بعض الاصول والأسواق. وفي سياق متصل توقعت "فيتش" أن ينخفض انفاق الشركات الرأسمالي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأن يستمر مكبوتا للعامين المقبلين 2010 و2011. ورأت "فيتش" أن انفاق الشركات الرأسمالي كان أداة رئيسية في الجهود التي اتخذت لحفظ السيولة من قبل شركات منطقة أوروبا والشرق الأوسط خلال العام الماضي الذي شكل تحديا كبيرا بالنسبة للعديد من القطاعات. كما أن قدر الليونة الذي علي الشركات أن تقلص انفاقها الرأسمالي خلاله يعد كبيرا ويمكن تنفيذه بسرعة نسبية. وتوقعت "فيتش" استنادا إلي توقعاتها الداخلية لعينة من 230 شركة شرق أوسطية وأوروبية أن ينخفض انفاق الشركات الأوروبية والشرق أوسطية الرأسمالي مع تخفيضات حادة في القطاع الصناعي. ومن المتوقع أن يستمر انفاق الشركات الرأسمالي مكبوتا في العامين 2010 و2011 واعتبرت الوكالة ان هذه التطلعات هي نظرة تحسينية للتوقعات التي صدرت في فبراير 2009 وتعكس تزايد توافق الآراء بأن "الانتعاش المريض" قد بدأ في حين أنه من المرجح أن تبقي شروط الطلب ضعيفة لبعض الوقت. وتبدي الشركات اليوم تفاؤلا أكبر حول التوقعات المستقبلية لأسعار السلع والطلب العام أكثر مما كانت عليه في بداية عام 2009 بالرغم من أن القطاعات الدورية مستمرة باتخاذ إجراءات احترازية. وفي سياق متصل رصدت "ميريل لينش" في مسح أجرته منذ فترة لمديري صناديق الاستثمار بنهاية عام 2009 تزايد تفاؤل المستثمرين بانتعاش الاقتصاد العالمي في اعقاب طفرة التفاؤل التي شهدها شهر اغسطس وسبتمبر الماضيين. وأوضحت نتائج الاستبيان أن المديرين أخذوا يعيدون النظر بتوزيع أصولهم الاستثمارية ويؤمنون تدريجيا بالانتعاش الاقتصاد العالمي الراهن. ولفت المسح إلي أن المستثمرين حافظوا علي تفاؤلهم بخروج الاقتصاد العالمي من الكساد وباتجاه سيناريو ما يسمي ب"الاعتدال" وفي الوقت الذي توقع فيه 72% من المشاركين في الاستبيان تحسن الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري تري نسبة مماثلة منهم أن معدلي النمو والتضخم سيكونان أدني من المعدل المعتاد خلال الاثني عشر شهرا المقبلة. وأشارت نتائج الاستبيان إلي ارتفاع السيولة النقدية وسط توقعات ببلوغ متوسط الارصدة النقدية 1.4% من إجمالي الاصول مقارنة مع 7.3% بنهاية سبتمبر وأكتوبر الماضيين وإلي أدني معدل منذ يولية 2007 .