محيط: أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى اليوم الاثنين عن أمله فى أن يسهم توجه الادارة الأمريكيةالجديدة والنهج الجديد للمجتمع الدولى بالحوار مع طهران فى اعطاء دفعة للجهود الرامية الى تسوية الملف النووى الايرانى الأمر الذى طال انتظاره. وأكد البرادعى فى كلمة افتتح بها أعمال مجلس محافظى الوكالة الذرية أن هذا النهج يمكن أن يوفر ضمانات موثوقة حول الطبيعة السلمية للبرنامج النووى الايرانى وضمان حق طهران فى استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية. وحث البرادعى الدول الأعضاء فى المجلس مراعاة الاستنتاجات الواردة فى التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى اشارة منه الى التعاون الذى أبداه الجانب الايرانى مع الوكالة فى ضوء خطة العمل الموقعة بين طهران وبين الوكالة فى صيف عام 2007. وناشد البرادعى ايران ابداء مزيد من الشفافية والمصادقية فيما يتعلق ببروتوكول التفتيش الاضافى باعتبار أن ذلك من شأنه أن يعزز الثقة بين الوكالة وطهران فى المستقبل. وانتقد البرادعى استمرار طهران فى بناء مفاعل بحوث متطور يعمل بالماء الثقيل وانتاج الوقود اللازم لهذا المفاعل خلافا لمطالب الوكالة ومجلس الأمن الدولى ، ويأتى هذا الانتقاد رغم اقرار البرادعى سابقا بعدم وجود تحوير فى المواد النووية المعلنة لدى طهران والمخصصة لأغراض غير سلمية. وأشار البرادعى أن طهران واصلت عمليات تخصيب اليورانيوم وتصنيع أجهزة الطرد المركزى كما أنها لم تتعاون فى مسائل الوصول الى المواقع والأشخاص والوثائق المتصلة بالقضايا العالقة فى البرنامج النووى. وفى السياق نفسه اعترف البرادعى أن الوكالة لم تحرز تقدما فى كشف احتمال وجود شق عسكرى فى البرنامج النووي الايرانى. يذكر أن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ربط أى تقدم بخصوص المشروع النووى الايرانى باتجاه الشق العسكرى بخطوة أساسية يتعين على طهران اتخاذها وذلك من خلال توضيح مدى صحة المعلومات الواردة حول الدراسات العسكرية بصورة مطابقة للواقع وتحدد الموضع الذى ترى أنه ربما تم فيه تعديل هذه المعلومات أو أنها تتصل بأغراض بديلة. وفيما يتعلق بالشأن السورى ناشد البرادعى دمشق تقديم معلومات اضافية حول أنشطتها النووية ونحديد الأشخاص والمواقع التى لها علاقة بموقع "دير الزور" الذى دمرته اسرائيل قبل عامين حتى تتمكن الوكالة من انهاء تحقيقاتها بشأن تحديد طبيعة الموقع السورى المدمر. وقال البرادعى: "جزيئات اليورانيوم غير الطبيعى التي عثر عليها العام الماضي فى منشأة سورية ليست ناتجة على الأرجح عن صواريخ اسرائيلية استخدمت فى قصف هذه المنشأة قبل عامين خاصة وأن تحليلات الوكالة للعينات البيئية أثبتت وجود جسيمات اضافية من اليورانيوم". وطالب البرادعى اسرائيل ودول أخرى بتزويد الوكالة بمعلومات مماثلة واتاحتها للجانب السورى للاطلاع عليها. هذا فى الوقت الذى تطالب فيه دمشق باغلاق ملف التحقيقات معلنة رفضها السماح لمفتشى الوكالة باجراء زيارة ثانية الى موقع "دير الزور" مستندة الى اتفاق مدون بين الوكالة ودمشق سمح بزيارة واحدة فقط. يذكر أن مجلس محافظى الوكالة الذرية بدأ أعماله صباح اليوم الاثنين للبحث فى قضايا عدة أبرزها مدى التزام ايران و سوريا باتفاق الضمانات الذى عقدتاه مع الوكالة بمقتضى معاهدة عدم الانتشار النووى.