مع تصاعد التوتر بين طهران التي تتهم الوكالة بالتحيز وبين الوكالة التي تصف طهران بغير المتعاونة بشأن ملفها النووي المثير للجدل. وتزايد الحديث عن ان إيران تسير باتجاه تصنيع سلاح نووي وفق برنامج سري حسب الرواية الغربية وهو ما تنفيه طهران باستمرار. يري المراقبون في فيينا انه لامجال للحديث عن امكانية حصول إيران علي السلاح النووي في المستقبل القريب حيث يتطلب الوصول لقنبلة نووية تخصيب اليورانيوم لمستوي80 أو90% أو أكثر, الأمر الذي يستبعده المحللون في ظل الصعوبات التي تواجه طهران في عملية تخصيب20%. السؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف سيعالج المجتمع الغربي ملف إيران النووي في ظل انقسام الآراء حول احتمالات الحرب في منطقة الشرق الأوسط؟ فهناك من يراهن بان الولاياتالمتحدةالأمريكية المتورطة في حربين خاسرتين في العراق وافغانستان لايمكن ان تخوض حربا ثالثة ضد إيران, وهناك رأي آخر يقول عكس ذلك, ويشدد علي ان الحرب مقبلة حتما لسبب بسيط وهو ان إسرائيل تعيش مأزقا, وتعاني من حالة خوف متنامية من الخطر الايراني. وهكذا فمن الصعب الانحياز إلي وجهة نظر واستبعاد الاخري لكن تظل التوقعات باندلاع شرارة الحرب هي الأكثر ترجيحا بالنظر إلي ما يجري في المنطقة حاليا من استعدادات في هذا الصدد. وفي كلمة المجموعة العربية امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ألقاها الدكتور ايهاب فوزي سفير مصر ومندوبها الدائم لدي الاممالمتحدة بصفته رئيس المجموعة دعا المجتمع الدولي إلي التعامل مع ملف ايران بعيدا عن اية اعتبارات سياسية. كما اعرب عن أمله في التوصل إلي اتفاق بشأن توفير الوقود النووي لمفاعل طهران البحثي كحل لازمة ملفها النووي. ودعا إيران إلي التعاون الكامل مع الوكالة لايجاد تسوية نهائية للازمة وذلك عن طريق الحوار والمفاوضات بعيدا عن التلويح باستخدام العنف ودون المساس بحقوق الدول المشروعة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. كما أكد علي ضرورة عدم التعامل مع ملف ايران النووي بمعزل عن جهود اخلاء الشرق الأوسط من الاسلحة النووية وذلك باخضاع كل المنشآت النووية بالمنطقة دون استثناء لنظام الضمانات الشاملة للوكالة بما فيها الانشطة النووية الكورية والإسرائيلية. وتعتبر هذه الخطوة أولية لان واشنطن وحلفاءها الأوروبيين بريطانيا وفرنسا والمانيا يسعون إلي انتزاع موافقة بكين ايضا التي تعارض بشدة فرض عقوبات جديدة علي إيران. غير ان الخبراء الأمريكيين يعتقدون ان الصين التي تلتزم بالنهج المزدوج المسار, والذي يجمع بين التواصل مع إيران دبلوماسيا والسعي كذلك لفرض عقوبات للضغط عليها من اجل وقف الانشطة النووية, ستواصل العمل مع الاسرة الدولية في مواجهة التحدي النووي الايراني في الوقت الذي نفت واشنطن تقارير عن توتر متزايد مع الصين. يذكر ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل تمارسان ضغوطا علي روسيا لمنعها من تسليم إيران منظومة صواريخ دفاعية من شأنها ان تعزز دفاعات ايران الجوية في وجه اي ضربة عسكرية تتعرض لها منشآتها النووية. اما فيما يخص الجانب السوري فقد تعرضت دمشق لانتقادات شديدة من قبل الدول الغربية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة. إلا ان دول عدم الانحياز التي تنتمي سوريا إلي عضويتها اكدت في بيانات مندوبيها في فيينا ان سوريا ادلت بما لديها من معلومات ومعاينة لمواقعها النووية وطالبت باتاحة مزيد من الوقت لها للتعاون مع الوكالة الدولية لتسوية القضايا العالقة في برنامجها النووي. كما ناشد امانو دمشق بتطبيق بروتوكول التفتيش الاضافي الذي يسمح لمفتشي الوكالة بالقيام بزيارة فجائية إلي المنشآت النووية. يذكر ان الوكالة الدولية لاتزال بانتظار موافقة السلطات السورية لتفقد مفاعل دمشق النووي والقيام بزيارة اخري إلي موقع دير الزور المدمر بهدف تأكيد البيانات الرسمية السورية التي تقول بعدم وجود مواد أو انشطة نووية غير معلن عنها.