يتزايد الحديث عن أن إيران تسير باتجاه تصنيع سلاح نووي، وفق برنامج سري كما ترى الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، غير أن خبيراً روسياً يرى أنه لا مجال للحديث عن إمكانية حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل القريب. أما الأسباب التي دفعت الخبير الروسي ياروسلاف فياتكن إلى هذه النتيجة، رغم أن إيران دشنت مؤخراً مشروع تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المائة، فهي أن لدى طهران 1.5 طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب الآن، وحتى يتسنى استخدامه لصنع القنبلة النووية، فإنه ينبغي تخصيب اليورانيوم لمستوى 80 أو 90 في المائة أو أكثر. بل ويذهب الخبير الروسي إلى أن إيران بعيدة كل البعد حتى عن صنع القنبلة النووية "البدائية" التي ألقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على هيروشيما في عام 1945، ثم تخلوا عنها بسبب عدم فعاليتها، فيما رفض الاتحاد السوفيتي صنع قنبلة كهذه منذ البداية. ويوضح فياتكن أنه حتى إذا حصل الإيرانيون على الكميات المطلوبة من اليورانيوم والبلوتونيوم وبالمواصفات المطلوبة، وحصلوا على كل المواد الأخرى التي تدخل في صناعة القنبلة النووية فسيتطلب الأمر المزيد من العمل لتجريب واختبار ما صنعوه وتوفير مستلزمات الإنتاج الصناعي. ويقول فياتكن أنه يصعب في العادة أن يتوصل "الذريون المبتدئون" إلى صنع قنبلة صغيرة من الممكن حملها على متن طائرة أو صنع رأس نووي للصاروخ، وهو ما يعتبره الخبير الروسي أمراً أكثر صعوبة من الخيار الأول. ويطرح الخبير الروسي مثالاً على ذلك باكستان والهند، فالأخيرة قضت سنوات طويلة في صنع عبوة نووية من الممكن وضعها في الصاروخ، وكذلك الحال بالنسبة لباكستان التي حصلت على عضوية "النادي النووي" في عام 1998 لكنها لم تحصل على صاروخ يقدر على حمل قنبلة نووية إلا في الأعوام القليلة الماضية. وفضلا عن ذلك فإن السلاح النووي يتطلب، إضافة إلى الصواريخ والقنابل والرؤوس المدمرة، وجود المنشآت المناسبة لتخزينه وصيانته والمحافظة عليه، مختتماً أن الدولة التي لا تمتلك كل هذا لا يُعتبر دولة نووية.