اصبح ملف إيران النووي كحلبة ملاكمة,خصام من الوزن الثقيل فما ان يضرب الواحد منهم ضربة حتي يرد الآخر باقوي منها. فبعد جولة اوباما وهيلاري كلينتون الي عدد من الدول لحشد المزيد من التأييد لفرض جولة جديدة من العقوبات ضد ايران. جاء رد طهران سريعا في اطار ما وصفته إيران بالدبلوماسية النشطة المضادة. حيث قام احمدي نجاد بجولة مماثلة الي عدد من الدول الافريقية ذات مقاعد في الاممالمتحدة في مسعي إلي إقناعها بالتصويت ضد عقوبات محتملة بحق إيران. وبالتزامن مع جولة الرئيس الايراني جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلي النمسا حيث اجري محادثات مع مسئولين في فيينا بشأن الازمة النووية الايرانية والعقوبات المحتملة. فاجتمع بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في محاولة لابداء حسن نوايا طهران وتعاونها مع مفتشي الوكالة اذ اعلنت طهران من فيينا استعدادها لفتح مفاعلاتها النووية للمفتشين الدوليين. ودعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلي إجراء محادثات جديدة بهدف التوصل إلي اتفاق مقبول بشأن تبادل الوقود النووي بين بلاده والقوي الكبري. في اطار رؤية ايرانية جديدة لايجاد حل لتبادل الوقود النووي. و ناقش متكي مع أمانو سبل التوصل إلي اتفاق مقبول بالنسبة لكل الأطراف بالاضافة الي عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة في إيران. وتبادلا وجهات النظر بشأن السبل الممكنة لتطبيق اقتراح الوقود النووي. و في السياق نفسه حث وزير الخارجية النمساوي شبيندل ايجر ايران بأن تبدي المزيد من التعاون مع الغرب فيما يتعلق ببرنامجها النووي إن كانت ترغب في تجنب المزيد من العقوبات. اما واشنطن فلم تستطع ان تخفي استياءها من زيارة وزير خارجية ايران منوشهر متكي للنمسا. الامر الذي ردت عليه الخارجية بفيينا بسرعة و بكل حسم علي لسان وزير الخارجية النمساوي اشبيندل ايجر موضحا ان جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن و منهما واشنطن لديهما علم مسبق بالزيارة. التي جاءت لاجراء مباحثات لايجاد حل لازمة ملف ايران النووي. و لكن الغرب الذي بات يربط امن و سلامة منطقة الشرق الاوسط بسرعة فرض عقوبات جديدة وفعالة ضد طهران دفع القوي الكبري الي الاتفاق علي مسودة اقتراح تضم حزمة جديدة من العقوبات ضد طهران بعد انضمام بكينوموسكو الي الكتلة المؤيدة لمسألة العقوبات. تستهدف الحرس الثوري واجراءات تطال الاسلحة والطاقة والملاحة البحرية الايرانية. نزولا عن رغبة موسكو التي اتت موافقتها مشروطة بان لا تطول الشعب الايراني. كما استبعدت الواردات الايرانية من الوقود والمنتجات النفطية الاخري لمعارضة بكين علي ذلك. و حسب رأي المحللين فان تحركا عسكريا أمريكيا لضرب إيران لا يزال خيارا قائما اذا لم تجد العقوبات و الجهود الدبلوماسية في حل الازمة النووية الايرانية مستبعدين ذلك في الأجل القصير باعتباره ليس خيارا مفضلا و لكن القوي الكبري محتفظة به كآخر كارت تلعب به القوي الكبري لكسب الحرب علي ملف ايران النووي وانجح وسيلة للضغط علي طهران. فالولايات المتحدةالامريكية تعتقد ان طهران تعكف علي تصنيع صواريخ طويلة المدي يمكنها الوصول إلي اهداف في امريكا, الامر الذي رفضته طهران واعتبرت تلك الاتهامات' حرب نفسية' ضد إيران يذكر ان ايران تمتلك حاليا صواريخ متوسطة المدي تفيد تقارير بأنها قادرة علي ضرب أي جزء من إسرائيل الا ان طهران لا تمانع من وقت لآخر كنوع من التلاعب لكسب المزيد من الوقت, ان ترفع الراية البيضاء طالبة الحوار والمفاوضات مؤكدة استعدادها لمواصلة تعاونها مع الوكالة رغم العقوبات الأممية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. و يري المراقبون ان المشهد الايراني الاخير بكل سيناريوهاته يوحي للغرب بان طهران ليست مستعدة لحل ازمة برنامجها النووي سلميا. بعد ان بدأت بتصميم وإنتاج صواريخ بعيدة المدي نظرا لتماطل روسيا في تسليمها صواريخ أس300 الدفاعية و التي تحتاجها طهران لحماية منشآتها النووية ضد اي عدوان قد تتعرض له. وأعلنت علي اكثر من منبر, انها لا تشعر بالقلق إزاء التهديدات الموجهة ضدها و انها علي استعداد لاي مواجهة عسكرية. اذ ان طهران برهنت علي ان قواتها المسلحة باتت علي استعداد لمواجهة أي عدوان, مستنكرة وجود قوات أجنبية في المنطقة و الذي يسبب التوتر فيها بحسب رأيها, حيث طالبت بانسحاب هذه القوات كما طالبت دول المنطقة بعدم السماح للقوي الكبري بالتدخل في شئونها.