تكثف أمريكا تحركاتها ضد إيران وأعلن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أنه سيقوم بجولة بالشرق الأوسط في غضون أسابيع قليلة في زيارة رسمية، وسط تزايد حدة التوتر الإقليمي بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وأعرب بايدن خلال مقابلة مع برنامج "واجه الصحافة"، حسبما ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس عن أمله في "تجنيد" دعم الصين للحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات جديدة علي إيران بشأن برنامجها النووي، وقال:"حصلنا علي دعم الجميع من روسيا إلي أوروبا، ونعتقد إمكانية حشد دعم الصين". واعلن جيمس جونز مستشار الرئيس الامريكي لشئون الامن القومي أمس الاول ان بلاده تعمل علي تقديم مشروع قرار لمجلس الامن "هذا الشهر" لفرض عقوبات جديدة علي ايران بسبب برنامجها النووي. وقال الجنرال جونز في حديث لشبكة فوكس "سنلجأ الي الاممالمتحدة هذا الشهر لفرض عقوبات وتأمين التضامن"، مؤكدا ان واشنطن حصلت علي تأييد دولي واسع، وهي تأمل في انضمام كل من الصين وروسيا المترددتين ازاء هذا الجهد، واضاف: "لدينا دعم كبير. يجب ان نعمل بشكل اضافي بالنسبة للصين"، معتبرا انه "في هذه المسألة لا يمكنهم ان يكونوا غير مؤيدين" اذا ارادوا القيام ب"دور مسئول" في المجموعة الدولية. علي صعيد متصل أشارت صحيفة هاآرتس إلي أن الأدميرال مايكل مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لوح بالخيار العسكري ضد إيران قائلا "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تحصل ايران علي سلاح نووي، وحالياً الجهود الدبلوماسية مستمرة، ولا يزال خيار مهاجمة ايران علي الطاولة لكننا لم نصل لهذه المرحلة بعد". وأشار مولن إلي أنه نقل رسالة عامة لإسرائيل تفيد بأن واشنطن تقود تحركات دولية لفرض عقوبات وصفها بالقاسية علي طهران، ومن ثم فإنه يتعين علي إسرائيل ممارسة ضبط النفس الكامل. وقالت الصحيفة إن مولين عبر عن قلقه بشأن عواقب ضربة عسكرية تستهدف البرنامج النووي الايراني، قائلا أنه قلق من الابعاد غير المتوقعة من حرب اقليمية قد تندلع علي خلفية النووي الايراني. واضاف مولن إن تقديرات الإدارة الأمريكية ترجح أن لإيران القدرة للحصول علي قنبلة نووية أولي خلال سنة وحتي 3 سنوات، وأضاف: "من الصعب جداً توقع خطوات النظام الإيراني، فأنا قلق جداً من لغة الخطاب التي يستعملونها ومن تكثيف تخصيب اليورانيوم. هذه دولة تهدد الاستقرار في المنطقة عموماً وفي اليمن وأفغانستان". وأوضح: "الإدارة الأمريكية جادة جداً في نواياها بفرض عقوبات صارمة علي ايران، وامل ان تنتهي الأمور من دون مواجهة". من جانبها أكدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية انه حان الوقت لمحاسبة ايران علي انشطتها النووية، موضحة ان طهران لم تبق امام المجتمع الدولي اي خيار سوي تشديد العقوبات عليها بسبب خطواتها الاستفزازية، وأضافت في كلمة أمام منتدي أمريكا والعالم الإسلامي في الدوحة مساء أمس الاول انه يجب علي طهران دفع ثمن أكبر بسبب مواقفها وسياستها الخطيرة، وبدأت هيلاري أمس زيارة للسعودية ضمن جولتها الحالية بالمنطقة حيث يتوقع ان تطلب من الرياض الاستفادة من علاقاتها التجارية المتنامية مع الصين لإقناع الأخيرة بالتخلي عن معارضتها لمشروع العقوبات ضد إيران. وعلي خط آخر، يعمل الكونجرس الامريكي علي مشروع قانون يتيح للرئيس اوباما فرض عقوبات علي الشركات التي تتعاون مع ايران في مجال الطاقة. وتبحث الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا فرض جولة رابعة من عقوبات الاممالمتحدة علي ايران لحملها علي وقف انشطة تخصيب اليورانيوم، ورغم ان ايران هي خامس اكبر مصدر للنفط في العالم الا انه ليس لديها مصافي تكرير مما يجعلها تستورد نحو 40٪ من احتياجاتها من البنزين. وتشمل العقوبات المقترحة وضع البنك المركزي الايراني وبنوك اخري كبيرة في القائمة السوداء واضافة المزيد من الشخصيات الايرانية الي قوائم حظر السفر وتوسيع تجميد الارصدة ليشمل المزيد من الشركات الايرانية وفرض حظر علي واردات ايران من الاسلحة.