واشنطن: صدر مؤخراً كتاب "الحرب داخل وول ستريت جورنال" عن دار "هيوتون ميفلين هاركورت" بقلم سارة إيليسون وبعنوان فرعي "نظرة إلى خفايا الصراع للسيطرة على إمبراطورية أعمال أمريكية"، ويقع الكتاب في 274 صفحة. ووفقاً لصحيفة "الجريدة" يتناول الكتاب تفاصيل شراء شركة روبرت موردوخ لصحيفة " وول ستريت جورنال" 2007 لتنتهي بذلك 105 عاماً من سيطرة عائلة بانكروفت. عملت سارة إيليسون مؤلفة هذا الكتاب في "وول ستريت جورنال" لمدة 10 سنوات وغطّت عملية الشراء، لذلك يُعتبر قربها من الصحيفة، فضلاً عن معرفتها بالقصّة، امتيازاً كبيراً ومشكلة خطيرة في الوقت عينه. ويتناول الكتاب التراجع البطيء الذي عانى منه أداء الصحيفة، وما قدمه موردوخ من عرض سخي منذ ثلاث سنوات لشركة "داو جونز" بقيمة خمسة مليارات دولار فضلاً عن دين بقيمة 600 مليون دولار، ويكشف الكتاب كيف تودّد موردوخ بحذر إلى آل بانكروفت و"داو جونز"، فكان ينظّم موائد الفطور ويبعث لهم برسائل إلكترونية وموفدين حتى قبل أن يقدّم عرضه. كما تعرض الكتاب لرد الصحيفة على هذا الإهتمام، وارتعب مراسلون كثر لاحتمال العمل لدى موردخ، وحين استحوذ هذا الأخير على الصحيفة، حاول المحررون يائسين ردم الفجوة بين ثقافة غرفة الأخبار الراسخة وإرشادات مالكها الجديد. كما تحدثت إيليسون مستفيضة عن موردوخ، معترفةً بمهاراته ومواطن ضعفه على حد سواء، ويثير هذا الكتاب تساؤل هام وفقاً ل"الجريدة" وهو لمَ طمع موردوخ بشدّة في صحيفة "وول ستريت جورنال" مع أنه كشف عيوباً كثيرة في طريقة نقلها الأخبار؟ ماذا تعني قلّة الاعتراض الداخلي على عملية الشراء بالنسبة إلى "نيوز كوربورايشن"؟ والأهم، هل سيجد المدراء الجدد طريقة لمقاومة القوى التي تسحق الصحف الغربية ببطء؟ إن تحقق ذلك، لن تكون عملية الاستحواذ على "وول ستريت جورنال" نهايةً لثقافة صحافية متعالية وإنما بدايةً لإنشاء ثقافة جديدة متينة.