منذ 3 أيام أعلن د. أيمن نور مؤسس حزب الغد، عن مبادرته إلى تشكيل "جبهة وطنية لمواجهة التوريث"، مطالبا جميع القوى السياسية بالانضمام إليها، قائلا خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: أنه بدأ الاتصال مع جميع القوى السياسية بمختلف توجهاتها لتشكيل الجبهة الجديدة، وأنه متفائل بانضمام جميع قوى المعارضة للحملة. ويبدو أن هذا التفاؤل أنسى الدكتور أيمن شيئا مهما للغاية، وهو أن يتصل بالقوى السياسية والمعارضة لعرض المبادرة عليها، ففى الإخوان، وكفاية، والأحزاب المعارضة، وحركة 6 أبريل يقولون إنهم لا يعلمون شيئا عن تلك المبادرة، وإن زعيم الغد لم يتصل بهم، ولم يعرض عليهم شيئا! الدكتور محمد حبيب "النائب الأول لمرشد الإخوان" نفى علمه بالمبادرة أو تفاصيلها، ونفى أن يكون أيمن نور نور قد اتصل بهم أو عرض عليهم شيئا، وقال إن من حق نور أن يعرض مبادرته، وسيتحدد موقفنا منها بعد دراستها ومناقشة تفاصيلها معه .. د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، قال إن حزبه لم يتلق أى دعوة من أيمن نور، ولم يعرض عليه شيء، ربما كتب عن المبادرة فى الجرائد، ولكن التجمع - بحسب السعيد - لن يتلقى مبادرات من صفحات الجرائد، وإذا كانت لدى نور مبادرات فإن موقف الحزب منها لن يتحدد إلا بعد دراستها، ومناقشتها .. الموقف نفسه تكرر مع عبد الحليم قنديل المنسق العام لكفاية، الذى نفى علمه بتلك المبادرة، واستوضحناه عما نشر بشأنها، فقال: إنه يوافق على المسألة من حيث المبدأ، على ألا يتعارض ذلك مع المشروع الخاص ب"ائتلاف المصريين من أجل التغيير".. وربما كان أحمد ماهر (منسق حركة 6 أبريل) الوحيد الذى لديه علم بالمبادرة، فقد اطلع على ما نشر عنها على شبكة الإنترنت، وهو لا مانع لديه من الانضمام لها إذا عرض عليه ذلك، على أن تتكون "جبهة حقيقية"، تتخلص من عيوب الجبهات والتحالفات التى أنشئت من قبل، وفشلت، لافتقادها أبسط مقومات الجبهات، ولسعى المشاركين فيها للهيمنة عليها وتوجيهها لمصالح وأيديولوجيات بعض الأعضاء .. وهكذا يصبح السؤال ملحا: إذا كان هؤلاء لم يعلموا بأمر المبادرة، فترى بمن اتصل الدكتور أيمن نور، ولمن أطلق مبادرته؟!