سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحف الحكومية تتجاهل بشائر (ثورة الطلاب) في الجامعات .. وروز اليوسف تتفوق على مايو وتحصل على درع الشرطة (!!) .. وتضارب الآراء حول دخول الإخوان جبهة المعارضة ..وكاتب يصف مبارك بأنه رئيس تحت الحصار
الأحداث السياسية المثيرة التي تشهدها مصر هذه الأيام ، وفي مقدمتها استمرار مظاهرات الطلبة فرضت نفسها بقوة على الصحافة المصرية وخاصة الحزبية والمستقلة منها . فقد شهدت مصر يوم الأحد حدثا جامعيا فريدا شارك فيه طلاب جميع الجامعات في تنظيم مظاهرات حاشدة غلب عليها الطابع الإسلامي للمطالبة بالإصلاح ورفض كل صور التدخل الأمني في الحياة الجامعية ، والمطالبة بإشراف قضائي على انتخابات اتحادات الطلاب . والمشهد الجاري أمام أعيننا هذه الأيام يشير إلى بدء انضمام الحركة الطلابية إلى الحراك الوطني المتنامي في الشارع المصري ، ويمكن أن نطلق عليه (بشائر ثورة الطلاب) .. وفي تحول جديد للعمل السياسي داخل الجامعات أعلن عن تأسيس تحالف طلابي جامع لمختلف التيارات السياسية والفكرية أطلقوا عليه اسم "جامعتنا" والغريب أن هذا الحراك الوطني الفعال والمشرف ، تم تجاهله من معظم الصحف الحكومية ، واكتفت بعضها بالإشارة إليه بإيجاز شديد لا يناسب أهمية الحدث . الموضوع الثاني الذي تناولته صحف أمس (الاثنين) هو تحركات المعارضة وسعيها لتأسيس جبهة وطنية موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. وقد تضاربت الأنباء الصحفية حول هذا الموضوع ، فالصحف الحكومية أكدت فشل المحاولة وخروج الإخوان والغد منها ، وهي هنا عبرت عن تمنياتها ودوافعها الحكومية أكثر مما عبرت عن واقع حقيقي . فيما تحدثت الصحف المستقلة عن نجاح "عزيز صدقي" في جهوده لإقناع جميع الأطراف بضرورة ضم الإخوان للجبهة وتراجع حزب التجمع عن رفضه في اللحظات الأخيرة . صحيفة روز اليوسف تجاوزت الصحف الحكومية بأشواط بعيدة في لعب دور محامي الحكومة إلى القيام بدور "البودي جارد" ، وهو دور مشبوه لا تقبل به صحيفة كالأهرام مثلا ، ولكن طموح جبر وكمال في التقرب إلى أمانة السياسات جعل من المؤسسة العريقة منافسا خطيرا لصحيفة "مايو" لسان حال الحزب الوطني ، ومن المؤكد أن سمير رجب يكتم غيظه الآن من هؤلاء الأنداد (الجدد) الذين تفوقوا عليه في النفاق والهمبكة وركوب الأمواج .. وللتدليل على كلامنا نختار أمثلة من روز اليوسف الصادرة اليوم : روز اليوسف تشيد بدور الشرطة وأجهزة الأمن ، والشرطة تهدي لها درعا شرفيا (في الصورة كرم جبر يتسلم الدرع !!) .. روز اليوسف (المجلة) أمس تدافع عن بقاء الصلاحيات المطلقة للرئيس ، وروز اليوسف (الصحيفة) اليوم تهاجم أحزاب المعارضة وتتهمها بالشمولية والعجز عن إفراز قيادات سياسية جديدة (!!) وتصف زعماء الأحزاب بصفات مضحكة : فنعمان جمعه (صدامي) ، وضياء الدين داوود (ديكتاتور) ، والصباحي يبحث عن المزامير ، وايمن نور مريض بهواجس المؤامرة . بينما امتنعت عن وصف رفعت السعيد بأي صفه (لماذا يا ترى ؟) .. وطبعا لم تدخل مبارك باعتباره رئيس حزب في الموضوع . نترك صحيفة الحزب الوطني المعروفة سابقا ب (روزا) لمتابعة أهم الأخبار والموضوعات التي تناولتها الصحف اليوم . فقد أبرزت الصحف تأكيدات عدد من خبراء السياسة بوجود صراع مكتوم على الحكم يدور في كواليس السياسة المصرية ، وهو ما يعزز الحديث حول سيناريو التوريث وتداعياته . وصحيفة العربي تصف مبارك بأنه رئيس تحت الحصار ، وتقول ان الشعار الحقيقي لمؤتمر الحزب الوطني كان : (العبور إلى التوريث) . بدء المرحلة الثانية لخصخصة ما تبقى من القطاع العام ، ووصفها ب أكبر عملية نهب في تاريخ مصر . الفريق الشاذلي يحذر من استبعاد الإخوان والغد من تشكيل جبهة المعارضة ويصفها ب الخطأ الكبير . وسعد الدين إبراهيم يؤكد أن قوى المعارضة الحقيقية في مصر تقتصر على معارضة الإخوان الصامتة ، والغد الزاعقة . أما باقي القوى فلم تصل بعد إلى حد دفع الحكومة الاستجابة إلى مطالبها أو تغيير الأوضاع القائمة . وايمن نور يهدد النظام بكشف أسرار خطيرة تمس أركانه في حال ما اعترف بالمنشقين على حزب الغد ، ويرى ان من حقه إعلان نفسه رئيسا للجمهورية في ظل الفوضى التي تشهدها الساحة السياسية . بدء معركة المنظمات الحقوقية ولجنة الانتخابات مبكرا ، والمنظمات تهدد باللجوء للقضاء في حال منعها من مراقبة الانتخابات . وسقوط 15 مصابا في أول معركة انتخابية بأسيوط . الحزب الوطني يبدأ معركة تزوير انتخابات مجلس الشعب مبكراً ، وانفرد الحزب بكشوف الناخبين في الإسكندرية والإسماعيلية بينما فشلت أحزاب المعارضة في الحصول عليها حتى الآن ، وبررت المحافظتان تأخير تسليم الكشوف بإجراء عمليات تنقية الكشوف من المتوفين والمغتربين، بينما أكدت المصادر الحزبية استحالة قيام لجان وزارة الداخلية بتنقية الكشوف قبل الانتخابات ، ووصفت المصادر عمليات التنقية بأنها مجرد تحايل من حكومة الحزب الوطني لتفويت الفرصة علي أحزاب المعارضة والمستقلين للحصول علي الكشوف . في المقابل أكد الإخوان خوضهم الانتخابات في كل الدوائر بغض النظر عن دخوله جبهة المعارضة . ومن الموضوعات المهمة في صحف اليوم أيضا : المصري اليوم تنشر نص مقابلة مجدي مهنا مع عمرو خالد ، التي أكد فيها رسالته اجتماعية تسعى لنهضة منبعها الأيمان ، وانه ليس رجل دين أو سياسة . المجمعات الانتخابية تبدأ اختيار مرشحي الحزب الوطني ، والتهديد بفصل الأعضاء غير الملتزمين من الحزب . استطلاع هلال رمضان واختلاف الحسابات الفلكية في تحديد أول أيام الشهر الهجري ، ودراسة تقول ان المصريين يصومون ثم يأكلون 3 أضعاف معدلهم العادي . ودراسة اقتصادية خطيرة تكشف ان حجم الاستثمارات العربية المنفقة على اغاني الفيديو كليب تبلغ 16.4 مليار دولا (!!) وظهور 50 مطربا ومطربة جددا كل شهر على قنوات الموسيقى والغناء التي تنتج مئات الأغاني شهريا . محافظ القاهرة يطرد الصعايدة من القاهرة ويتهمهم بالتسبب في المشكلة السكانية التي تعاني منها العاصمة . والى المقالات التي نبدأها من الأهرام ، حيث كتب مكرم محمد أحمد عن تحديات الانتخابات القادمة وقال : " الانتخابات البرلمانية القادمة أهم انتخابات تشريعية جرت في مصر علي امتداد الخمسين عاما الماضية , لأنها تأتي في أعقاب تطور حاسم في حياة مصر السياسية , جعل اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب بدلا من الاستفتاء ولأنها تختبر أيضا قدرة المجتمع المصري علي احتضان تعددية سياسية حقيقية , تعكس نفسها في تمثيل برلماني صحيح يعبر عن الواقع السياسي لقوي المجتمع المختلفة . وأضاف : إن نتائج هذه الانتخابات سوف يكون لها أثرها المهم علي طبيعة الحراك السياسي في الفترة القادمة سواء بما يعزز فرص الحوار الوطني بين قوي المجتمع السياسية ويزيد من حجم اتفاقها حول الصالح الوطني العام , أو يؤدي إلي المزيد من الاستقطاب الحاد بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة , تكون نتيجته تصعيد حالة التوتر وتحويل الحراك السياسي إلي عراك سياسي يستنزف جهد الجميع تستفيد منه بعض حركات النخب المناوئة , التي تحاول تأليب الشارع السياسي , كما تستفيد منه جماعات خارجة عن الشرعية , تسعي إلي اختراق أحكام الدستور , وفرض واقع غير قانوني , يتناقض مع إجماع الوطن علي رفض قيام الأحزاب علي أساس ديني . ويزيد من أهمية نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة تأثيرها المباشر علي صورة انتخابات الرئاسة عام 2011, لأن عدم حصول أي من أحزاب المعارضة علي الحد الأدنى المطلوب من أصوات الناخبين وهو أمر محتمل سوف يسحب حقها في تقديم مرشح إلي انتخابات الرئاسة القادمة , وفي ظل صعوبة حصول أي من المرشحين خارج الأحزاب علي عدد الأصوات المطلوبة لمساندة ترشيحه من أعضاء المجالس التشريعية والمحلية , ثمة مخاوف حقيقية بأن تصبح الساحة خالية من أي مرشحين سوي مرشح الحزب الوطني ، الأمر الذي يمكن أن يلقي بظلال شك علي هدف الانتخابات , ويؤثر علي نسب الحضور إلي صناديق الانتخاب بدعوى أن النتيجة معروفة سلفا . والى موضوع سعي المعارضة لتشكيل جبهة موحدة في مواجهة الحزب الوطني ، قال "عباس الطرابيلي" في الوفد : " عندما تتداعي أحزاب المعارضة والتيارات والكتل السياسية الآن إلي التوحد .. وإلي العمل كجبهة واحدة فإنما ذلك بهدف تشكيل جبهة وطنية تقود العمل الوطني ، نحو الإصلاح الشامل الذي تحلم به الأمة .. واستعداداً لانتخابات برلمانية حاسمة .. في فترة غاية في الخطورة . وكأن مصر الآن بكل هذه الإرهاصات تستعيد أياماً خالدة عاشتها الأمة عندما تداعت أحزابها القوية في ثلاثينيات القرن الماضي دفاعاً عن دستور 23 وثورة ضد ما أسمته الحكومة أيامها بدستور 30. وتوحدت أيامها قوي مصر السياسية ، بكل تياراتها ، وخرجت الأمة كلها وراء هذا التوحد إلي أن أرغمت الحكومة والملك فؤاد معاً علي الرضوخ لمطلب الأمة .. فسقط دستور 30 الذي أعطي للملك سلطات ليست له .. وأعادت دستور 23 الذي قيد من سلطات الملك .. وكان نصراً عظيماً للأمة قادته الأحزاب الوطنية .. ليخضع الملك لرغبة الأمة .. وينتصر الشعب .. فما أشبه الليلة بالبارحة . فمصر الآن تغلي وهي حبلي بإرهاصات تسعي إلي الإصلاح الدستوري الذي يجب ان يقود إلي إصلاح شامل تطلبه الأمة .. وتعبر عنه الأحزاب الوطنية .. لا أحزاب السلطة والسلطان . أي أن مصر هي التي تجمع أحزاب المعارضة وفي المقدمة الوفد والتجمع والناصري والتيارات الوطنية لكي ننقذ ما يمكن إنقاذه وسط ردة سياسية يطبل لها الحزب الحاكم المتحكم في مصير كل المصريين . وأكد الكاتب أن مصلحة مصر هي ما يحرك كل هذه الأحزاب الجادة والحركات السياسية ، والكل يلتقي عند كلمة سواء هي مصلحة الوطن .. مهما كانت المتاعب .. والتضحيات. وهذا هو قدر المعارضة الوطنية والشريفة .. وتوقع الكاتب نجاح الجبهة الوطنية التي تدعو إليها الآن أحزاب الوفد والتجمع والناصري . لأنها لا تهدف إلي مكسب شخصي أو ذاتي .. ولكنها تستهدف المصلحة العليا للوطن ، ومن هنا جاء تحرك المعارضة الحالي علي أمل الوصول إلي نتائج قوية في الانتخابات القادمة بالحصول علي عدد كبير من مقاعد البرلمان تسمح للمعارضة أن تجبر الحزب الحاكم علي الانحياز نحو الإصلاح الشامل .. ومن خلال معارضة قوية وفعالة داخل البرلمان .. لن يستطيع حزب الحكومة ان ينفرد بالقرار.. ولن يستطيع مهما فعل ان يؤخر بدء حركة الإصلاح الشامل .. وكلما زاد عدد المقاعد التي تحصل عليها هذه الجبهة الموحدة للمعارضة .. قوي ساعدها علي أن تتصدي لبطش الحزب الوطني الذي يجب ان تعمل الأمة علي تحجيمه ليعرف حجمه الطبيعي في الشارع السياسي المصري . واختتم كلامه مؤكدا على ان مصلحة مصر الآن هي في توحد كل الاتجاهات وكل التيارات لنخرج جميعاً بجبهة وطنية قوية وفعالة لتصبح قادرة علي التغيير.. وهو ما تريده الأمة المصرية ، من هنا نجد إصرار المعارضة علي ان تري وحدتها النور.. أو علي الأقل علي تنسيق تحركها. ونستمر في الوفد ، ولكن هذه المرة مع الكاتب مجدي سرحان الذي كتب مقالا بعنوان : (نحن الضعفاء وأنتم الطغاة!) قال فيه : " أبواق الحرس الجديد .. وأزلام أمانة السياسات .. أصابهم السعار وانطلقوا ينهشون بأنيابهم ومخالبهم في جسد جبهة أحزاب وقوي المعارضة التي مازالت عملية ولادتها تمر بمرحلة المخاض . بدأوا يروجون لفكرة ان اتجاه أحزاب المعارضة إلي التحالف هو انعكاس لحالة من الضعف أصابت هذه الأحزاب .. والحقيقة ان ما يقوله هؤلاء هو قول حق يراد به باطل .. فأحزاب المعارضة ضعيفة بالفعل .. وقليلة الحيلة .. أمام طغيان وتغول وجبروت الحزب الحاكم .. وضعف هذه الأحزاب ليس انعكاسا كما يزعمون لخلل في هياكل وتنظيمات هذه الأحزاب .. أو بسبب أزمات تمر بها مما يدفعها إلي اختيار الحل الأسهل علي حد زعمهم وهو التحالف في جبهة موحدة لخوض انتخابات مجلس الشعب .. فالخلل الحقيقي والضعف الحقيقي يكمن في النظام السياسي نفسه.. ذلك النظام الذي تم تفصيله ليتيح احتكار "حزب الرئيس" للسلطة والحكم إلي الأبد .. ولا يمنع اندماجه في الدولة واستغلاله لكل إمكانياتها ومواردها وأدواتها وسلطاتها .. بينما تبقي الأحزاب الأخرى" علي الهامش" لا يراد لها إلا ان تكون ديكورا في مسرحية هزلية يلعب كل أدوار البطولة فيها ممثل واحد هو الحزب الوطني . وأضاف سرحان : "ان تحالف أحزاب وقوي المعارضة هو نقطة تحول حقيقية في أساليب وآليات العمل.. في ضوء ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية الأخيرة من حالة إحباط ويأس أفقدت الأحزاب.. والمجتمع كله .. أي أمل في التغيير والإصلاح .. ولذلك وجب عليها ان توحد جهودها.. وترتب صفوفها في مواجهة طغيان لوبي الفساد والاحتكار المسمي بالحزب الوطني. لقد استوعبت الأحزاب .. والشعب.. دروس الانتخابات الرئاسية .. وأول هذه الدروس هو انه لا طاقة لأي حزب في مواجهة حزب يستمد قوته من رئاسة رئيس الدولة له .. ومن احتمائه بمؤسسات تنفيذية وأمنية تحل له التزوير والاغتصاب والانتهاك لإرادة الشعب .. رأينا ذلك في الانتخابات الرئاسية .. ابتداء من مرحلة إقرار التشريعات التي تم تفصيلها بما يكفل انفراد الحزب الحاكم بالقدرة علي الترشيح للانتخابات .. ومرورا بتجاهل كل الضمانات التي طلبتها الأحزاب لإجراء انتخابات نظيفة في جو من الحياد والنزاهة والشفافية .. وعلي رأس هذه الضمانات إلغاء قانون الطوارئ وتعيين حكومة محايدة مؤقتة خلال فترة الانتخابات.. ثم إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف قضائي كامل علي جميع المراحل الانتخابية .. وتنازل رئيس الدولة عن رئاسة الحزب الوطني تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب المتنافسة . رأينا في انتخابات رئاسة الجمهورية تحالف السلطة ممثلة في الحزب الحاكم مع المال ممثلا في بعض رجال الأعمال الذين فتحوا خزائن أموالهم التي هي في حقيقتها أموال الشعب المودعة في البنوك.. وانفقوا علي حملة مرشح الحزب الوطني ما لا طاقة لأي حزب أو مرشح آخر ان يأتي بمثله أو يقوي علي منافسته . فماذا يتبقى أمام الأحزاب والقوي السياسية سوي التوحد وتشكيل جبهة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة في ظل إصرار النظام علي عدم إجراء هذه الانتخابات بنظام القائمة النسبية التي تكفل تمثيلا أوسع في البرلمان لجميع القوي؟ .. ان ضعف الأحزاب في مواجهة جبروت حزب الرئيس لا يعيبها أو يشينها .. بقدر ما يسيء إلي النظام نفسه .. ويفضح وجهه الديكتاتوري القبيح المتخفي وراء قناع من الديمقراطية والتعددية الزائفة التي أدت إلي انصراف الناس عن المشاركة .. وأفقدهم الثقة في النظام .. لدرجة ألا يشارك في اختيار أول رئيس منتخب للدولة سوي نحو 7 ملايين ناخب من بين أكثر من 32 مليونا لهم حق الانتخاب .. وهذه كارثة حقيقية لا يمكن أن تخفيها أي محاولات للتجميل . لكي نتعرف على الموقف الآخر ، لابد العودة إلى روز اليوسف التي كالت المديح لجمال مبارك وتهكمت على المتخوفين من حدوث التوريث الذي رأته غير مبرر (لأنه مثل شكة الدبوس) وأخذت في لومهم وتقريعهم والاستخفاف بهم ، وتحت عنوان: (سؤال التوريث الممل) قال إسلام كمال : "عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده «جمال مبارك» أمين السياسات بالحزب الوطني اندهشوا من قدرته على التحكم في أعصابه وحسدوه على التعامل بهدوء مع الأسئلة المتكررة حول فكرة "التوريث"واحتمال أن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في 2011 وأن المادة 76 تم تعديلها من أجله! وسط كل هذا الإلحاح من مراسلي الوكالات ووسائل الإعلام الأجنبية والعربية والمصرية كان جمال هادئا يرد على الأسئلة التي تحمل نفس المعنى والمغزى لكن بصورة مختلفة ، وتأتى مرة بصورة مباشرة من ناحية اليمين على لسان مراسلي قناة الجزيرة ، ومرة ثانية من أقصى اليسار من مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية ، وثالثة من ممثلة صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في وسط القاعة! بخلاف المرات التي تكرر فيها السؤال بصور غير مباشرة! الأغرب من ذلك أنه عندما لم يصلوا لغايتهم تحولوا بأسئلتهم إلى موضوع تعيين نائب للرئيس واحتمال خوضه معركة الانتخابات البرلمانية! في كل الأحوال كان جمال متماسكا غير عصبي مرحبا بالأسئلة مهما كانت رغم اعتراض عدد كبير من الحاضرين عليها خاصة أنه حسمها منذ البداية قائلا: أنا أكدت في نفس المكان العام الماضي على رفض مبدأ التوريث والآن أجدد هذا الرفض وبشدة فرأى الحزب لم يتغير قبل التعديل الدستوري وبعده ، والناس المتابعون يؤكدون على ذلك خاصة أننا انتقلنا لمرحلة جديدة في حياتنا السياسية! . وأضاف أن الإعلام والصحف المستقلة يتعرضون لقضايا يرون أنها مهمة ومن حقهم ذلك ، وهذا جيد ويعبر عن مدى فعالية الحراك الذي نعيشه ، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي وهذا إيجابي وركزت هذه الصحف على ما أسموه بالسبب الحقيقي من تعديل المادة 76 من الدستور! وشدد على أن هذا التعديل الدستوري لم يتم من أجل توريث السلطة . وقال: أنا مختلف مع من يقولون ذلك على طول الخط ، وأكد أنه لا يقول هذا الكلام كرد على سؤال عابر في مؤتمر صحفي لأنه لديه قناعة بذلك ، وكرر أن التوريث أمر مرفوض وفيما يتعلق بترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية عام 2011، عبر جمال عن دهشته من السؤال بوصفه سؤالا افتراضيا خاصة أنه يُسأل في حدث يقع بعد ستة أعوام ، فكيف يفكر فيه الآن وسيكون الواقع غير الواقع الحالي والأوضاع مغايرة ، وأكد أنه لا يتهرب من الرد على هذا السؤال لكن ليس وقته الآن! وفى السياق نفسه أكد ردا على سؤال خاص بتعيين نائب الرئيس أنه ليس في سلطاته ويُسأل في ذلك الرئيس نفسه ، فالبعض يرى أن الحاجة لهذا المنصب لم تعد ملحة كما كانت من قبل ، بينما يرى البعض الآخر أن هذا المنصب مهم ومن الضروري بلورته بأن يشغله أحدهم ، وهى آراء مطروحة في ضوء الانتخابات التي أجريت مؤخرا، ولكن في المجمل فإنها مسألة متروكة للرئيس ليتخذ قراراً بشأنها. وبعيدا عن ذلك فإن هذا المؤتمر غير التقليدي شهد خوضا في المناطق الشائكة مثل الخلافات التي يتحدث عنها البعض بين ما يسمونه بالحرس الجديد والحرس القديم في الوطني ، وعلق جمال من جانبه مؤكدا أن هذه الأقاويل تمثل مجرد سيناريو سهل يبنون عليه بعض القصص بعد ذلك! لكن كل فريق من حقه أن يقول ما يريد خاصة أن الخلاف أمر صحي وأنا أشجعه ، وما لا يعرفه الكثيرون أن مناقشات الحزب الوطني على كل المستويات منذ عام 2000 وحتى الآن تشهد خلافات داخلية على طول الخط وعلى سبيل المثال، الأمانة التي أترأسها تشهد خلافات عديدة ومستمرة لكن هذا كله يحدث في إطار مؤسسي! خاصة أن الإنجازات التي حققها الحزب دليل على أن هذه الخلافات لم تعق عن التقدم! وكشف أمين السياسات بالوطني عن أن هناك معايير جديدة لاختيار مرشحي الحزب طورت خلال انتخابات المحليات والشورى والتكميلية للشعب وهناك خطة تفصيلية لمعايير الاختيار الجديدة تتم بلورتها حاليا وأكد أنه لا حصانة لأي مرشح قديم ، وسيبدأون من بعد غد الاثنين تقييم الأعضاء الذين تقدموا بأوراقهم رغبة في الترشيح لمجلس الشعب عن الحزب ومراجعة الاستطلاعات التي أجريت في هذا الإطار، ويستمرون بعد المؤتمر في تطوير العمل من خلال توسيع قاعدة الاختيار ، وسيتابعون 444 مرشحا في كل الدوائر حول الجمهورية وأدائهم! والأيام القادمة ستشهد على تفوق "الوطني" وحملته الانتخابية التي تدار بشكل مختلف يتناسب مع المستجدات الحالية بعد الانتخابات الرئاسية التنافسية وأشار إلى أن هناك خبراء قانونيين في الحزب يراجعون أوراق المرشحين حتى لا نتورط في مشاكل قانونية بعد ذلك! فيما أكد جمال مبارك أنه لا ينوى خوض المعركة الانتخابية لدخول مجلس الشعب في إطار رده على أكثر من سؤال بهذا المعنى، بعدما ملوا من سؤال "التوريث"!؟ حقا إذا لم تستحي فاكتب في روز اليوسف ما شئت !!!