نظم الآلاف من طلاب جماعة الإخوان المسلمين ، في سابقة تعد الأولى من نوعها ، أمس مظاهرات منسقة في جميع جامعات مصر ، تحت شعار معا للإصلاح - جامعة حرة .. وطن حر " ، وقد أعتبر البعض هذه المظاهرات التي كانت أشبه ما تكون بالاستعراض العسكري ، بمثابة افتتاح من جانب الجماعة لمعركة الانتخابات البرلمانية ، التي تنوي الجماعة ترشيح أكثر من 200 من قادتها وكوادرها ، خاصة وأن طلاب الجامعة أفصحوا علانية – للمرة الأولى – عن هويتهم ، واضعين شارات مكتوب عليها " طلاب الإخوان المسلمين ، فيما كان طلاب الجماعة يتحركون في الماضي تحت شعار "طلاب التيار الإسلامي" . وانطلقت المظاهرات داخل جامعات عين شمس والأزهر وحلوان وكفر الشيخ والمنوفية وبنها الزقازيق وبني سويف وأسيوطوجنوبالوادي، فيما شهدت جامعة القاهرة مؤتمرا إعلاميا حضره ممثلو هذه الجامعات وتحدث عنهم ممثلو جامعات "الأزهر- الإسكندرية – أسيوط – جنوبالوادي – عين شمس" . وقام الطلاب بالإعلان الصريح عن أنهم طلاب الإخوان المسلمين رافعين لافتات مزيلة بتوقيع " طلاب الإخوان المسلمين" فضلا عن أن أكثر من ألفي طالب وطالبة كانوا يرتدون في جامعة القاهرة وحدها " تي شيرتات" مطبوع عليها عبارة " معا للإصلاح .. طلاب الإخوان المسلمين" . وجدير بالذكر أن هذه التظاهرات لم تكن سرا ولكن تم الإعلان عنها قبل أيام من تنظيمها دون رهبة من التدخل الأمني لإلغائها أو محاصرتها كما كان متبعا ولكن تم تنظيم المظاهرة أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة وكذلك باقي الجامعات وتصدرتها لافتة ضخمة مطبوع عليها شعار جماعة الإخوان المسلمين ( المصحف والسيفين) وموقعة من طلبة الإخوان المسلمين بالجامعة. وحملت اللافتة مطالب الإصلاح داخل الجامعة وخارجها بشكل لافت للنظر واهم المطالب : لائحة طلابية عادلة واتحادات طلابية حرة وكتاب جامعي مدعوم، ومنظومة تعليمية متطورة، إلى جانب المطالب العامة إلغاء قانون الطواريء وانتخابات برلمانية حرة نزيهة، ومحاربة الفساد للقضاء على القهر والفقر في مصر وتوفير فرص عمل ملائمة للخريجين. وصاحب ذلك كله شعارات مرفوعة وهتافات رددها المتظاهرون من طلاب الإخوان أهمها : "أول مطلب للطلاب .. امن الدولة بره الباب" و "يا حرية فينك فينك .. امن الدولة بينا وبينك" ، "لما ناديت بحق بلادي قالوا الطالب ده إرهابي" . وشهدت المظاهرة أشكال جديدة من أشكال تعبير الطلاب عن مشاكلهم وتمثلت في وقوفهم مقيدي الأيدي بالسلاسل ومكممي الأفواه تعبيرا عن حالة القمع التي تعيشها الجامعة المصرية . وعقد المتظاهرون مؤتمرا صحفيا شارك فيه ممثلون عن جامعات القاهرةوأسيوط وعين شمس والأزهر والإسكندرية وبنها وغيرها من الجامعات، أعلنوا عن بيانهم الصحفي ، الذي أكدوا فيه على انه آن الأوان أن يتقدم الطلاب ليأخذوا دورهم في قاطرة الإصلاح السياسي والحراك الوطني الذي تشهده البلاد باعتبارهم جزء أساسيا من الحركة الوطنية في مصر. من جانبه ، أكد ممثل جامعة القاهرة الطالب احمد إبراهيم أن هذه الوقفة من اجل جامعة حرة ووطن حر ويشاركنا فيها الطلاب المنتمون للإخوان في جميع الجامعات وقفتنا هذه في ذات الوقت. بينما أكد الطالب محمد مكي ممثل جامعة الأزهر أن طلاب الإخوان المسلمين في مصر يقفون اليوم ليدعوا كافة الأحزاب والقوى السياسية لتشاركهم في المطالبة بالإصلاح ورفع الطوارئ ومواجهة الفساد وسيادة القانون والدستور قفي مصر . من جهته ، أكد ممثل جامعة أسيوط الطالب حمدي عبد الغفار أن طلاب الإخوان جزء من هذا الوطن ولابد أن يشاركوا في صياغة مستقبله ودفع عجلة الإصلاح للأمام، كما أكد ممثل الإخوان بجامعة عين شمس أن طلبة الإخوان سيقومون بدور هام لدعم مرشحي الإخوان المسلمين داخل الجامعة في الانتخابات الطلابية وخارج الجامعة في الانتخابات البرلمانية في ظل المناخ السياسي الذي يسمح مؤخرا بالقيام بمثل هذا الدور. ومن جانبها ، أكدت الطالبة بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة وممثلة طالبات الإخوان بالجامعة أن هذا المؤتمر يأتي في إطار الإعلان عن هويتنا التي طالما عانينا من اجل الإعلان عنها وان اللحظة التاريخية اليوم حاسمة آن الأوان قد آن وانتظرناه كثيرا والحمد لله قد جاء للإعلان عن أنفسنا ونطالب بدورنا في إصلاح هذه البلد كحركة طلابية. وفي نهاية المؤتمر الصحفي قامت طالبات وطلاب الإخوان المسلمين بالاصطفاف فيما يشبه الطابور العسكري ليدخلوا إلى داخل الجامعة من أمام النصب التذكاري في صف منتظم يضربون الأرض بقوة بأرجلهم ويهتفون قائلين : زحف الإسلام قادم .. قادم ضد اليهود والأمريكان ..قادم ..قادم ، وأيضا مرددين : أول مطلب للطلاب ... امن الدول بره الباب ، وجابوا شوارع الجامعة من أمام النصب التذكاري مرورا بالقبة ومكتب رئيس الجامعة وحتى آخر الحرم الجامعي حيث كلية دار العلوم وانضم إليهم الآلاف من الطلاب ليختتموا تظاهرتهم أمام مبنى دار العلوم. من ناحية أخرى نظم عدد من الطلاب أمس الأول مؤتمرا بنقابة المحامين أعلنوا خلاله عن تأسيس تحالف طلابي للتنسيق بين طلاب الجامعات للمطالبة بإصلاح الأوضاع في الجامعات والحياة السياسية بشكل عام. ويضم التحالف طلاب من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والاشتراكيين الثوريين وحزب العمل واليسار والقوميين. وأكدت لجنة تنسيق العمل الطلابي ، في بيان لها وصلت نسخة منه ل " المصريون " ، على سعيها لتحقيق عدة أهداف يأتي في مقدمتها : إلغاء اللائحة الطلابية لعام 79 وصياغة لائحة جديدة يشارك في إعدادها الطلاب أنفسهم ورفع قبضة الأمن وإدارة الجامعات عن الاتحادات الطلابية والتأكيد على حق العمل الطلابي وتكوين الأسر وممارسة كافة الأنشطة الطلابية. وأكد البيان على ضرورة خفض المصروفات الدراسية بما يتناسب مع دخول الأسر الفقيرة ومساواة طلاب الانتساب بالطلاب النظاميين من حيث الحقوق والحريات وكفالة حق المسكن للطلاب المغتربين فضلا عن ربط القضايا الطلابية بالقضايا العامة وتفعيل الحياة السياسية داخل الجامعات. وفى نفس السياق ، أعلن مركز سواسية لحقوق الإنسان عن إعداد لائحة طلابية جديدة شارك فيها طلاب من مختلف الجامعات المصرية والتيارات السياسية وصولا إلى لائحة تحقق الأهداف الطلابية تمهيدا للإعلان عنها في وقت لاحق. وأكد المركز أن الإصلاح السياسي يبدأ من الجامعة وانه لا إصلاح بدون إصلاح أوضاع الجامعات ، مشددا على أن الخطوة الأولى للإصلاح يجب أن تبدأ من داخل أسوار الجامعة وذلك بكفالة حقوق الطلاب في ممارسة سياسية خالية من أي ضغوط أو تدخلات من جانب السلطة ممثلة في قوات الأمن التي عملت على مدار السنوات الماضية على إبعاد الإسلاميين من انتخابات الاتحادات الطلابية فضلا عن المغالاة في تكاليف الدراسة وتدهور أوضاع الجامعات مما عمل على انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية في الجامعات.