في أضخم تظاهرات تشهدها الجامعات المصرية من سنوات ، تظاهر أكثر من 12 ألف طالب من مختلف جامعات مصر ، من أسوان إلى الإسكندرية ، أمس في جامعة القاهرة ، وذلك للمطالبة بالإصلاح السياسي وإطلاق الحريات بالجامعات المصرية ، وإبعاد أجهزة الأمن على الجامعات . وانطلقت المظاهرة من أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة ، حيث ردد الطلاب الهتافات المنددة بالقيود الأمنية وطالبوا بالإصلاح السياسي الشامل وقد اتخذ الطلاب شعار " جامعة حرة ووطن حر " شعارا لمظاهرتهم . وردد الطلاب الذين ارتدوا " تى شيرت " و" كاب " كتب عليها " جامعة حرة .. وطن حر " هتافات تؤكد على قوة صوتهم واستمرار مطالبتهم بهذه المطالب والتي يأتي في مقدمتها محاربة الفساد كان منها " أول مطلب للطلاب .. أمن الدولة برة الباب " .. " صوت الطلبة طالع طالع جوه الجامعة وفى الشوارع " .. " دقى يا ساعة الجامعة كمان الفساد في كل مكان " " اتحادتنا الطلابية هي حل الأزمة دية " ووسط حضور أمنى مكثف أحاط بجميع مداخل الجامعة وزع المتظاهرون بيانا طالبوا فيه بإلغاء لائحة 79 الطلابية والتي أدت لتجميد الحركة الطلابية منذ مطلع الثمانينيات وحتى الآن . وطالب البيان بإعلان الحرم الجامعي حرما حرا لا تمتد إليه سيطرة الأجهزة الأمنية ولا تحكمه فلسفات المخبرين , كما طالب البيان بخفض المصروفات الجامعية ودعم الكتاب الجامعي وسرعة تسكين الطلاب في المدن الجامعية وعدم استبعادهم لأسباب أمنية . وأقام الطلاب ، وغالبيتهم من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ، مؤتمرا صحفيا داخل حرم الجامعة طالبو فيه بإعادة تشكيل الإتحاد العام لطلاب مصر بهيئاته الثلاثة كما طالبو بإلغاء لائحة 79 المقيدة للأنشطة والحريات الطلابية واستبدالها باللائحة الطلابية التي أعدها مركز سواسية بمشاركة طلاب من كل الاتجاهات السياسية . وشدد الطلاب في مؤتمرهم علي ضرورة تحرير الحرم الجامعي من نفوذ الأجهزة الأمنية وطالبوا بإجراء انتخابات طلابية نزيهة وخفض المصروفات ودعم الكتاب الجامعي ، كما أكد الطلاب تصميمهم علي إنتزاع حقوقهم المهدرة . كما شارك في المؤتمر الصحفي الطالبتان اللتان تعرضتا للاعتداء على يد الحرس الجامعي بجامعة عين شمس ، وألهبت كلماتهما حماس المشاركين في التظاهرة . وأنطلق المتظاهرون في مسيرة عقب المؤتمر الصحفي مباشرة يتقدمهم طلبة جامعة الأزهر بالزى الأزهري ، ويتبعهم حشود الجامعات المشاركة رافعين المصاحف وعلامات النصر ومطلقين صيحات التكبير ، وقد كانت المسيرة من الضخامة بحيث ترك طلبة جامعة القاهرة المحاضرات واصطفوا يراقبون المسيرة التي وصفها الكثيرون بأن جموعها لن تنتهي . وأشار الطلاب إلى أن أجهزة الأمن في محافظات الفيوم والمنيا وبني سويف قامت باعتقال عشرات الطلاب أثناء توجههم إلى محافظة القاهرة للمشاركة في المظاهرة . وأوضح الطلاب أنه تم اعتقال 80 طالبا في الفيوم و20 طالبا بالمنيا و5 طلاب ببني سويف ، حيث تم اقتيادهم إلي مقر أمن الدولة بهذه المحافظات وجاري معهم التحقيقات . علي صعيد آخر ، أكد منظمو المظاهرة أنه كان من المقرر لها أن تعقد أمام باب الجامعة ثم تنطلق في ثلاث شوارع كبرى حول جامعة القاهرة ، الأمر الذي قابلته أجهزة الأمن بالتهديد بشن حملة اعتقالات واسعة تشمل الآلاف من الطلبة ، الأمر الذي دفع المنظمين إلي التفاوض مع الأمن حتى تم الموافقة علي إقامة المظاهرة داخل الحرم الجامعي فقط ما عزز ضآلة قوات الأمن المتواجدة خارج أسوار الجامعة التي لم تتعد مائتي فرد. من ناحية أخرى ، تدور اتصالات بين قيادات من جماعة "الإخوان المسلمين" وقيادات بوزارة الداخلية حول إنهاء أزمة الطالبتين اللتين احتجزهما حرس جامعة عين شمس الأحد قبل الماضي وقام بنقلهما إلى لاظوغلي (مقر مباحث أمن الدولة) قبل أن يفرج عنهما في الواحدة مساء بعد احتجازهما سبع ساعات. الجماعة لم ترد على اتصالات الداخلية فيما يواصل طلابها في الجامعات المصرية ضغوطهم للحصول على الحل الذي يرضيهم وهو فصل ضابط أمن الدولة خالد السعيد وقائد حرس كلية الألسن رفعت صبرى. من جانبها ، أدانت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى انتهاك أجهزة الأمن لحرم جامعة عين شمس وإلقاء القبض على الطالبتين اللتين تدرسان فى كلية الآداب، بعد أن شاركتا في مظاهرة الطلبة التي عمت الجامعات المصرية أوائل الأسبوع الماضي. وأدانت الجمعية احتجازهن والاعتداء عليهن بالضرب والسب. وأعربت في بيان لها عن قلقها بشأن تطورات عملية القبض على الطالبتين وتعرضهن لاعتداءات مهينة داخل مقر مباحث أمن الدولة وتهديدهن بتلفيق تهم لهن قبل الإفراج عنهما. وطالبت الجمعية الجهات المعنية والسلطات المسئولة بالتحقيق في الواقعة وتقديم المسئولين عنها لمحاكمة عاجلة وباحترام حق الطلاب في التعبير عن الرأي تجاه القضايا الوطنية وممارسة حرياتهم دون وصاية أو قيود. وأكدت دعمها للحركة الطلابية والمطالبة بإصدار لائحة طلابية بديلة للائحة عام 79 التي تقيد العمل الطلابي داخل الجامعات وتحرم الطلاب من ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي. وكانت الطالبتان أمينة غانم ونعمة جاد بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة عين شمس قد ألقى القبض عليهما بحرم الجامعة وأثناء مشاركتهما في مؤتمر حول الإصلاح حيث تم اقتيادهما إلى إحدى الغرف بمبنى رئاسة الجامعة وتم الاحتجاز حتى الثامنة من مساء الأحد الماضي وتعرضت الطالبتان خلال تلك المدة لعمليات تفتيش وتم إجبارهن على خلع الحجاب وتم اصطحابهما إلى مقر مباحث امن الدولة بلاظوغلى حيث تم التعامل معهن بقسوة وعنف حتى تم الإفراج عنهما بعد الساعة الواحدة من صباح اليوم التالي.
