غادر الجنرال ستانلي ماكريستال البيت الأبيض اليوم بعد لقائه الرئيس باراك أوباما من دون أن يصدر من الرئاسة أي إيضاح فوري بشأن مصير قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان وخرج ماكريستال من الجناح الغربي للبيت الأبيض وأستقل سيارة قاتمة اللون انطلقت إلى جهة مجهولة وفق مشاهد مباشرة بثتها قنوات التليفزيون الأمريكية، وقال مسئول في البيت الأبيض رافضاً كشف أسمه أن اللقاء بين أوباما وماكريستال استمر نحو ثلاثين دقيقة. وبعدما أعلنت الثلاثاء أن "كل الخيارات" متاحة بما فيها إقالة المسؤول العسكري، لم تعط الرئاسة أي مؤشر فوري الأربعاء حول مصير ماكريستال وكان من المقرر أصلا أن يشارك الأخير اليوم في إجتماع داخل قاعة البيت الأبيض المحصنة والمخصصة للوضع في أفغانستان وباكستان في حضور مسؤولين عديدين إنتقدهم بالإسم في المقال الذي نشرته مجلة "رولينغ ستون وأدى إلى إستدعائه على عجل. وقد ذكرت مصادر إعلامية أن أوباما سيطلب من مكريستال توضيح تصريحات أدلى بها هو ومساعدون له في مقال تنشره مجلة (رولينج ستون) إستخفوا فيها بالرئيس وتهكموا بقياديين مدنيين كبار آخرين. ويمثل الأمر معضلة صعبة أمام أوباما الذي يواجه خيار إما أن ينظر إليه على أنه يتهاون مع العصيان في الجيش أو أن يهز سلسلة القيادة في لحظة خطيرة في الحرب التي إندلعت قبل تسع سنوات ولا تحظى بالشعبية، ووجه أوباما الذي قيل أنه حانق بسبب المقال لكنه تحدث بنبرة معتدلة في العلن توبيخا شديداً لمكريستال وقال إنه سيتحدث إليه مباشرة قبل أن يتخذ قراراً نهائياً. وقال أوباما متحدثاً إلى الصحفيين عقب إجتماع وزاري امس "أعتقد أن من الواضح أن المقال يظهر سوء تقدير." وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم يتوقعون أن يقدم مكريستال وهو مهندس إستراتيجية أوباما للحرب في أفغانستان إستقالته ويترك لأوباما أن يقرر إن كان يقبلها