يعيش حزب الوفد هذه الأيام علي صفيح ساخن بعد انطلاق صافرة الانتخابات علي رئاسته بين محمود أباظة رئيس الحزب الحالي والدكتور السيد البدوي عضو الهيئة العليا للحزب الوفد والسكرتير العام السابق للحزب ورئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات الحياة ، و يشهد بعد غدا الجمعة فصلا جديدا في حياة الوفديين وهو يوم الانتخابات علي رئاسة الوفد، فأباظة استعان بمعاونيه داخل الحزب ومن ولاهم العديد من المناصب ويأتي علي رأس جبهته منير فخري عبد النور السكرتير الحالي لحزب الوفد والذي يحاول جذب المزيد من الدعم إلي صفوف أباظة وبعض أعضاء الهيئة العليا ، أما البدوي فقام بجولات مكوكية في المحافظات ورافقه فيها فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وحفيد فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد السابق، ومحمد مصطفي شردي عضو الهيئة العليا للوفد وعضو مجلس الشعب عن حزب الوفد واتسمت جبهة البدوي بأنها تشكل جبهة قوية يقودها صقور الوفد خصوصا بعد تنازل بدراوي عن الترشح لرئاسة الوفد إلي البدوي وهو تنازل فسره البعض بأنه يدعم موقف البدوي في الصراع ويحشد أصوات الوفديين أيضا الموالين لبدراوي ولجده فؤاد سراج الدين إلي جبهة السيد البدوي بينما علي سباق آخر يستعين أباظة بعلاقاته سواء داخل الحزب أو خارجه وعن طريق حشد تأييد أعضاء الوفد في المحافظات الموالين له ولسياسته ويعتمد أباظة أيضا علي علاقاته بالسلطة والنظام والتي اتسمت بالمعاونة في الفترة الأخيرة ، ويري المحللون أن البدوي موقفه قوي جدا في حسم صراع انتخابات الرئاسة لصالحه ويري آخرون أن أباظة سيطيح بالبدوي كما أطاح بنعمان لما يمتلكه من حنكة سياسية يفتقر إليها البدوي الي حد ولعل الفائز في انتخابات الوفد من البدوي او أباظة سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة العام القادم 2011 أمام مرشح الوطني، " مصر الجديدة " رصدت الملف الوفدي قبل الانتخابات ب 48 ساعة في السطور التالية : فالمشاهد للإحداث يلاحظ أن أباظة اتبع سياسة الضرب تحت الحزام ووضح هذا في الاتهامات التي رددها أنصاره عن منافسه السيد البدوي حيث نشروا شائعة الأخير أنه يوزع رشاوى انتخابية على الوفديين للتصويت له ، ومنها أنه وعد محمد مصطفى شردي ، وطارق سباق مليونى جنيه وبرنامج لهما على قناة الحياة ، وليس هذا فقط بل أنه قام بتوظيف أكثر من مائة شاب من أبناء الأعضاء في مصانعه وشركاته إلا أن سباق وشردى نفيا ذلك ، وأكدوا أن دعمهم له يأتي لإعادة بناء الحزب الذي غاب عنه الوعي السياسي في عهد أباظة ، ويسعي كل من المرشحين للفوز بأكبر عدد من الأصوات المنتشرة على مستوى الجمهورية والتى تقدر بحوالي 2700 صوت ، بينما بدأت بعض التهكنات بالمحافظات لحسم عملية الانتخابات ومنها من كان له نصيب الأسد فى محافظات بورسعيد والبحيرة للدكتور البدوي أما محافظات القليوبية والسويس والإسماعيلية ودمياط من نصيب الدكتور محمود أباظة ، بينما هناك انقسام فى الأصوات فى بعض المحافظات الأخرى مثل المنوفية والدقهلية والإسكندرية ، أما محافظات الصعيد فهو لغز لم تحدد معالمها ، و محافظة القاهرة هي ميزان الانتخابات ، ففي محافظة الإسماعيلية سادت حالة من الانقسام الشديد بين أعضاء لجنة الوفد والبالغ عددهم 60 عضو حول اختيار رئيس حزب الوفد في الانتخابات القادمة بين محمود أباظة والسيد البدوى حيث يقود النائب صلاح الصايغ المجموعة المؤيدة أباظة والتي ترى ضرورة استمرار اباظة في قيادة سفينة الحزب خلال لمرحلة القادمة دعما لاستقرار الحزب، فيما ترى المجموعة الأخرى التي تطلق على نفسها التيار الاصلاحى ضرورة التغيير من خلال انتخاب البدوى بدلا من اباظة الذي لم يقدم شيئا للجان الفرعية منذ انتخابة لاسيما لجنة الإسماعيلية التي هي متوقفة منذ ثلاث سنوات ولم يتم تشكيلها فضلا عن تنصل اباظة من كل وعودة الخاصة بتطوير مقر حزب الوفد بالإسماعيلية فضلا عن عدم رضاء اصحاب هذا التيار عن كثير من مواقف محمود اباظة السياسية والتي يرون إنها خرجت عن الخط السياسي الليبرالي لحزب الوفد ومثلت نوعا من الارتماء فى أحضان حكومة الحزب الوطني، وفي شمال سيناء أكد أمين القصاص ،عضو الجمعية العمومية والهيئة العليا للوفد، ورئيس لجنه الوفد بشمال سيناء أن اختيار رئيس حزب الوفد للسنوات الاربعه القادمة هو اختصاص أصيل للجمعية العمومية للحزب وان مرشحا الرئاسة الأقوى بين المتنافسين لرئاسة الحزب محمود اباظه الرئيس الحالي والدكتور السيد البدرى عضو الهيئه العليا للحزب هما ابناء الحزب وللجمعيه العموميه ان تختار منهما ما تشاء فهما من اخلص أعضاء الحزب كما إنهما من الرعيل الأول فيه والمسالة في الاختيار هي مسالة أداء فى المقام الأول والجمعية العموميه تقدر أداء كلا منهما ، وفي الفيوم حدث انقسام بين أعضاء اللجنة والبالغ عددهم 40 عضوا بالجمعية العمومية ، وقد أعلن غالبية أعضاء هيئة المكتب تأييدهم للدكتور السيد البدوي كما أعلنت لجنة مركز سنورس هى الأخرى والبالغ عددها 9 أعضاء تأييدها للدكتور سيد البدوى، أما لجنة طامية البالغة 5 أعضاء فأعلنت تأييدها لمحمود أباظة ، كما أعلن أكثر أعضاء امانتى الفيوم تأييدهم للدكتور سيد البدوى وكذلك عدد من أمانة المرأة ويقوم الدكتور صابر عطا بجولات مكوكية واتصالات هاتفية بجميع أعضاء اللجنة للتصويت لأباظة إلا أن غالبية أعضاء اللجنة حسموا أمرهم وأعلنوا تأييدهم للبدوي ، وفي الغربية اشتعلت المنافسة بين البدوي و أباظة و نجد علاقة البدوى بالمحافظة علاقة مناضلة منذ عام 1984 ، وهو عضو ثم تولى منصب سكرتير مساعد ثم تولى منصب سكرتير عام ، مما أعطى البدوى علاقات حميمة داخل قيادات والحزب بالغربية متمثلة فى الجيل القديم ومنهم إبراهيم البرماوى – نائب رئيس اللجنة وأمين الصندوق ، بإلاضافة إلى الشباب والذي أصبح في الجيل الوسط مثل محمد المسيري ومصطفى عمار ومحمد فايد وفراج بدير ، وعادل بكار رئيس اللجنة بالغربية بالإنابة وأبو زيد المراسي نائب رئيس اللجنة، وفى الوقت نفسه فرغ الوفدين بالغربية وقتهم وذلك لمساندة السيد البدوي أثناء زيارته ،وأكد عادل بكار - رئيس لجنة الوفد بالغربية بالإنابة أن اللائحة تعطى الحق لكل وفدى أن يرشح نفسه والحكم هو صندوق الانتخابات وأن الديمقراطية متاحة للوفدين واختلاف وجهات النظر لكن على الجميع أن يحترم رأى الأغلبية، مشيرا ان الغربية مفتوحة لأي مرشح حيث أن كلا المرشحين لهم ثقل وأرضية بالنسبة لجميع أعضاء الوفد ، وأوضح ان الغربية لا تؤثر على اى اتجاه وهو متروك لضمير الناخب الوفدي ، حيث ان الوفدين لا تفرض عبيهم إرادة ، وكل وفدى صاحب قرار نابع من وحى ضميره ولا يؤثر اى شخص عليه والكل يعلم شخصية كل مرشح و بصماته السابقة وهذه الانتخابات تعتمد على برامج المرشح وشخصيته وسوابقه فى الالتصاق بالوفدين ، وأشار بكار ان البدوى هو ابن الغربية ويعتبر من المقربين لحزب الوفد بالغربية ونشأ فيه شابا وكان متواصل دائما مع أعضاء الوفد وهو شخصية محبوبة ، جذابة ، وصاحب أراء ، وهناك بصمات كبيرة بالغربية له ، ويتفاعل دائما مع الوفدين ، كما أوضح ان محمود أباظة فهو قريب من الغربية ومن الوفدين وهو صديق حميم للدكتور السيد البدوى ويمكن ان أطلق على هذه الانتخابات أنها تنافس بين صديقين حبيبين على قلوب الوفدين ، و اى كانت النتيجة سوف تتشابك ايدى المرشحين أعلاه لصوت الوفد الذى هو ضمير الأمة ، لان الاثنين أبناء سعد زغلول و النحاس وسراج الدين ، والوفدين يعلمون تماما مدى خطورة المرحلة القادمة واثق إنهم سيدققون فى الاختيار لأنها مرحلة محورية تتطلب الدقة عند التصويت لان سيعطى الوفدي صوته ، فالمفاضلة بين الاثنين تجبر الوفدين على تحكيم صوت العقل والضمير و ليتأكد الجميع ان الوفد هو الرابح فى النهاية لان الاثنين جنديين من جنود الوفد .