علي الرغم من أن حزب الوفد يعتبر من أقدم الأحزاب المصرية منذ تأسيسه علي يد سعد باشا زغلول إلا أن الصراعات عادت تدب مرة أخري داخل الحزب من جدي، فبعد أن وصل الصراع في الماضي إلي ذروته بين نعمان جمعة و محمود أباظة وصل إلي درجة استخدام السلاح للاستيلاء علي المقر و بالفعل نجح محمود أباظة في عام 2007 في الاستيلاء علي الحزب و نصب نفسه رئيساً للحزب علي الرغم من أن نعمان جمعة الرئيس السابق للوفد كان قد ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2005 و حصل علي المركز الثالث بعد الرئيس مبارك و الدكتور أيمن نور و بعد ذلك بدأت الصراعات تشتعل مرة أخري داخل بيت الأمة " حزب الوفد " ، وتم الزج بنعمان جمعة في السجن ليقضي عاما و يخرج ليستكمل بلاغاته و قضاياه ضد محمود أباظة الذي عقد اجتماع للهيئة العليا لحزب الوفد و نصب نفسه رئيساً للحزب بدلاً من جمعة و أعلن أباظة أن الجمعية العمومية قد فصلت جمعة .. ومن وقتها و حتى الآن لا يزال الصراع قائما بين الطرفين. ومن أزمة جمعة وأباظة إلي انفجار صراع جديد الصراع بين محمود أباظة و فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب الوفد و حفيد فؤاد سراج الدين الرئيس السابق للوفد و أحد أعمدة الحزب السابقين و الصراع بين أباظة و بدراوي اتخذ شكلاً جديداً خصوصاً مع اقتراب انتخابات رئاسة حزب الوفد و المقرر لها في شهر يونيو القادم فأنقسم الوفديون علي أنفسهم مرة أخري جناح يقوده محمود أباظة و منير فخري عبد النور سكرتير الحزب من جهة و جناح آخر يقوده فؤاد بدراوي و الدكتور سيد البدوي شحاتة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد و رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات الحياة من جهة أخري، والمحللون السياسيون يرون أن كفة بدراوي و البدوي الأعلى حظا في انتخابات رئاسة الوفد عن كفة أباظة و عبد النور.. " مصر الجديدة " رصدت الصراع الدائر في السطور التالية: يؤكد علاء كمال - أمين شباب الوفد بمحافظة الجيزة أن انتخابات رئاسة حزب الوفد القادمة ستشهد تحولاً كبيراً في الحياة السياسية خصوصاً مع اقتراب انتخابات الشورى والشعب والرئاسة ، ولا بد من وجود تمثيل برلماني و نيابي للوفد في البرلمان و لكن فإن جبهة فؤاد بدراوي و السيد البدوي هي الكفة الراجحة حتى الآن لأن أباظة لم يحدث تقدماً ملحوظاً في حزب الوفد كما أن فؤاد بدراوي هو حفيد فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد السابق و له شعبية كبيرة داخل لجان المحافظات، كما أن الدكتور السيد البدوي له ثقل سياسي و اقتصادي باعتباره سكرتيراً سابقاً للوفد و له تقل أيضاً داخل المحافظات خصوصاً محافظة الغربية التي ينتمي إليها أيضاً وهو ما سيغلب كفته هو و بدراوي. ويري عباس راغب عضو مجلس محلي محافظة الدقهلية عن حزب الوفد- أن جبهة محمود أباظة ستحسم انتخابات رئاسة الوفد لأن أباظة خبرة سياسية كبيرة أكتسبها من خلال معاركه السابقة مع نعمان جمعة الرئيس السابق، و نجح في ضم الوفديين إليه مرة أخري بعد معركة الأسلحة الكبيرة التي شهدها مقر الحزب الرئيسي بالدقي، إضافة إلي ذلك فإن أباظة من أسرة عريقة جداً بالشرقية و أغلبها وزراء و برلمانيين مثل ماهر أباظة و أمين أباظة وزير الزراعة الحالي، يضاف إلي ذلك أيضاً أن منير فخري عبد النور له خبرة سياسية عميقة منذ رئاسته الكتلة البرلمانية الوفدية السابقة في مجلس الشعب وله باع طويل في العمل السياسي مما يجعل من الإحاطة به أمراً ليس سهلاً لأي تكتل سياسي. أما إبراهيم محمود عضو حزب الوفد عن محافظة القاهرة فيؤكد أن الأمور غير محسومة الآن لأن الذي يقرر ذلك هو الهيئة العليا لحزب الوفد و هي التي ستحسم انتخابات رئاسة الوفد لأنه يوجد بها أقطاب الوفد الرئيسيين سواء كانوا ضمن جبهة أباظة أو جبهة بدراوي و المحافظات يكون ولائها في النهاية لمن تستقر عليه الهيئة العليا لحزب الوفد.