يستضيف فندق قصر الامارات معرض الفنان الالماني جورج كلاسن المستوحى من التغييرات اللامتناهية في التصاميم والألوان وذلك في مطعم ميزالونا بالقصر يوم الثلاثاء 22 يناير الجاري . تنظم هذا المعرض وهو بعنوان "تنظيم العقل البشري"شركة "سويس آرت غيت"، بالتعاون مع فندق قصر الإمارات ويستمر لغاية 2 مارس 2013.
ويفتح المعرض أبوابه للزائرين يومياً من الساعة الثانية عشر والنصف بعد الظهر حتى السابعة مساءً. وسوف يتضمن العرض عشرين عملاً فنياً للفنان الألماني جورج كلاسن. وتقول الشركة المنظمة للمعرض إن العالم الفني لجورج كلاسن مبني على معرفة عميقة بالموسيقى الكلاسيكية والتاريخ القديم، بينما يترجم وحيه الذي يستقيه من التغييرات اللامتناهية في التصاميم والألوان وذلك عبر ربط الصوتيات والإدراك البصري، متفادياً بذلك تصوير ما هو بديهي. في هذا الإطار، كتبت صحيفة "ميامي هيرالد": "إن شغف جورج كلاسن بالفن والموسيقى، ونظرته الإيجابية لكافة النواحي الجمالية في الحياة والحياة بذاتها، انطلاقاً من شعاره القائل: "ضع قواعدك الخاصة والتزم بها"، قد جعلا من فنه مغامرةً عبر الذهن , فالرسومات المنفذة بعناية ودقة بالغتين تولّد خطوطاً قويةً وتبقي الناظر إليها متحمساً لاكتشاف المزيد من التفسيرات.
كذلك، قال أنجيلو فيزيغالي، جامع الأعمال الفنية، في طوكيو: "بالنسبة إليّ، جورج كلاسن هو فيرساتشي الساحة الفنية الحديثة. فلوحاته تذكرني بأعمال مذهلة ولا شك أنها تبهر الناظر إليها".
وسوف يتمتع زوار مطعم ميزا لونا بألوان وتصاميم الأعمال الفنية التي تزيّن الجدران؛ بما يتناغم مع الأطباق الإيطالية النابضة بالحيوية، والمعدة في مطبخ ميزا لونا المفعم بالحياة. ويُعتبَرُ مطعم ميزا لونا في فندق قصر الإمارات المكان المثالي لعرض هذه المجموعة الساحرة من الأعمال الفنية.
وقد استهل جورج كلاسن، المولود في العام 1942 في لوبن/برلين، والذي عشق منذ صغره ألبريخت دورير، تمارينه التخطيطية الأولى بنسخ منقوشات المعلّم الألماني القديم من نوريمبيرغ وهو في السابعة من عمره. بيد أنه لم يحتج لوقت طويل ليطلق العنان لخياله وأفكاره الخاصة التي لا يزال حتى الآن يطورها ويصوّرها ضمن حدودها الأسمى. وقد استقى جورج وحيه من أعمال فنية مبهرة لبيكاسو، وكليمت وغيرهما من أساتذة ذلك الزمن، من دون أن ينسخها إنما مترجماً تأثيرها عليه بأسلوبه الخاص الفريد.
وفي سن الثالثة عشر، اكتشف جورج هوايته الثانية، ألا وهي الموسيقى الكلاسيكية، التي لا تزال حتى الآن تهيمن على سعيه للكمال في الفنون البصرية.
بيد أن وفاة والده المبكرة قد قضت على حلمه في متابعة احترافه المهني في الموسيقى، فغلبت هواية على الأخرى. حتى أن ولعه بالموسيقى يتجلى في مقاربته الفردية لبنية مؤلفاته البصرية.
وقد شاءت الظروف أن يغادر جورج كلاسن غرب برلين ليذهب إلى فرانكفورت للبحث عن مهنة يعيل من خلالها عائلته لدى شركة طيران أميركية. إلا أنه لم يتخلَّ قط عن هدفه الأول، ألا وهو خدمة الفنون الجميلة.
في أواخر السبعينات، شجّعت المعارض التي أقيمت في فرانكفورت، وهامبورغ، وبرلين، وميونخ الفنان الألماني جورج كلاسن للتفرغ للرسم. وقد حظي هذا القرار بدعم جوهري كبير من زوجته إيفا التي بدورها وجّهته للبحث عن حوافز ومصادر إلهام جديدة كما أنها تشاورت معه بشأن نقاط قوته ونقاط ضعفه على حد سواء.
إن ولع جورج بالموسيقى جعل صاحب معرض الصور في تورونتو كوشنسكي يعرض مجموعةً رائعةً من اللوحات التي تجسد مشاهد من أوبرا جيوسيبي فيردي تحت عنوان: تكريم فيردي. وقد تلته معارض أخرى في تورونتو، ومونتريال، ولوس أنجلس، وسان فرانسيسكو، وميامي وغيرها. وفي 9 نوفمبر 1989، عندما شكل انهيار جدار برلين تغييراً جذرياً في العالم أجمع، تحرّكت الرغبة الدفينة في كلاسن للعودة إلى جذوره الثقافية، فعاد إلى ألمانيا في العام 1991. بيد أن بيئته الثقافية الجديدة خلال السنوات الإحدى عشرة من إقامته في أميركا الشمالية (كندا والولايات المتحدة من 1980 إلى 1991)، قد أغنت تطوره الفني إنما من دون إغفال جذوره الأوروبية وعشقه للموسيقى الكلاسيكية التي تعود إلى القرن التاسع عشر وإلى أوائل القرن العشرين. وبعد عودته إلى برلين، أثبتت معارض عديدة في هذه المدينة وفي ميونخ، وفرانكفورت، وهانوفر، وكولونيا، وغيرها من المدن الأخرى، قرار جورج الصائب بالعودة إلى أوروبا. في العام 2003، قاد ظرف عائلي مرَضي جورج كلاسن وزوجته إلى مسقط رأسها في ويلز في النمسا. وإذا بالأشهر القليلة المخطط لها تتحول إلى إقامة دائمة جراء عدد من المعارض الناجحة سواء في أماكن رسمية أو في استوديوهاته الفنية حيث لمس إعجاب الجمهور بأعماله. وقد نجح بأسلوبه المميز في لفت أنظار جمهور واسع من تراث مختلف. ويخطّط جورج حالياً للعديد من العروض في آسيا. وقد بدأ هذا المشروع في طوكيو بنجاح بفضل معرض خاص، حيث جذبت تقنياته الكلاسيكية أكثر النقاد الفنيين دقةً. وقد تعمّقت الناقدة الفنية المعروفة من برلين، بيترا برايدنشتاين في أعماله الفنية وقالت فيها أنّ بعضها يبرز زينةً تشبه أعمال الديكور وتتساوى على مستوى تقنيات الرسم مع أعمال غوستاف كليمت أو فريدنسرايخ هاندرتواسر". يبدو أن جورج اليوم رغم بلوغه ال69 عاماً لم يفقد شيئاً من حيوته وحماسه، لا سيما وأنّ الموسيقى الكلاسيكية قد رافقته طيلة دربه.