من جديد أكدت قمة شرم الشيخ التي استضافتها مصر برئاسة الرئيس السيسي، وحضور قادة وزعماء 30 دولة على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن السلام في منطقة الشرق الأوسط يبدأ دائما من مصر، بداية من معاهدة "كامب ديفيد" وزيارة الرئيس السادات الشهيرة للقدس، وحتى استضافة الرئيس السيسي لقمة شرم الشيخ من أجل وقف الحرب على غزة، ولكي تكون بداية لعملية سلام كبيرة في المنطقة وتمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية. وحقيقة، بذلت مصر وجميع الوسطاء جهدا كبيرا لإتمام هذا الاتفاق، الذي بدأ بتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف إطلاق النار. وذكرني مشهد عودة الأسرى الإسرائيليين بمشهد عودة الأسرى الإسرائيليين عقب انتصار أكتوبر وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، حيث أصر الرئيس الراحل أنور السادات على عودة الأسرى وهم يرتدون "بيجامات كستور"، وهي البيجامات المصرية الشهيرة. وأسعدني عدم حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ، بعدما تلطخت يداه بدماء شهداء غزة الأبرار. بالتأكيد، قمة شرم الشيخ هي بداية جيدة، ونتمنى أن نصل إلى اتفاق سلام شامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويتضمن إعلان الدولة الفلسطينية. لقد أسعدنا جميعا وقف الحرب ووقف إسالة دماء أهل غزة الغاليين. ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبته مصر، بقيادة الرئيس السيسي ورعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومشاركة قطر وتركيا والعديد من الدول، من أجل نجاح هذا الاتفاق، حتى يتم وقف الحرب في المنطقة، وإعادة السلام والهدوء والاستقرار، بجانب حرص مصر على استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة بعد الخراب والدمار الهائل الذي أصابها بسبب العدوان الإسرائيلي المجرم عليها، هذا فضلا عن ضمان دخول المساعدات الإنسانية لهم. بالتأكيد، اختيار قادة 30 دولة لمصر لتكون هي الدولة المستضيفة للقمة، وحضور الرئيس الأمريكي إلى مصر في هذا التوقيت، يؤكد بلا شك ثقة الجميع بأنه لا سلام بدون مصر، ويشير إلى تقدير الجميع لمكانة مصر الكبيرة ودورها المؤثر في المنطقة والعالم بأسره. ولا شك أن رفض مصر القاطع لتهجير أهل غزة كان له دور كبير في تلك الاتفاقية. ويبدو أن شهر أكتوبر سيرتبط دائما بالذكريات السعيدة، فبعد احتفالنا بذكرى انتصار حرب أكتوبر نعود ونسعد بوقف الحرب على غزة. إن نجاح قمة شرم الشيخ في وقف الحرب وإسالة الدماء الذكية، وإعادة الإعمار، ودخول المساعدات الإنسانية، هو بالتأكيد نجاح كبير للجهود التي بذلت، وخطوة على طريق دولة فلسطينية مستقلة غابت كثيرا، لكننا في الطريق إليها، وبإذن الله تعود فلسطين الحبيبة ويتحقق الحلم الذي طال انتظاره.