على شواية سمك.. "أم عبير" 18 عامًا أمام صهد النار لتربية 5 أبناء في بورسعيد - فيديو وصور

تذخر شوارع مصر بنماذج مشرفة للسيدات المكافحات في أعمال شاقة، بحثا عن الرزق الحلال، ومن بينهم "أم عبير" التي تواجه صهد نيران فرن الأسماك من أجل تربية أبنائها الخمسة.
وأمام شواية أسماك تحت أشعة الشمس الحارقة بأحد المناطق الشعبية في محافظة بورسعيد تجلس "أم عبير" لتشوي الأسماك لمساعدة زوجها في مواجهة أعباء الحياة، والتي بدأت حكايتها قائلة:"اسمي عبير ابراهيم والشهرة (أم عبير) ولدي 5 أبناء منهم 4 بنات وولد، ومنذ اليوم الأول لتواجدي أنا وزوجي في المنطقة وقررت أن أعمل في شوي الأسماك لأساعده في مواجهة أعباء الحياة لأنه رجل (أرزقي) ليس له عمل ثابت".
وتابعت حديثها - بنبرة فخر - "18 سنة أعمل في شوي الأسماك أمام صهد النيران، أحيانا كثيرة أصاب بإعياء شديد خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف، وفي الشتاء تتساقط علي الأمطار وأنا أعمل لكنني لا أتوقف عن العمل من أجل أبنائي ومستقبلهم، حيث أحضر يوميا إلى الشواية الساعة التاسعة صباحا وأستمر في العمل حتى العاشرة مساء، والأنبوبة يوميا سعرها 200 جنيه بالإضافة إلى خامات 300 جنيه، أي أن أقل مصاريف يوميا للشواية بمفردها من 400 أو 500 جنيه بجانب مصاريف الأسرة".
وأضافت :"رغم أنني حاصلة على الإعدادية فقط، إلا أن جميع أبنائي حريصة على تعليمهم وأرفض عملهم معي على الشواية من أجل تعليمهم والعمل بشهادة تخرجهم في وظائف أفضل لهم، فYحدى بناتي حاصلة على دبلوم، والثانية في معهد تمريض، والباقي في مراحل التعليم المختلفة، وأقوم بتجهيز أحدى بناتي للزواج، لذلك أحصل على قروض من مشروع (بشائر الخير) لتكبير مشروعي بإضافة فرش لبيع الأسماك بجانب الشواية".
واختتمت حديثها قائلة: "بحلم أشوف عيالي في أحسن حال، ويكملوا تعليمهم ويتزوجوا وأربي أحفادهم".
ومن جانبها، قال سميرة فوزي، مدير إدارة التوعية والإعلام بجمعية تنمية المشروعات الصغيرة، إن المشروع بمثابة قصة كفاح جمعت أكثر من سيدة بتحصل على قروض ميسرة منذ 18 عاما، بدأتها بقرض 200 جنيه وحاليا قرض 15 ألف جنيه لفرش أسماك وشواية، وهو يساهم في فتح منزلين لصاحبة القرض والسيدة التي تعمل معها، وذلك في إطار مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، مضيفة :"من يريد أن يعمل سيعمل حتى لو أمام النار بحثا عن الرزق الحلال لذلك ندعم ونساعد كل مشروع صغير جاد لتوفير حياة كريمة".