السيدة: الفقير بينداس.. وعيالى خرجوا من المدرسة علشان الفقر.. ومش عايزة مساعدة غير من ربنا توفى زوجها منذ 4 سنوات وتركها وحيدة تربى وتصرف وتعول 6 من أبنائها بينهم 5 بنات، ووضعها الله في اختبار قوى، حيث الحمل الثقيل الذي لا تقوى الجبال على حمله، وعلى الرغم من ذلك صارت «أم محمد» واهنةً أمام رغبة مالك العقار في طردها من غرفتها أسفل بير السلم، فراح يحاول طردهم تارة، ويسلط شبابا عاطلين للتحرش ببناتها تارة أخرى، بغرض تطفيشها، ولم تتوقف معاناة «أم البنات» عند هذا الحد، بل فقدت نور إحدى عينيها، بينما دب الضعف في العين الأخرى، جراء كثرة جلوسها أمام الفرن لعمل «الرقاق»، الذي تبيعه للمارة لكسب جنيهات قليلة، تعينها على نفقات «كوم اللحم» الذي في رقبتها.. «التحرير» كانت هناك ورصدت ظروف معيشة السيدة، التي نحت الحزن ملامحه على وجهها، وإلى التفاصيل. «أنا مش عايزة أصعب على حد، كل اللى محتاجاه إن الدولة تبص للغلابة وتشوف مشاكلهم».. هكذا استهلت «أم محمد»، 40 سنة، من سكان منطقة المعصرة بحلوان، حديثها، وسردت قصة كفاحها مع الزمان ومحاولة تربية بناتها الخمس وابنها، من مصدر رزق حلال، بعدما توفى زوجها منذ 4 سنوات، والذى كان يعمل «أرزقي». وأضافت أنه منذ وفاة سندها في الدنيا -تقصد زوجها- لم يقف أحد بجانبها أو يسأل عنها، بالإضافة إلى ثقل مصاريف التعليم فكانت أمام خيارين، كلاهما مُر، بين تعليمهم أو إطعامهم.. وهنا قرر الابن الوحيد لها «محمد» الخروج من المدرسة وترك التعليم والعمل لمساعدة أمه فى مصاريف الحياة وهنا لحقت به شقيقته الصغرى. وتتابع أم محمد: «عملت داخل حجرتي المتواضعة بشراء فرن وقيامي بخبز "الرقاق" خلال المواسم والأعياد للمساعدة فى توفير نفقات بناتي، لكن مع مرور الوقت فقدت النظر في عيني اليسرى بسبب كثرة جلوسي أمام النيران، وأصابني ضعف النظر في الأخرى، نتيجة كثرة بكائي خوفًا على مستقبل بناتي الخمس وأخيهم». واستطردت باكية: «إذا مت فلن يترك أولاد الحرام بناتي في حالهن، وهو إحساس يقتلني، خاصة مع قيام صاحب المنزل بمحاولة طردنا من الحجرة المستأجرة ب150 جنيها فى الشهر، ولكنه فشل، فاستدعى بعض الشباب العزاب وأسكنهم داخل حجرة أمام الحمام المشترك للمنزل». واستفاضت الأم: «يقوم الشباب بالتحرش ببناتي في أثناء دخولهن الحمام، مما يتسبب فى مضايقات ومشاجرات مستمرة داخل المنزل وكل تلك المحاولات المستمرة لطردنا من المنزل وإلقائنا في الشارع» واختتمت «أروح فين بس يا رب، هو الفقير بينداس ليه في البلد دي؟». واختتمت الأم المكلومة حديثها، قائلة "أنا نظرى ضعف بسبب العمل أمام الفرن ومش عايزة مساعدة من حد غير ربنا، بس يا ريت الدولة تحس بالغلابة ولا يجيبولنا شقة أو يرحمونا من صاحب البيت المتحرش".