في هذا التحقيق حكايات بشر ينطبق عليها المثل الشهير «هم يضحك وهم يبكي»، قصص لبشر لم ينصفهم الزمن لكنهم أيضاً لم ينصفوا أنفسهم في مواجهة الزمن.. أناس بسطاء للغاية.. ينجبون أكثر من 10 أبناء.. من الشارع وإلي الشارع.. لا تعليم ولا رعاية صحية.. ولا أي شيء. معظم هؤلاء بسطاء نازحون من جنوب مصر.. بعضهم كان يطارد حلم إنجاب الولد فأجبر زوجته علي الإنجاب المتكرر حتي يحقق حلمه.. وبعضهم يري في كثرة الإنجاب عزوة رغم الفقر والعوز.. في حين يقول التحليل العلمي إن الأطفال في بعض هذه الحالات يتحولون إلي مصدر دخل إضافي لأسرهم من خلال توظيفهم في سن صغيرة للغاية.. لكنهم في هذه الحالة يدفعون الثمن من طفولتهم وبراءتهم ويشيخون قبل الأوان.. لكن.. كل الأسباب التي ذكرناها هي في النهاية تتعلق بالوعي والثقافة.. ونقول إن علي المجتمع أن يبذل مجهوداً أكبر في الوصول إلي هؤلاء.. وتنويرهم. 1 علي مقربة من شارع الزواتنة بمنشية ناصر.. التقينا ب«شاكر محمود عيسي» 55 عاماً عامل معمار باليومية لديه 10 أبناء نزح من قرية صغيرة تابعة لمركز أخميم في محافظة سوهاج مع أحد أبناء عمومته إلي القاهرة وهو في سن الرابعة عشرة حيث عمل بأشغال كثيرة كان أولها كما يحكي لنا شاكر إنه كان يبيت بأحد المقاهي بميدان الدقي حيث كان يقوم بطلاء الأحذية للزبائن وكان يسمح له صاحب المقهي بالمبيت بها بعد أن يقوم بتنظيف المقهي حتي تعرف علي أحد المقاولين فاصطحبه معه للعمل باليومية كعامل عادي ثم تزوج من إحدي بنات الحي الذي كان يعمل به والدها كحارس لأحد العقارات، وسكن بحجرة بها ورزقه الله بخمسة أولاد وبنتين كما يقول لنا إنهم لم يحصلوا علي أي قسط من التعليم ولما ضاقت به الغرفة التي كان يسكن بها واشتكي سكان العمارة منه، طرده صاحب العقار فاصطحبه أحد العمال الذين كان يعمل معهم في مجال المعمار إلي منشية ناصر بالخليفة، حيث أقام حجرتين في حضن الجبل أسفل سفح المقطم واستقر به الحال هناك، حيث أنجب بنتين وولدا وبذلك يصبح لديه «10» أبناء تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والخامسة والثلاثين عاماً يعمل معه ولدان في مجال المعمار، واثنان كباعة جائلين. واستطرد قائلاً: إنه قام بتزويج ثلاث بنات وتبقي عنده 3 بنات وعندما حدثت حادثة المقطم الشهيرة سقطت صخرة كبيرة علي الغرفة التي كان يسكن فيها وأصبح مشرداً في العراء ويسكن حالياً بإحدي الخيام انتظاراً للشقة التي وعدته بها المحافظة لاستلامها. ويضيف: إحنا عايشين علي باب الله، وولاد الحلال كتير، وولادي الصبيان بيعملوا في أحد مصانع الطوب اليدوية ويحصلون علي يومية «6 جنيهات» تساعدنا علي المعيشة واختتم كلامه معانا: آدينا عايشين وخلاص. 2 «عفاف علي محمود» 45 عاماً.. تقطن في بدروم أحد الأبراج بتقسيم أغاخان علي كورنيش النيل بشبرا الخيمة، اقتربنا منها وكانت تحمل علي إحدي ذراعيها حفيدها وتمسك بيدها الأخري ممسحة تمسح بها مدخل العقار، لديها 9 أبناء 5 بنات و4 أولاد، برغم أنها كانت تفاخر بقصة كفاحها الطويلة إلا أنها كانت تلعن الجهل الذي أورثها الفقر مع زوجها الذي كما وصفته لنا علي باب الله أرزقي يعمل باليومية غير مؤمن عليه، كما أنه كان يجلس بجانبها أياماً كثيرة لعدم وجود عمل خاصة كما تقول لنا في أيام الأزمة العالمية وتضيف: كان هم زوجي الأكبر هو إنجاب الأولاد دون أي تفكير أو تدبير كيف سيستطيعان تربية هؤلاء الأولاد حتي أصبح لديهما 9 أولاد وبنات، وكما تحكي لنا عفاف: قمت بتعليم البنت الكبري حتي السنة الثالثة الابتدائي وتركت المدرسة لعدم قدرتنا علي تدبير نفقات المدرسة، وقمت بتزويجها وهي في سن السابعة عشرة وكان يعمل زوجي آنذاك سائقاً وارتكب حادثة ودخل علي إثرها السجن واضطرت ابنتي لأن تعمل شغالة في البيوت لمن يحتاج إليها وكانت تحصل علي «20» جنيهاً وأحياناً «30» جنيهاً ولكن القدر لم يرحمها، وذاقت شتي صنوف العذاب فبجانب تحمل عفاف رعاية بقية أبنائها إلا أنها وجدت نفسها في الحياة وحيدة تلعب دور الأب والأم، بجانب اضطرارها لرعاية حفيدها عندما تخرج ابنتها للعمل في البيوت لأن أصحاب العمل لا يرغبون في أن تصطحب أولادها معها، ويكاد يكفيها بالكاد الدخل من عملها وابنتها في تدبير مصاريف الطعام، مشيرة إلي أن أصحاب الخير من الحين للآخر يقومون بمساعدتنا بإعطائنا بعض الملابس المستعملة لأبنائي، أما بقية أولادي فيعملون في إحدي المزارع بالقليوبية حيث يقومون بجمع المحاصيل مقابل 2 جنيه يحصلون عليها من مقاول الأنفار الذي يأخذهم يومياً بعد صلاة الفجر وحتي غروب الشمس حيث يقومون بفرز الغلال بعد جمعها من الأرض ثم تنظيفها مشيرة إلي أن العيال نعمة وإديهم بيساعدونا علي الحياة الصعبة. 3 لم تختلف «عفاف» في مثابرتها في تحمل أعباء تربية 9 أبناء عن «رضية محمد علي» التي تبلغ من العمر 55 عاماً حيث نزحت وزوجها من قرية «القرايا» مركز إسنا بمحافظة الأقصر منذ 30 عاماً، واستقر بها الحال في أحد أبراج إسكان الشباب بالمنيب - تسكن بحجرتين ببدروم العقار حيث تعمل حارسة للعقار ويعمل زوجها في غسيل السيارات لسكان العقار - لديها «11 ولدا وبنتا» وفي رحلة زواجها وإصرار زوجها علي إنجاب الولد الذي جاء بعد 6 بنات - عانت الأمرين في تربية أبنائها ورعايتهم حتي إن لديها طفلين يعانيان من المرض، الأول إعاقة ذهنية والآخر من ضمور في خلايا المخ والشلل الرباعي، ولا يخفي حجم المشقة التي عانت منها رضية لرعاية هذين الابنين اللذين يحتاج كل واحد منهما إلي رعاية خاصة، ولم تستطع أن تعلم جميع أبنائها فقد حصل ثلاثة منهم فقط علي الشهادة الابتدائية، وبنت خرجت من المرحلة الإعدادية والباقون لم يتعلموا وكلهم إما مقيمون معها أو يعملون كباعة متجولين في سوق المنيب ف«هبة»، و«نادية»، و«سيدة» يبعن المناديل في محطات المترو بينما تعمل نجاة في إحدي الورش الصغيرة التي تقوم بصناعة الطوب والأسمنت حيث تقوم بتجميع الأكياس الورقية الفارغة من الأسمنت وبقايا الكرتون في حزم وتنقلها من المصنع وتسلمها لأحد جامعي القمامة مقابل مصروف يومي 5,1 جنيه وتضيف رضية محمد إن صحتها لم تعد تتحمل العمل وأثناء حديثها معنا دمعت عيناها وقالت إنها خسرت عمرها في إنجاب الأطفال دون أن تفكر في مستقبلهم وهاهم يواجهون مستقبلهم المظلم وليس معهم شهادة يتسلحون بها ولا حرفة يعملون بها وهاهم علي باب الله. 4 حنان سعد إسماعيل - عمرها 47 عاماً تستأجر محلاً لبيع مواد البقالة بحلمية الزيتون، ربة أسرة مكونة من 8 بنات.. أرملة تركها زوجها منذ سنتين تلاطم أمواج الحياة العاتية بمعاش شهري «180 جنيهاً» حيث كان زوجها ساعياً بالجهاز المركزي للمحاسبات وكان يستأجر كشكا لبيع بعض مواد البقالة ولكن دخل الكشك كان يغنيها في أحيان كثيرة عن طلب المساعدة ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وتوفي زوجها وتركها فريسة سهلة لأهله فقاموا بطردها من مسكنها ليسكن شقيق زوجها فبدلاً منها ولكن احتضنت أبنائها ورزقها الله بإحدي «الغرف» ذات الإيجار البسيط بمنطقة الدويقة وتقول حنان: برغم أنني ليس لي راتب ثابت سوي معاش زوجي إلا أنني أرسلت بناتي الثماني إلي محو الأمية لكن يعرفن علي الأقل القراءة والكتابة إلا أنني بعكس ما يردده البعض ضد تنظيم النسل فليس من حقي أن أمنع ما حلله الخالق، مشيرة إلي أن الأطفال لا يمثلون عبئا علي لأنني عندما أتقدم في السن فسوف أعتمد عليهن في الإنفاق علينا ولن أتسول قوت يومي بل سأجد من ألجأ إليه وقت الشدة وبالتالي فالعيال نعمة وليست نقمة. 5 أما دياب عبدالله مسلم 49 عاماً.. حارس الفيللات بمدينة 6 أكتوبر فلديه 10 أبناء «7 أولاد و3 بنات» حيث يقول لنا: جئت من إحدي قري مركز إطسا وبالتحديد منشأة عبدالمجيد بمحافظة الفيوم منذ 10 سنوات حيث كنت أعمل بائعا متجولا أشتري الفراخ من أصحاب المزارع وأبيعها أسبوعياً في السوق حتي عرضت علي إحدي الزبونات أن آتي معها إلي محافظة 6 أكتوبر حيث حصلت علي قطعة أرض هناك وسوف تقوم ببنائها وتريد أن أحرسها لها مقابل (300 جنيه شهرياً) وبالفعل أتيت مع زوجتي وأبنائي السبعة وآنذاك لم تكن زوجتي أنجبت الثلاث بنات الأخريات، وظللت أحرس الفيللا حتي انتهت منها منذ 5 سنوات، ولم أترك المنطقة حيث انتقلت إلي الأرض المجاورة والتي لم تبن حيث اتفقت مع أصحابها علي حراستها، ومرت الأيام وأنا أعمل في هذه الوظيفة وبجانب زوجتي التي تبيع منتجات الألبان وبيض الفراخ الذي تربيه لأهل المنطقة أما أولادي فيساعدونني في الشغل حيث يعمل أحدهم في حمل الطوب والأسمنت مع العمال مقابل 5 جنيهات يومية والآخر تعلم النجارة ويعمل صبيا مع أحد أصحاب الورش في الحي السادس أما البنات فلا يعملن، وللأسف جميعهم ليسوا متعلمين بس معاهم صنعة وهيا دي الشطارة واستطرد قائلاً: هيعملوا إيه بالشهادات، فالخريجون مبيعملوش حاجة وقاعدين مع أهاليهم ولكن الحمد لله علمتهم صنعة يكملوا بيها حياتهم. 6 أما رجب محمد علي - «54 عاماً» مبيض محارة علي باب الله.. فلديه 10 أبناء «7 بنات و3 أولاد» منهم 3 معاقين ذهنياً تزوج وعمره 22 عاماً من إحدي بنات عمومته من عزبة القطاوي بهتيم بشبرا الخيمة - وكما يحكي لنا رجب أنه حاصل علي دبلوم صنايع 3 سنوات، وبعد تخرجه أخذه والده للعمل في تشطيب إحدي العمارات وكان يحصل علي «110 جنيهات» في اليوم الواحد وبعد إيجاره حجرتين بالسيدة عائشة تزوج ولكن لسوء حظة كما يقول لنا كان ابنه الأول والثاني والثالث معاقين ولكني أسعي برزقهم فيكلفني علاجهم شهرياً حوالي 620 جنيهاً يعطيني أهل الخير جزءا منها والجامع الذي أمام حجرتي يعطيني بقية المبلغ، والدنيا ماشية أما بقية أبنائي السبعة فأدخلت اثنين منهم مدارس ابتدائي أما البقية فلم أستطع أن أتحمل نفقات مصاريفهم الدراسية وأخذت ولدين منهم لمساعدتي في أعمال المحارة خاصة أنني كبرت ولم أعد أتحمل الوقوف علي السقالة لفترات طويلة واللي ربنا بيرزقنا بيه بنكمل بيه يومنا والحال دلوقتي اتغير كتير عن زمان، فكنا نستطيع شراء فول وطعمية ب5 جنيهات أما دلوقتي العيش الفارغ يكفينا والحمد لله - وربنا يستر نستيقظ يوماً ونجد أن العيش كمان غلي فهو وجبتنا الرئيسية في الفطور والغداء وحتي العشاء، وعندما يكرمنا الله نشتري مكرونة أو أرزا نضعها في العيش، واختتم كلامه: إحنا حالنا أحسن من ناس كتير. 7 لم أكن أتخيل أنني سأجد أسرة مكونة من «12» ولدا وبنتا ولكنني وجدت هي بالفعل امرأة حديدية استطاعت أن تربي أبناءها ببيع العيش علي أحد أرصفة البنوك بمنطقة وسط البلد هي «عزيزة عودة علي حمد» - 61 عاماً - أرملة منذ 9 سنوات منذ نعومة أظافرها وهي تعمل لمساعدة أسرتها الفقيرة حتي إنها اعتقدت أن زواجها سوف يكفل لها حياة كريمة مثل بقية النساء المتزوجات إلا أنه للأسف زاد من بؤسها حيث إن زوجها كان يعمل حداداً باليومية وفي أحيان كثيرة كان يتركها تنزل للعمل ويظل هو جالساً في المنزل لرعاية الأبناء، وهي التي كانت تسعي لسد حاجة 12 ولدا وبنتا - «7» أبناء كانوا من زوجها الأول الذي طلقت منه بعد 12 سنة زواجا فقط والثاني أنجبت منه «5» أبناء - أثناء حديثها معانا كادت «تنسي أسماءهم حيث كانت ترسل «5» منهم للعمل في أحد جراجات وسط البلد - لغسيل العربات و«3» يسرحون بمناديل في الميادين أما الأربع بنات الأخريات فكن يعملن في أحد مصانع الغزل والنسيح بشبرا فكانت لا تراهن إلا مرة أسبوعياً بسبب انشغالها طوال اليوم حيث كانت تعمل منذ طلوع الفجر وحتي العشاء، وتستكمل السهرة في أحد المخابز لتنظيفه مقابل «6» جنيهات يومياً. وتقول: المعاناة فأنا لا أشعر بسعادة وأنا لا أري أولادي إلا مرة أسبوعياً ويكفي أن أحد أبنائي توفي بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات أدت إلي وفاته في الحال بسبب إهمالي له وتركه في الشارع لأصدقاء السوء وسكتت قليلاً ثم قالت: (حسبي الله ونعم الوكيل). 8 يسرية إسماعيل عبدالعال - 58 عاماً - بائعة أحذية بلاستيك وشنط وشباشب بالوراق بإمبابة لديها 9 أبناء متزوجة من عيد عبدالعاطي الذي يعمل ميكانيكياً في نفس المنطقة، زواجهما مضي عليه أكثر من 30 عاماً قصة كفاح طويلة بدأت في إحدي قري محافظة أسيوط حيث كان زوجها يعمل أجيراً في إحدي الأراضي الزراعية ثم نزل العاصمة وتعلم الميكانيكا حيث كانت فرصة العمل نادرة وكانت الحياة صعبة للغاية، فقرر الزوجان الهجرة للعمل في القاهرة، وباع البيت الذي كانوا يمتلكونه واشتروا بعض البضائع كما استأجروا إحدي الغرف بالجيزة. وتقول يسرية إنه من العار عندنا في الصعيد عدم إنجاب الست خاصة أن أهل زوجي كانوا متشددين وكانوا يصرون علي إنجاب الولد - وبرغم أنني ظللت عامين دون إنجاب إلا أنني رزقت بالولد بعد 7 ولادات بنات ولم أيأس، فالولد ليس مثل البنت فهم لا يعملون إلا في البيت فقط حيث يضعون بعض الأقمشة التي أقوم ببيعها أما الولدان الآخران فيساعدان والدهما في ورشة الميكانيكا التي يعمل بها ودخلنا الحمد لله مكفينا يوم نكسب (30 جنيهاً) وآخر (50 جنيهاً) ولكن لم أعلم البنات أما الولاد فأدخلتهم إحدي المدارس القريبة منا في الجيزة لكي يحصلوا علي شهادة، أما البنت فبيت زوجها أولي بها. 9 أما سناء حماد عبدالقادر «41 عاماً» ربة منزل فلديها 6 أولاد وتسكن في الدويقة - وهي حالة غريبة لأنها لا تعمل وتكتفي أحياناً بالعمل في البيوت حتي إن أولادها الصغار لم تستطع تعليمهم وتخاف أيضاً أن يعملوا في هذه المنطقة التي تكثر فيها الجرائم يومياً - حيث تقطن في إحدي الخيام بعد تهدم بيتها، حياة ليست آدمية وزوجت بنتها الكبري أسماء سيد كامل وبعد إنجابها أول طفل توفي منها بسبب سوء التهوية في الخيمة كما تقول لنا سناء حماد إنني أعيش علي فيض الكريم اللي ربنا بيرزقنا به، فحاولت أن أعلم إحدي بناتي ولكني لم أستطع دفع رسوم الملحق لكي تلتحق به ومصيرها هيكون زي بقية أخواتها وتستطرد قائلة: أكبر خطأ ارتكبته هو إنجابي لهؤلاء الأطفال وأنا أجهل مصيرهم فليذوقوا شقاء جهلي الذي قادهم إلي هذا النفق المظلم. 10 انتصار محمد «62 عاماً» - لديها 8 أبناء وكانت تعمل في أحد مصانع النسيج - تقول: لقد نجحت في تعليم اثنين من أولادي حتي حصلوا علي دبلوم صنايع وزراعي، وبفضل الله زوجت 6 بنات، ولا يزال معي اثنان، نعيش سوياً علي باب الله - وتضيف قائلة: يوم أخدم في البيوت وأحصل علي «20 جنيهاً» ويوم آخر أذهب للمصنع لتشطيب الملابس بتركيب الزراير بها ولكني لا أعمل في المصنع بصفة مستمرة ولكن عندما تكون هناك طلبية مستعجلة فقط مشيرة إلي أن زوجي توفي منذ عدة سنوات حيث كان يعمل جزارا وتتحمل هي عبء المعيشة لوحدها.. وقالت في النهاية الرزاق موجود هنعمل إيه خلاص جبنا العيال هنرميهم في الشارع أهم بيساعدونا وقت الشدة برغم أنني خايفة علي البنت من الشغل إلا أن أخوها بيساعدنا بيوميته التي يحصل عليها والتي تصل أحياناً إلي (40 جنيهاً) حيث يعمل حدادا في أحد المصانع بل إنه في أحيان كثيرة يتحمل تكلفة جميع المصاريف وربنا يكرمه ويفتحها عليه عشان إخواته الغلابة.