طبلية الكفاح: 3 سيدات وحّدتهن الحياة وجمعهن «الرقاق»

طبلية «الرقاق» تجمعهن في نفس الوقت من كل عام، ثلاث سيدات ريفيات تتفاوت أعمارهن لكن حالهن واحد، فكلهن بتن بلا رجل يعولهن كما اعتدن في القرى التي جئن منها، لتصبح طبلية الرقاق هي البديل الوحيد.
أم أحمد أو «ست إخواتها»، كما كانوا يطلقون عليها في صغرها، سيدة في عُمر الستين، أتت من شبين القناطر إلى القاهرة في السبعينيات، وتزوجت من رجل يكبرها بربع قرن، بينما كان عمرها لم يتجاوز ال19 عاما، وتقول: «جوزونى وكنت عيلة صغيرة ومش فاهمة حاجة».
أتت أم أحمد مع زوجها لتبدأ معه قصة كفاحهما من دكان صغير للكُنافة والقطائف، ساعدته به توفيرا لأجر العمال.
تعلمت أم أحمد خَبز الرقاق من شقيقة زوجها، وقررت أن تجرب التربح من خبز الرقاق لتساعد زوجها في المعيشة.
أنجبت أم أحمد 5 بنات وولدين، وكافحت من أجلهم وعلمتهم حتى توفى زوجها وترك لها ال7 أولاد ومعاشا لا يتجاوز 350 جنيها، تقول أم أحمد: «أنا جهزت 5 بنات وجوزت ولدين من ال300 جنيه ومحدش كان بيدينى حاجة، ربنا كان مبارك فيهم، الحمد لله».
«بدوية» التي جاءت من زفتى بصحبة زوجها، سمعت قصتها على لسان «أم أحمد»، عندما كانت تتحدث عن نفسها، فهى الأخرى جاءت للقاهرة بعد زواجها من رجل يكبرها كثيرا، وسكنت في نفس العقار، بل وكانت تحترف نفس الصنعة.
تقول بدوية، ذات الثلاثين ربيعا: «أنا إتجوزت عشان أخلص من زوجات إخواتى كانوا مزهقنى في عيشتى».
لم تكن تعرف بدوية نهاية طريق الهروب من زوجات أخواتها، حيث كان زوجها رجلا بسيط لا يتعدى دخله 300 جنيه، ثم توفى وترك لها صبيا عمره 15 عاما، فجلست بجوار أم أحمد على طبلية الرقاق لتدبر مصاريف المدرسة لابنها.
كانت بدوية تعمل طوال العام في مصنع لصناعة البونبون، وفى رمضان والأعياد تعمل مع أم أحمد في خَبز الرقاق.
زينب، ذات الأربعين عاما، التي تتوسط أم أحمد وبدوية في العمر، جاءت من الفيوم مع زوجها الذي كان يعمل «مكوجى» وأنجبت منه بنتين، ثم انفصلا ليتزوج هو من امرأة أخرى.
وجدت زينب نفسها مع طفلتين بلا عائل، فقررت أن تقوم بما كان يقوم به، وعملت «مكوجية» لجيرانها، ثم اتجهت لبيع الخروب تارة والطعمية تارة أخرى، وأخذت تعمل في كل المهن التي تستطيع القيام بها حتى تنفق على بناتها، وتقول: «كنت بشتغل عشان أجهز البنتين ومخليش نفسهم في حاجة».
وأخيرا جمعت الصدفة بين زينب وأم أحمد فعرضت الأخيرة عالأولى العمل معها في خبز الرقاق، فوافقت زينب وأصبحت تنتظر من العام للعام حتى تجلس أمام فرن الرقاق مع رفيقتى الطبلية أم أحمد وبدوية.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة