صورة وحكاية (18)- يوجا و"تمارين" على البحر.. الرياضة في حياة "يحيى الفخراني"

كتب- محمد مهدي:
مع الخيوط الأولى للشمس، يخرج الفنان "يحيى الفخراني" من بيته المُطل على البحر في منطقة العجمي بالإسكندرية، يرتدي ملابس رياضية "تي شيرت وشورت" يتجه ناحيه المياه، يتنفس الهواء النقي، يستمتع بالهدوء من حوله، يتأكد من خلو الشاطيء من الجمهور، ليمارس عدد من هوايته المفضلة "يعمل شوية تمارين على الشط" فضلًا عن الجلوس لنحو ساعة لممارسة "اليوجا" وقبل أن يزدحم المكان بالمُصيفين يعود سريعًا إلى "الشالية" الذي يمتلكه، في انتظار اليوم التالي للبدء من جديد في تدريباته، التي لم يتحدث عنها النجم الكبير إلا نادرًا في وسائل الإعلام، غير أن المصور الصحفي "حسام دياب" وثقها بعدسته حينما رافق "الفخراني" في سفره ذات مرة إلى العجمي عام 1996.
منذ دخول "الفخراني" عالم الفن بدورصغير في مسلسل "أيام المرح" عام 1973، أثبت جدارته على تقمص الشخصيات واهتمامه البالغ بتفاصيل الأدوار التي يؤديها، رفض أو حصره في أدوار بعينها، وتمكن في سنوات قليلة من شق طريق خاص للنجومية، بأدوار جادة وقريبة إلى الناس بداية من "أبنائي الأعزاء.. شكرًا" ثم أفلامه الساحرة مثل "خرج ولم يعد" و"أرض الأحلام" و"عودة مواطن" وغيرها من الأعمال الفنية الفريدة، ولعب أدوار "الجان" معشوق النساء بنجاح في مسلسل "زيزينا" الذي كان يستعد له حينما التقى "دياب" بالفخراني في شاطيء "بيانكي".
كان "دياب" قد توطدت علاقته ب "الفخراني" في التسعينيات، ودعا الأخير المصور الصحفي إلى السفر معه إلى العجمي حيث يقضي الفنان الكبير إجازة "المصيف" مع زوجته وأطفاله "وكان موجود صديقي يسري الفخراني وهو قريب ليحيى" حينما وصلوا إلى الشالية وخلال نقاش بينهم "سألته بتحب تعمل إيه لما بتيجي هنا، قالي إنها لازم يلعب رياضة على الشط مع الضوء الأول للشمس" اقترح عليه حينها الانطلاق معه في الصباح واصطحاب الكاميرا لتصوير تلك اللحظات التي لم يظهر بها "الفخراني" من قَبل.
أمام الكاميرا لم ينتبه "الفخراني" كثيرًا، الابتسامة على وجهه بينما ينهمك في ممارسة بعض التمارين الرياضية "هو تلقائي قدام الكاميرا، إنسان بسيط ومش متكلف أبدًا ويمكن دا سر موهبته الكبيرة" بهمة ونشاط أنهى الفنان الكبير التدريبات ثم جلس على الرمال لبدء نشاط "اليوجا" غرق لوقت معها منصتا لصوت الطبيعة "كان بيحب يحافظ على لياقته والصفاء الذهني زي ما قالي" بينما يلتقط "دياب" الكثير من الصور من زوايا مختلفة لتدريبات "الفخراني" على أحد أشهر الشواطيء بالعجمي.
شكلت الرياضة مساحة هامة في حياة "الفخراني" إذ لجأ إليها ذات مرة حينما كان يؤدي شخصية الملك لير، وكان عليه حَمل الفنانة "ريهام عبدالغفور" في أحد مشاهد المسرحية "عملت نظام غذائي ورياضي خاص مع البروفات، وتمارين يوجاعشان أقدر أمشي وسط الجمهور وأنا شايل (ريهام)" كما قال الفنان القدير في حوار صحفي، فيما أشار خلال لقاء تلفزيوني لمدى حُبه لرياضة السباحة، حتى أنه أقنع أولاده ببناء بيت للعائلة يتوسطه حمام سباحة "وبقيت بنزل أعوم فيه باستمرار"حيث تساعده الرياضة بدنيًا وذهنيًا وهو ما ينعكس على أعماله بصورة جيدة.
اقرأ المزيد:
صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"
صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح
صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير
صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه
صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب
صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة
صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه
صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه
صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين
صورة وحكاية (9).. لأجل القدس أُصلي
صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"
صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة
صورة وحكاية (12).. أيام الضحك والبكاء في مسرح "الزعيم"
صورة وحكاية (13)- بعيدًا عن صخب العاصمة.. يوم في حياة فلاحة مصرية
صورة وحكاية (14)- في سيناء.. أسلحة إسرائيلية مُدمرة شاهدة على النصر
صورة وحكاية (15)- العالم الخاص لأسامة أنور عكاشة
صورة وحكاية (16)- بعيدًا عن الكرة .. وجه آخر ل "صالح سليم"
صورة وحكاية (17)- في قبيلة "العبابدة".. نسخ القرآن على ألواح خشبية