استهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، جولته بالشرق الأوسط بزيارة خاطفة إلى قاعدة حميميم السورية، ثم توجه إلى مصر وتركيا، حيث التقى بزعماء الدول الثلاث. وفي السياق ذاته؛ قالت صحيفة "برافادا" الروسية، الاثنين، إن جولة بوتين لم تكن مصادفة بعد إعلان انتصار روسيا في سوريا واعتراف الإدارة الأمريكيةبالقدسالمحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الصحيفة الروسية أن مجريات الأحداث في الشرق الأوسط تُعزز من نفوذ موسكو، مشيرة إلى أن العالم العربي يتطلع إلى دور روسي أكبر، فضلاً أن زيارة بوتين إلى القاهرة توطد التحالف الاستراتيجي مع مصر. ووفقاً ل "برافادا"، دعم الاتحاد السوفيتي مصر في عدائها ضد إسرائيل، في خمسينيات القرن الماضي، لكن الرئيس المصري أنور السادات سعى إلى التقارب مع واشنطن بعد وصوله إلى سُدة الحكم عام 1970. وأشارت الصحيفة الروسية إلى قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخرق التقاليد المتعارف عليها بين القادة السوفييت والروس عام 2005، حين أجرى أول زيارة إلى مصر بعد فتور العلاقات بين القاهرةوموسكو منذ سبعينيات القرن الماضي. كما ذكر التقرير أن قضية استئناف الرحلات الجوية بين القاهرةوموسكو أصبحت من أكثر القضايا إلحاحاً في هذه المرحلة، خاصة وأن السلطات المصرية بذلت جهوداً حثيثة من أجل تلبية مختلف متطلبات الجانب الروسي لتحسين المستوى الأمني في المطارات المصرية. يشار إلى أن روسيا أعلنت، في أكتوبر 2015، تعليق الرحلات الجوية من وإلى مصر بعد تحطم طائرة الركاب الروسية "إيرباص-321" فوق جزيرة سيناء، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا. ومنذ ذلك الحين تطالب موسكوالقاهرة بتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية. وصرح بوتين، خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، بقصر الاتحادية، :"سيتم قريباً جداً توقيع بروتوكول عودة استئناف الطيران". وبحسب "برافادا"، لم تكن قضية عودة السياحة المصرية هي الدافع الرئيسي وراء زيارة بوتين إلى القاهرة، ولكن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس كان سبباً في محاولة الرئيس الروسي في محاولة ضمان دور تاريخي لروسيا في الصراع التاريخي، لاسيما بعد أن لاقى قرار ترامب موجة من السخط في العالم العربي. وأضافت الصحيفة الروسية أن قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس أفسد خطط مصر لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتة إلى أن القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية يتطلعان إلى استخدام بوتين نفوذه في إعطاء الجانب الفلسطيني فرصة أخرى.