اهتمت العديد من الصحف ووسائل الاعلام الأمريكية بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، ولم تخف قلقها تجاه تزايد نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط على حساب الولاياتالمتحدةالأمريكية. واختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين زيارة عمل إلى مصر، بعد أن أجري مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبحث الرئيسان خلال الزيارة تدعيم علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية. كما وقع الطرفان اتفاق بدء العمل في مشروع محطة كهرباء الضبعة النووية بمصر وتزويدها بالوقود النووي. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن مصر تعد الشريك القديم والموثوق فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين يكتسب ديناميكية جديدة، بفضل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين. "زوبعة بوتين" وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا تحت عنوان "زوبعة جولة بوتين تعكس انجازات موسكو في الشرق الأوسط"، والتي أكدت فيها الصحيفة على أن زيارة الرئيس الروسي حلفائه الجدد فى الشرق الاوسط تعزز من نفوذ روسيا فى المنطقة تزامنًا مع انكماش دور الولاياتالمتحدة. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن بوتين يتطلع إلى اظهار نفسه أمام الرأي العام الروسي ك "لاعب دولي فاعل" قبل بداية حملته الرئاسية أخرى، لافتة إلى أن الرئيس الروسي يسعى إلى تحقيق فوز قياسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن انسحاب القوات الروسية يأتي في سياق تقويض الدور الروسي داخل المشهد السوري. ووفق "نيويورك تايمز"، استفادت روسي من تردد الولاياتالمتحدة في الانزلاق بصراعات مختلفة في الشرق الأوسط، وخاصة سوريا، لإعادة بناء العلاقات مع عواصم مختلفة مثل القاهرة، وبالتالي، يريد أن يقلل بشكل كبير من الدور الروسي في سوريا قبل بدء الحملة الانتخابية بجدية في فبراير. وقال بعض المحللين إن زيارة بوتين وإعلان الانسحاب يمكن أن ينظر إليها جزئيا على أنها محاولة للضغط على الأسد الذي أبدى حتى الآن رغبة ملحوظة في تحدي مساعي روسيا في الوصول إلى توافق سياسي، على الرغم من اعتماده الكامل على الدعم الروسي. "مصر والتوازن" من جانب آخر، أوضحت وكالة "أسوشتيد برس" الأمريكية أن وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشير إلى علاقات دافئة بين القاهرةوموسكو، لكنها أكدت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استطاع الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت الوكالة الأمريكية إن الولاياتالمتحدة لاتزال هي الداعم الدولي الرئيسي لمصر، حيث تقدم ما يقدر بنحو 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية كل عام، مشيرة إلى تحسن العلاقات بين القاهرةوواشنطن في ظل إدارة ترامب. واعتبر التقرير أن اختتام زيارة بوتين إلى القاهرة دون حسم قضية استئناف الرحلات بين مصر وروسيا بمثابة "خيبة أمل" كبيرة للمصريين، لافتة إلى أن تعليق الاتصالات الجوية الروسية، في عام 2015، وجه ضربة قوية إلى صناعة السياحة في مصر. وأوضح التقرير أن مساهمة واشنطن في وقف إطلاق النار عام 1970 بين مصر وإسرائيل أحيت نفوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية على القاهرة، لكنها وصف طرد الرئيس أنور السادات للمستشارين السوفييت، عام 1972، بالخطوة المفاجئة. وبعد حرب أكتوبر 1973، تمكنت الولاياتالمتحدةالأمريكية من فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، بحسب "أسوشتيد برس"، لاسيما وأن توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل "كامب ديفيد" آنذاك ساعد في تحويل القاهرة إلى حليف رئيسي لواشنطن. "تعاون اقتصادي" من جهة أخرى، اعتبرت وكالة "بلومبرج" أن اتفاق مشروع الضبعة النووي يزيد من النفوذ الاقتصادي والسياسي للكرملين في الشرق الأوسط، والذي بدأ يتصاعد بعد بداية العملية العسكرية الروسية في سوريا. وبحسب "بلومبرج"، أشادت الصحف المصرية بالصفقة باعتبارها لحظة تاريخية، لاسيما وأن مصر ثانى أكبر مستهلك للطاقة فى أفريقيا بعد جنوب أفريقيا التى تعد حاليا المحطة الوحيدة للطاقة النووية فى القارة. "تحالفات بوتين" على صعيد آخر، ذكر موقع "إذاعة أوروبا الحرة" أن روسياوتركيا ومصر عارضو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدسالمحتلة، منوهة إلى أن فلاديمير بوتين تمكن من توثيق علاقة بلاده بكل من مصر وعضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) في السنوات الأخيرة. ولفت الموقع الأمريكي إلى توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة، في العام الماضي، لكن بوتين وأردوغان استعادا العلاقات الثنائية، والتقى الاثنان عدة مرات هذا العام، ولذا وصل بوتين إلى تركيا قادما من مصر.