وصلت مطار القاهرة الدولي، عصر اليوم، مقدمة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للإعداد لزيارته المرتقبة لمصر في غضون الأيام القليلة المقبلة. وصرحت مصادر أمنية بالمطار، بأن الوفد وصل على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو، ويضم 35 مسئولاً روسيًا، للإعداد لزيارة بوتين المرتقبة للقاهرة، ومراجعة برنامج الزيارة، واللقاءات التى من المقرر أن يجريها الرئيس الروسي. وقال الكرملين، إن بوتين، يقوم بزيارة عمل إلى مصر في 11ديسمبر الحالي، يبحث خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسى توفير الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأتي الزيارة فى أعقاب إعلان الجانب الروسى عن عقد اتفاق بين البلدين يتيح للقوات الجوية الروسية استخدام المطارات المصرية, وتنفيذ طلعاتها وفقا للتشريع فى كلا الدولتين ومعايير القانون الدولى والمواد التى تتضمنها هذه الاتفاقية. وقال السفير جمال بيومي, مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن "مصر وروسيا تربطهما علاقات وثيقة منذ ستينيات القرن الماضي, والقاهرة شريك عسكرى واقتصادى واستراتيجى لموسكو لا يمكن الاستغناء عنه، ولقاء السيسى وبوتين، سيشمل التأكيد على قوة العلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادى والطاقة". وأضاف في تصريحات إلى "المصريون"، أنه "من المتوقع أن يجرى تبادل للآراء حيال القضايا الدولية، وعلى رأسها الأوضاع فى الشرق الأوسط, خاصة القضية الفلسطينية وتداعيات قرار نقل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سفارة بلاده إلى القدس". وأشار إلى أن "هناك مشروعات مشتركة لا تزال بصدد التنفيذ, كإنشاء منطقة صناعية روسية فى قناة السويس ومشروع الضبعة النووي". وتوقع بيومي أن "اللقاء سيتطرق إلى قضية استئناف الرحلات الجوية بين البلدين المعطلة منذ عامين", مؤكدًا أن "المطارات آمنة بشكل كبير, ولا نعلم سر مماطلة الجانب الروسي, فى عودة السياح الروس إلى مصر". وقال معصوم مرزوق, مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "جدية روسيا فى محاربة الإرهاب, يجعلها تصطف بجانب الدول العربية والشرق أوسطية التى تخوض حروبًا ضارية ضد الجماعات المسلحة ذات الفكر المتطرف, لكن موسكو لن تسعى إلى ذلك دون مقابل". وأضاف: "القوات الروسية نجحت فى الحفاظ على بشار الأسد وسوريا من السقوط بين يدى الجماعات المسلحة هناك, والمؤكد أن مصالح روسيا فى المنطقة قد تتعطل مع وجود الإرهاب فيها". وحول عدم استئناف روسيا حركة الطيران بين البلدين, أرجع مرزوق الأمر إلى أن "روسيا تريد مقايضة على مصر, وذلك من خلال إبرام صفقات أسلحة جديدة, فضلاً عن أنها تريد الدخول إلى الأراضى الليبية, ما جعل الرئيس السيسى يؤكد فى أحد لقاءاته أن مصر لن تلح على روسيا فى عودة حركة الطيران بين البلدين". يشار إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين الاثنين المقبل, تعد الثانية من نوعها, بعد زيارته الأولى للقاهرة فى فبراير 2015 فى عهد الرئيس السيسي.