هكذا قُتلت ''شمس'': ذهبت لتناول ''الفيشار'' فخنقتها العمة ''هنيات'' طمعًا في''الحلق''

صابر المحلاوي ومحمود السعيد:
دخلت الطفلة شمس (4 سنوات) إلى منزل العمة "هنيات" جارتها في كفر طهرمس بمنطقة منشأة القناطر التابعة لمحافظة الجيزة، لتناول الفشار مع ابنتها، وما إن لمحت الجارة الحلق الذهبي في أذن الطفلة، انتزعته، فصرخت الطفلة مهددة بأنها ستخبر أمها بما جرى. وتطور الأمر سريعا، إذ بادرت العمة إلى إسكات صرخات الطفلة بخنقها. وبدون أي شعور بتأنيب الضمير باعت "هنيات" الحلق ب480 جنيها وشاركت في ندب الطفلة المختفية حتى اكتشفت جريمتها وسقطت في يد رجال المباحث.
"مصراوي" زار أسرة "شمس" في كفر طهرمس، والتي حكت تفاصيل قتل الابنة الصغرى شمس "4 سنوات" على يد الجارة التي حرصت على مواساتهم طوال فترة اختفائها قبل أن يكتشفوا أنها هي من قتلت صغيرتهم.
"إلحق يا بابا بنتي شمس مش لقياها خرجت تلعب مع العيال ما رجعتش".. يتذكر "محمد فوزي" الرجل العجوز حتى الآن هذه الكلمات التي قالتها له ابنته "أم شمس" لحظة اكتشافها اختفاء صغيرتها، يقول العجوز بندم: وقتها ضحكت وقلت لها "ما تخافيش البت ناصحة.. دي بتلف البلد وبتروح البيت القديم لوحدها".
وتابع جد الطفلة "شمس": قبل أكثر من شهر تقريبًا كنت أعمل ليلا ونهارًا بالأسواق أبيع الخضار من أجل توفير الراحة لزوجتي وأولادي، وفي اليوم المشئوم قررت أرتاح بعد الشقاء لمدة طويلة، وجاءتني ابنتي لتخبرني أن الطفلة متغيبة عن المنزل لعدة ساعات، لكني لم أشك لوهلة في عودتها.
الشك سرعان ما وجد طريقه لقلب الجد بعد تأخر العودة المنتظرة، لتنطلق ميكروفانات القرية في الساعان الأولى من صباح الأحد: "يا أهالي البلد في بنت صغيرة لابسة ترينج أصفر تايهة اسمها شمس، واللي يلاقيها يوديها لبيت الحاج محمد فوزي".. لتبدأ الأسرة والأهالي رحلة بحث موسعة بين الأمل والخوف من المصير المجهول.
شعر أهل "شمس" باليأس من العثور عليها بعد يومٍ من البحث في قريتهم والقرى المجاورة، واضطر جد الطفلة إلى إبلاغ مركز الشرطة بغيابها عن المنزل، فاتجه أفراد الأمن معه مباشرة وبدأوا في معاينة المكان وتمشيط الترعة المجاورة، ولم يجدوا لها أثرا.
وبعد يومين، استيقظ الجد على صوت طرق على الباب: "مع أول ضوء يوم الثلاثاء، صحينا على خبط جامد على الباب، وافتكرنا إنهم لقوا حفيدتي، لقيتهم بيقولوا إنها مقتولة جوا شوال علف وحلقها مسروق.. فوقعت أمها على الأرض من هول الصدمة".
تجمع الجيران على صوت الأم الملكومة، وأتت قوات الشرطة للتحقيق في الأمر مع وعد بسرعة القبض على المتهم، واتجهت الأسرة إلى مشرحة زينهم لاستلام الجثة ودفنها بعد تشريحها لمعرفة أسباب الوفاة وملابساتها، وفقا لحسام أحد أقرباء الطفلة.
وعند وصولهم النيابة للإدلاء بأقوالهم، بلغهم نبأ القبض على جارتهم "هنيات" بتهمة قتل "شمس" ذات ال4 أعوام بعدما اختطفتها إلى منزلها لسرقة قرطها الذهبي (حلق) أثناء لعبها.
"كانت قاعدة تنوح وتصوَّت مع الستات قدام بيتنا، ووسط دموعها الغزيرة بتدعي ربنا يرجعها بالسلامة"، يقول أحد أقارب شمس، واصفا الحيلة التي استخدمتها القاتلة "هنيات" لإخفاء جريمتها.
الاختلافات والثغرات في أقوال "هنيات" هي ما دفعت المباحث للشك فيها، بحسب مصدر أمني، أوضح أنها قالت إنها رأت 3 مجهولين ملثمين على موتوسيكل يختطفون الطفلة وعندما طاردتهم ضربها أحدهم على رأسها، دون أن يكون للضربة أثر واضح، مضيفا: ومع استمرار التحقيقات معها اعترفت بارتكاب الجريمة، وقالت إن شمس دخلت إلى بيتها لأكل "الفشار" ورأت "الحلق الذهبي" يزين أذنها فخلعته عنها، وطلبت منها ألا تخبر أهلها.
"أنا عارفاكي يا عمة هنيات.. وهقول لبابا وماما إنك أخدتي الحلق بتاعي"، جملة قالتها الصغيرة ودفعت المتهمة لاصطحابها ل"زريبة البهائم" وخنقها بطرحة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بحسب أقوال المتهمة وابنتها في التحقيقات.
وأوضحت المتهمة هنيات أنها قتلت شمس يوم الأحد، وأخفتها داخل الزريبة، لكن رؤية ابنتها للجريمة وقرب عودة زوجها من عمله بقرية مجاورة دفعها لوضعها داخل جوال "علف" وإلقائها بجانب صندوق القمامة حتى وجدها الأهالي في اليوم الرابع.
وتقول المتهمة "بعت الحلق ب480 جنيها، واشتريت بيهم حاجات للبيت ولبنتي الصغيرة، ومكنش في نيتي أقتل شمس.. دول خيرهم عليا".