مع حلول شتاء كل عام تتجدد مأساة قرية جزيرة فاضل القرية الفلسطينية التي تقع علي بعد أمتار من مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، حيث يختلف شتاء كل عام وخاصة في تلك القرية عن الشتاء الذي يلي ويأتي قاصي البرودة وغزير الامطار علي سكانه بسب الفقر المدقع الذي يعيشون فيه . فمع سقوط المطر تتحول القرية الترابية الي برك طينية ومستنقعات، موقع الجزيرة معزول تماما عن العالم، الطريق إلى القرية ضيق ترابي بين أسوار طينية تحيط به وتمنع توسعه. برك طينية بمنازل المواطنين تقول الحاجة نافلة المعمرة الفلسطينية أنها تعيش هي وأسرتها في معاناة حقيقية صيفا وشتاءً بسب تجاهل المسئولين لهم، وعدم النظر لهم بعين الرحمة حيث تسكن نافلة في منزل من الطوب اللبن وسط البط والفراخ جزء من المنزل مسقوف بالجريد والخوص والجزء الاخر غير مسقوف مما يجعل منزلها عرضه لحرارة الصيف وبرودة وأمطار الشتاء حيث يتحول المنزل في الشتاء الي برك من الطين، فضلا عن تسريب مياه المطر الي الغرف المسقوفة مما يعرض اساس منزلها البسيط الي للخراب. الأطفال عرضة لصعق الكهرباء يتجول أطفال القرية الشوارع والحارات مع نزول الامطار فرحنا بها ولكنهم يتعرضون للخطر بسب أعمدة الانارة الغير مغطاة والتي من المرجح ان تصعق اي طفل منهم في اي وقت، وذلك بسب اهمال المحليات لهم وحرمان القرية من معظم الخدمات والمرافق فلا يوجد بالقرية صرف صحي أو مدارس وغيرها من الخدمات العديدة الغير متوفرة بالقرية. منذ 66 عامًا، قدم 40 فلسطينيا من مدينة بئر السبع الفلسطينية بعد احتلالها وطرد أهلها، جابتهم أقدامهم إلى محافظة الشرقية، أقاموا عددا صغيرًا من العشش والخيام حيث بدأت حياتنا بالجزيرة، بدو يحبون الانطلاق والأماكن الواسعة ووصل عددهم إلى 4 ألاف شخص وكان حلمهم الرجوع مرة ثانية لبلادهم لكن اصبح الأمر معقدا . أبناء الجزيرة محرومون من الحصول على أوراق ثبوتية لعدم حصولهم علي الجنسية المصرية رغم أنهم ولدوا وتربوا في مصر، ولكن محرومون من التموين والمعاشات، مما يجعلهم في حالة فقر مدقع. يعمل الأطفال في جمع القمامة والأراضي الزراعية وغيرها، يتركون المدارس للعمل لمساعدة أسرهم في التغلب علي ظروف المعيشة ، أسر بسيطة ومنازل أبسط مبنية من الطين والخوص لا تحوي أساسيات الحياة ، حيث تغرق القرية في مياه الأمطار ،التي تساقطت عليهم في فصل الشتاء فتحول القرية لبرك من الطين هذا غير أعمدة الإنارة المكهربة التي تعرض هؤلاء الأطفال للخطر.