قرية الشيخ عمار التي يبلغ سكانها أكثر من 14 ألف نسمة هي قرية من عشرات القرى بمحافظة سوهاج التي يعاني سكانها من الفقر المدقع في ظل انعدام لأي صورة من صور تدخل الدولة سواء رصف للطرق أو بنية تحتية من صرف ومياه شرب صحية. وقد هجر الآلاف القرية هروبًا من الفقر إلى خارج البلاد بالإضافة لوجود أكثر من 30% من سكانها يعيشون على راتب شهري من الشئون الاجتماعية بمبلغ لا يتعدَ 180 جنيهًا شهريًا لكل أسرة. وتعاني القرية من عدم وجود أي شكل من أشكال الخدمات وتوجد بها مدرسة واحدة للتعليم الابتدائي ويزيد عدد الطلاب في المدرسة على 60 تلميذًا يجلسون على كراسي متهالكة. كما يعاني ما يزيد على 40% من سكانها من مرض الفشل الكلوي بسبب سوء مياه الشرب والتي يستخرجونها من المياه الجوفية المتمركز فيها الحديد والمنجنيز بنسب مرتفعة. يقول حمدي فاروق "موظف" من أبناء القرية: "إننا نعاني من صعوبة الحياة، حيث ارتفع معدل الجريمة كما نعاني نقص حاد فى المواد التموينية والبترولية، وارتفاع في الأسعار. وأضاف عبد الناصر فهمي، مدرس بالمعهد الديني، أن القرية لا يوجد بها شئون اجتماعية أو مكتب بريد يقدم الخدمة لأصحاب المعاشات والأرامل فيضطررن إلى الذهاب إلى قرية مشطا التي تبعد عن القرية بمسافة 6 كيلومترات، كما لا يوجد بالقرية سوى مخبز واحد فقط يصرف له عدد 4 أجولة في اليوم وأن هذه الكمية لا تكفي سوى نصف أهالي القرية مما يؤدي إلى نشوب العديد من المشاجرات أمام المخبز بسبب التزاحم على أولوية شراء الخبز. فيما أشار بخيت علي معبد "عامل" إلى أن شبكة الكهرباء بالقرية متهالكة وتنذر بوقوع كوارث، حيث يتم انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يوميًا وخاصة في فصل الشتاء، كما أن أعمدة الإنارة تمثل خطرًا كبيرًا لأنها ملاصقة بشكل كبير للمنازل وقد تم صعق الكثير من الأطفال بسبب ملاصقة الأعمدة لشرفات المنازل، مضيفًا أن أهم المشاكل التي تواجه القرية ضعف وتهالك شبكة مياه الشرب حيث إن المياه لا تصل إلى الطابق الثاني من المنزل مما يضطر الأهالي إلى تخزين المياه في براميل وجراكن، وكذلك لا يوجد صرف صحي مما يهدد المنازل بالانهيار بسبب بيارات الصرف. فيما تؤكد الجهات المختصة أن قرية الشيخ عمار تندرج ضمن مشروع القرى ال100 المحرومة وتوجد على جدول خطة المرافق والتنمية إلا أن الظروف التي تحيها البلاد تحول دون استكمال مثل هذه المشاريع.