المياه الجوفية تحاصر قرية فى المنوفية.. وتدمر المنازل فوق رؤوس الأهالى

أدى عطل مفاجئ فى بيارة صرف قرية «دمليج»، التابعة لمركز منوف محافظة المنوفية، إلى انهيار وتصدع عشرات المنازل بالقرية فوق رؤوس قاطنيها ثانى أيام العيد، حيث فوجئ سكان القرية بمحاصرة المياه الجوفية لمنازلهم، المبنية بالطوب اللبن من جميع الجهات، وبارتفاعات تصل إلى متر ونصف المتر، فأغلقت الشوارع ومداخل المنازل.
وجد الأهالى أنفسهم محاصرين ومجبرين على المكوث داخل منازلهم، ثم سعوا لرفع المياه بالجهود الذاتية، بعد أن بادروا بالاتصال بالشرطة والمطافئ ومسؤولى الوحدة المحلية لنجدتهم، دون أن يستجيب لهم أحد، بحجة أن جميع الموظفين فى عطلة رسمية.
مأساة الأهالى يرويها يحيى عبدالمحسن، محاسب، أحد سكان القرية، قائلاً: «يوجد فى القرية بيارة واحدة، تعمل على شفط المياه الجوفية، التى تتصاعد من أسفل الأرض أولاً بأول، خاصة أن شوارع القرية تعد الأقل ارتفاعاً ومنسوباً مقارنة بالقرى المحيطة بنا، وفى ثانى أيام العيد فوجئنا بكسر أحد خطوط مياه الشرب، فارتفع منسوب المياه الذى تقوم البيارة بشفطه، مما أدى إلى احتراق الموتور، وزحف المياه إلى الشوارع المحيطة بالبيارة، وبمرور الوقت غمرت المياه الجوفية شوارع القرية بأكملها واقتحمت المنازل الطينية، مما أدى إلى تصدع وانهيار أغلبها فوق رؤوس السكان.
وتابع: «لم يتمكن أى مسؤول من نجدتنا، خاصة أن العطل حدث أثناء إجازة العيد، وبمرور الوقت ارتفع منسوب المياه بشدة، لدرجة أن مهندسى الوحدة المحلية عجزوا عن الوصول إلى موتور البيارة لإصلاحه، مما دفع الأهالى إلى الاستعانة بسيارات الشفط لسحب المياه أولاً بأول على نفقتهم الخاصة».
أما عبدالحميد البكرى، مدرس وأحد أبناء القرية، فقال: «سمعت وزوجتى ثانى أيام العيد صوت تشقق وانهيار جدران منزلنا المبنى من الطوب اللبن، بعد أن تشبع بالمياه الجوفية، مما أدى إلى تقوس الأعمدة الخشبية المقام بها سقف المنزل، وشعرت بالخطر من أن يتهدم المنزل فوق رؤوسنا، خاصة أن المنزل به وصلة للمياه والكهرباء، فبادرت وزوجتى بالهروب بأطفالنا إلى الشارع، ثم أعاننا الجيران على شفط المياه الجوفية من المنزل وإخراج ما تبقى لنا من أثاث وأمتعة، وفى اليوم التالى فوجئنا بانهيار المنزل تماماً».
«تعطل بيارة القرية أدى إلى تعطل جميع الخدمات والمرافق بها» هذا ما أكده حسن عبدالغفار، أحد سكان القرية، وأوضح: «بعد عودة موظفى الوحدة المحلية للعمل بادروا بقطع وصلات المياه عن الأهالى، للحد من تسرب المياه من الخطوط المكسورة، وإصلاح البيارة لشفط المياه، ومنذ ثانى أيام العيد نلجأ إلى الطلمبات الحبشية للشرب وقضاء مستلزماتنا من المياه، كما أن عدم وجود شبكة للصرف الصحى فى القرية زاد من معدلات الخطر التى تواجه الأهالى».
من جانبه، قال سعيد أباظة، عضو المجلس الشعبى المحلى، وأحد سكان القرية: «تعانى القرية من إهمال شديد، سمح لبعض سكانها بالاعتداء حتى على أراضى الدولة والبناء فوقها بشكل عشوائى، وفيما يخص بيارة شفط المياه فى الوحدة فهى تعانى من إهمال المسؤولين صيانتها بشكل دورى، مما يؤدى إلى تكرار الأعطال بها، لدرجة أن ارتفاع منسوب المياه بها تسبب فى غمر كابينة كهرباء البيارة، كما أن موظفى الوحدة يتنصلون أحياناً من تبعية صيانة البيارة لهم، ويؤكدون للأهالى أنها تتبع شركة المياه، مما دفع الأهالى إلى التقدم بأكثر من شكوى، لكن دون جدوى».