كانت شيماء عبد الحميد الطالبة بكلية الهندسة، مثالًا للفتاة المكافحة؛ بدأت رحلتها التعليمية في مدرسة الصنايع لتخفيف العبء المادي عن أسرتها، وواصلت بعدها الدراسة في معهد، حتى وصلت بكل إصرار إلى كلية الهندسة. لم يكن المشوار سهلًا، لكنه كان حلمًا كبيرًا حققته خطوة بخطوة رغم الصعوبات. «هشتغل علشان ما أكونش حِمل» مع بداية الإجازة الصيفية، قررت شيماء النزول للعمل في جمع العنب بمدينة السادات، لتساهم في مصروفات الكلية، أخبرت والدتها في هدوء: «هشتغل الصيف ده عشان عندي مواد ومش عايزة أكون حِمل على بابا». كانت أختها ترافقها دائمًا، لكن في هذا اليوم تحديدًا اعتذرت زميلاتها وقالوا للأخت ما تيجيش. «يا ريتني ما صحيتك».. دموع أم لم تمنع الرحيل تحكي الأم وهي تغالب دموعها: «يا ريتني ما صحيتك يا شيماء، يا ريتني حبستك في البيت». تلقت الأسرة نبأ الحادث الأليم بعدما علم عم شيماء به أولًا، وهرع الجميع يبحثون عنها بين المستشفيات، إلى أن جاء الخبر الذي مزق قلوبهم جميعًا: شيماء رحلت، تاركة وراءها قصة كفاح توقفت فجأة على الطريق الإقليمي. received_1317888309669664