لا تزال منطقة حلوان، أكثر المناطق التي تُعاني من الانفلات الأمني بالعاصمة، بعد أن شهدت العديد من الجرائم، وحوادث السطو المسلح، التي قُيدت ضد مجهول، بعد أن حيرت أجهزة الأمن، الأمر الذي دفع قيادات المديرية، للإطاحة بأربع رؤساء مباحث في أقل من عامين. الواقعة الأولى كانت اغتصاب سيدة عجوز تبلغ من العمر 94 سنة وذبحها داخل منزلها، مكان الجريمة يبعد عن قسم شرطة حلوان بأمتار قليلة، كما أن شهود العيان شاهدوا الجاني أثناء خروجه من مكان الحادث، وأدلوا بأوصافه كاملة، وبالرغم من كل ذلك، لا تزال هذه الجريمة لغزًا لم تنجح أجهزة الأمن في فك طلاسمه.
الواقعة الثانية بدأت تفاصيلها، بتلقي العميد مصطفى ياسين، مأمور قسم شرطة حلوان، إشارة من شرطة النجدة، تفيد قيام 4 أشخاص بإطلاق النار على عامل، أثناء سيره بمنطقة عرب غنيم بدائرة القسم، مما أدى إلى مصرعه في الحال.
ودلت التحريات إلى أن القتيل كان متهمًا في قضية قتل، وعقب خروجه من السجن بيوم واحد تربص له أهالي المجني عليه، وأمطروه بطلقات نارية، للثأر منه وسط غياب أمني تام، ولم تتمكن المباحث من القبض على المتهمين بالرغم من تحديدهم ومعرفة عناوينهم.
في واقعة ثالثة، عُثر على جثة (محمد إبراهيم) طالب، 16 سنة، مُكبل اليدين والقدمين ب''مقلب'' قمامة بمنطقة حدائق حلوان، ولا تزال أجهزة الأمن عاجزة عن حل لغز هذه الجريمة، بعد أن دلت التحريات بأن المجني عليه شاب مُسالم، وليس له عداوة مع أحد.
أما الواقعة الرابعة تعود أحداثها، منذ عام، بعد أن عثر الأهالي على جثة رجل مجهول الهوية، ملقاه على شاطئ النيل بحلوان في حالة تعفن، ولم تنجح المباحث (حتى كتابة هذه السطور) في تحديد هوية المجني عليه، أو القبض على القاتل.
ولعصابات السطو المسلح نصيب كبير في ممارسة نشاطها الإجرامي داخل منطقة حلوان، حيث تعرضت مكاتب البريد لسطو مسلح أكثر من 10 مرات في فترة زمنية قصيرة، وبالرغم من نجاح قوات الأمن في ضبط عصابة الأسبوع الماضي قامت بالسطو على محل ذهب في أقل من يومين، إلا أن عصابة أخرى مكونة من 4 أشخاص تحدت ضباط المباحث وقامت بالسطو على مكتب بريد أطلس في وضح النهار، وتمكنوا من سرقة المبالغ المالية ولاذوا بالفرار، وتحاول أجهزة الأمن التوصل للجناة.
من جانبه، قال مصدر أمني بقطاع مباحث جنوبالقاهرة، لمصراوي، إن منطقة حلوان تشهد فعلًا حالة من الانفلات الأمني، وذلك بسبب اتساع نطاقها الجغرافي، موضحًا أنها كانت في البداية مديرية أمن، وعندما تم إلغائها، وتحولت إلى قسم شرطة، أصبح الحمل ثقيلًا على ضباط المباحث، الذين يتلقون أكثر من جريمة كبيرة خلال يوم واحد.
وأكد المصدر الأمني، أن وزارة الداخلية سوف تقوم بافتتاح قسم شرطة المعصرة قريبًا، وتعيين رئيس مباحث له، لمواجهة الانفلات الأمني بالمنطقة، وضبط العناصر الإجرامية.