هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم الناتجة عن حالة الانفلات الأمني والفوضي المسيطرة علي الشارع.. وانتشار السلاح بصورة مفزعة بين أيدي البلطجية ومعتادي الاجرام.. والسلوكيات الخاطئة التي تسود العلاقات الخلافية والتي يلجأ فيها البعض إلي العنف في حل الخلافات. الجريمة التي نحن بصددها اليوم.. من الجرائم المثيرة التي يكتنفها الغموض وتحيطها الألغاز التي تحتاج إلي جهد كبير لكشف أسرارها.. "المجني عليه" فيها شخص في العقد الرابع من العمر يعمل مزارعا باحدي قري الاسماعيلية.. عثر علي جثته مصابة بثلاث طلقات نارية بأنحاء متفرقة من الجسد.. وملقاة علي طريق الاسماعيليةالزقازيق الزراعي. أما "الجاني" فهو شخص مجهول.. لم تتوصل الأجهزة الأمنية إلي شخصيته. أيضا تبقي دوافع ارتكاب الجريمة غيرمعلومة وسلاح الجريمة غير موجود.. ومسرح الواقعة أيضا غير معروف.. كلها أسرار وألغاز تحيط بملابسات الحادث وظروف ارتكابه.. مما أضاف غموضا كثيفا علي الجريمة الغامضة.. التي يسعي رجال مباحث الاسماعيلية لكشف غموضها. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ إلي مأمور قسم شرطة أبوصوير بالعثور علي جثة لشخص في العقد الرابع من العمر وملابسه ملوثة بالدماء علي طريق الاسماعيليةالزقازيق الزراعي.. ومرتدية كامل ملابسها. انتقل رئيس مباحث القسم إلي مكان العثور علي الجثة التي وجدها ملقاة بمنطقة صحراوية علي جانب الطريق أمام عزبة العمدة.. وكشفت المعاينة الظاهرية إصابة المجني عليه بثلاث طلقات نارية.. وعثر بحوزته علي هويته التي كشفت عن شخصيته وأنه يدعي زيتون عطوة يبلغ من العمر "36 عاما" ويعمل مزارعا باليومية. بسؤال أهالي المنطقة.. لم يتعرف أحد عليه. مما أشار إلي أنه من مكان آخر بالمركز.. فتم تحرير محضر بالواقعة واخطار النيابة التي قامت بمناظرة الجثة وما بها من اصابات.. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة والأداة المستخدمة في إحداثها.. وإن كانت تلك الاصابات هي سبب الوفاة من عدمه. كما طلبت الاستماع لأقوال مكتشف الجريمة.. المبلغ بالعثور علي الجثة.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وسرعة التوصل إلي شخصية "الجاني" فيها وتقديمه للعدالة مع سلاح الجريمة. علي الفور قام مدير إدارة البحث الجنائي بالاسماعيلية بتشكيل فريق عمل بقيادة رئيس مباحث أبوصوير وإشراف رئيس مباحث المديرية رجحت تحرياته أن "المزارع" لقي حتفه بطلقات نارية في مكان العثور علي الجثة أو في مكان قريب حيث كانت آثار الدماء ظاهرة بجوار الجثة.. كما رجحت أن يكون من أهالي العزبة أو القري المجاورة لها.. وأن الجريمة وقعت بدافع الانتقام لوجود خلافات غير معروفة بين القتيل والمتهم المجهول. تم تقسيم فريق العمل إلي عدة فرق.. كل منها كانت له مهمة محددة.. وتوجه كل منهم إلي الجهة المحددة.. وقامت تلك الفرق بفحص علاقات "المجني عليه" بمنطقة سكنه من جيران وأصدقاء.. وان كانت هناك علاقات من عدمه.. كما تم فحص علاقاته في مجال عمله.. وإن كانت هناك خلافات مالية مع أحد من الزملاء تدفع لارتكاب الجريمة. كما راح فريق آخر يفحص علاقاته ببلدته والبحث ان كانت هناك خلافات عائلية مع إحدي العائلات هناك أو وجود خصومات ثأرية سواء ببلدته. أو بمنطقة سكنه.. كما قام فريق آخر بفحص السجل الجنائي للمجني عليه والتحري إن كان له أي نشاط اجرامي.. أو تم القبض عليه أو حبسه في قضايا سابقة. لم يستبعد فريق البحث الجنائي احتمال أن يكون الانتقام بدافع الشرف وراء الحادث.. وراح فريق آخر يفحص إن كانت له علاقات عاطفية تحوم حولها الشبهات أو الخلافات أو ان كانت له علاقات نسائية مشبوهة.. أو ان كانت هناك خلافات مالية أو أي مشكلات تدفع لارتكاب الجريمة. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث بالاسماعيلية جهودا مضنية وحثيثة.. إلا أن كافة التحريات التي أجروها والفحوصات التي قاموا بها.. لم تقودهم إلي خيط يوصلهم إلي كشف غموض الجريمة.. أوتحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولا.. حتي الآن!!!