هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تحتاج إلي جهود مضاعفة لكشف الغموض الذي يحيط بملابساتها ودوافع ارتكابها.. خاصة انها من الجرائم المجهولة التي انتشرت بصورة كبيرة هذه الايام مع انتشار اعمال العنف والبلطجة والجرائم التي زادت بشكل غريب في غياب الامن وحالة الانفلات التي تسيطر علي الشارع. "المجني عليه" في هذه الجريمة "سائق" من مركز ابو حماد بالشرقية لقي حتفه بطلق ناري أودي بحياته أثناء قيادة سيارته النقل وبصحبته "تاجر مواشي" علي طريق الصالحية والذي اصيب هو الاخر بطلق ناري وتم نقله إلي المستشفي واسعافه. أما "الجاني" فهو شخص مجهول لم يتم التعرف عليه رغم مرور فترة طويلة علي ارتكاب الواقعة.. وأيضاً فان الدافع وراء الجريمة مجهول أيضاً مما يزيد كثافة الغموض الذي يكتنف ملابسات الحادث المثير. بدأ الكشف عن فصول الجريمة بإشارة من مستشفي الصالحية الجديدة إلي مأمور قسم شرطة الصالحية باستقبال جثة "السائق" عبدالله محمد "24 سنة" مصاباً بطلق ناري أودي بحياته. أسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان الحادث علي طريق الصالحية حيث عثر علي سيارة المجني عليه مقلوبة وبها آثار طلقات نارية.. وتبين عن التحريات ان "السائق" كان برفقته "تاجر مواشي" مصاب وتم نقله إلي المستشفي.. وقرر في محضر الشرطة انه كان برفقة"المجني عليه" لتحميل بضاعته ونقلها إلي السوق.. وأثناء سيرهما علي طريق الصالحية 36 فوجيء بدوي طلقات نارية من مجهولين أصابت احداها "السائق" مما أدي لاختلال عجلة القيادة في يده وانقلاب السيارة. أضاف "المصاب" في اقواله انه اكتشف وفاة السائق فور نقلهما إلي المستشفي حيث تم اسعافه من الاصابات التي لحقت به.. وانه لم يتعرف علي أحد من مطلقي النار ولم يستطع الادلاء بأوصاف عنهم لأنهم كانوا علي مسافة بعيدة وفوجيء بالحادث. تم اخطار النيابة التي انتقلت إلي مكان الحادث وأجرت المعاينة اللازمة للسيارة ومسرح الجريمة.. ثم توجهت إلي المستشفي لمناظرة الجثة وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الحادث واصابات "المجني عليه" وإن كانت الوفاة بسبب الطلقات النارية أم نتيجة انقلاب السيارة. كما طلبت الاستماع إلي أقوال المصاب والمبلغ عن الحادث والشهود إن وجد.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها.. وسرعة تحديد شخصية "الجاني" وضبطه واحضاره للنيابة لتقديمه للعدالة للقصاص. أعد مدير المباحث الجنائية بالشرقية فريق عمل بقيادة رئيس المباحث لكشف غموض الحادث وجمع التحريات اللازمة لضبط المتهم.. وراح رجال المباحث يفحصون علاقات "السائق" بزملاء العمل والتجار المتعاملين معه وجيرانه ببلدته وان كان هناك خلافات مالية بينه وبين أي منهم أو وجود مشكلات تتعلق بالعمل. كما راح فريق من رجال المباحث يفحصون الخلافات العائلية للمجني عليه وإن كانت هناك خصومات ثأرية له أولأي من افراد عائلته مع عائلات اخري.. أو وجود مشكلات حول ميراث أو أملاك أو حيازة أراض.. بالاضافة لفحص علاقاته العاطفية وان كانت له علاقات خاصة أحدثت له مشكلات مع أبناء العائلات في محل اقامته أو اماكن عمله بالمراكز والقري المحيطة ببلدته بابوحماد. لم يستبعد رجال المباحث ان يكون الحادث جاء بدافع السرقة وان الجناه اطلقوا النار علي السائق لارهابه وسرقة سيارته.. لكنهم تراجعوا عن سرقة السيارة بعد انقلابها علي الطريق.. واتجه فريق من رجال المباحث لفحص المسجلين خطرسرقات بالاكراه واعمال بلطجة بالمركز والقري المجاورة لمسرح الجريمة. أيضا لم يستبعد فريق البحث الجنائي ان تكون الطلقات النارية التي اصابت المجني عليه وأودت بحياته جاءت عن طريق الخطأ.. وان الحادث غير مقصود وجاء بالصدفة.. وان الطلقة الطائشة جاءت من أحد الافراح أو يكون أحد الخفراء كان يطلق النار في الهواء لإرهاب اللصوص.. وراح رجال المباحث يفحصون العاملين علي حراسة المصانع والمزارع علي طريق الصالحية الجديدة والقريبة من مكان الحادث.. بالاضافة للتحري إن كانت هناك افراح اقيمت في يوم الحادث من عدمه في المنطقة التي شهدت الحادث. كما اتجه فريق آخر من رجال المباحث لفحص ان كانت هناك مشاجرات استخدمت فيها الاسلحة النارية قرب مكان الحادث. في وقت ارتكاب الجريمة من عدمه.. وأيضاً فحص حائزي الاسلحة النارية في المنطقة. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الحادث وفحص كافة الاحتمالات وجمع الكثير من التحريات.. لم تقودهم الخيوط التي تجمعت بين أيديهم عن حل لغز الجريمة لتي يرجح انها كانت نتيجة أعمال بلطجة.. أو حادث وقع عن طريق الخطأ.. لكنهم مازالوا يبحثون عن دوافع الجريمة.. ويسعون للتواصل إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!