هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من جرائم القتل المثيرة التي انتشرت بصورة كبيرة مع الغياب الأمني والانفلات الذي يسيطر علي الشارع بشكل مرعب.. الجريمة ارتكبها مجهولون تجردوا من كافة مشاعر الانسانية والرحمة واستدرجوا "سائق" دراجة بخارية بحجة توصيلهم وذبحوه بالشارع لسرقة دراجته البخارية وأمواله والقوا جثته علي الطريق وفروا هاربين بغنيمتهم. أما "المجني عليه" فهو شاب في العقد الثالث من العمر يعمل علي توصيل الركاب بدراجته من موقف الميكروباص إلي قراهم مقابل قروش قليلة يوفر منها احتياجاته ومصاريف أسرته.. وشاء حظة العاثر أن يقع ضحية جريمة سرقة دفع فيها حياته قبل لحظات من انطلاق مدفع الأفطار. تبدأ فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ من أهالي قرية كلا إلي مامور مركز شرطة الفشن بالعثور علي جثة لشخص في العقد الثالث من العمر مصابا بجرح ذبحي بالرقة وغارقة في بركة من الدماء علي مدخد القرية. أسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان الحادث حيث عثر علي جثة الشاب غارقة في الدماء علي جانب الطريق بمدخل القرية مرتديا كامل ملابسه الملوثة بالدماء وتبين من المستندات التي عثرت بحوزته ومن خلال الهوية أنه ياسر أحمد ويبلغ من العمر 23 عاماً. تم اخطار النيابة التي انتقلت إلي مسرح الجريمة وقامت بالمعاينة ومناظرة جثة "المجني عليه" وامرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة.. وبيان ما بها من إصابات والاداة المستخدمة في احداثها.. وإن كانت هي سبب الوفاه من عدمه. كما طلبت النيابة بالاستماع لأقوال المبلغ بالعثور علي الجثة.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها والتحري عن علاقات "المجني عليه" وخلافاته وارتباطها بالجريمة.. وسرعة ضبط "الجاني" وتقديمه للعدالة للقصاص منه. أعد مدير المباحث الجنائية ببني سويف فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لجمع التحريات عن الواقعة والتي كشفت أن "المجني عليه" يمتلك دراجة بخارية يستغلها في توصيل الركاب بين القري وبين مواقف السيارات بالمركز والمراكز المجاورة. وأشارت المعلومات التي توصل إليها فريق البحث إلي أن وراء الجريمة أكثر من شخص.. وأن "الجاني" استدرج "المجني عليه" بحجة توصيله من موقف السيارات إلي احدي قري مركز الفشن مقابل مبلغ مالي.. وعند مدخل قرية كلا.. استوقفوه وقاموا بتهديده بالاسلحة البيضاء لسرقة أمواله ودراجته البخارية. كما تبين أن "المجني عليه" تصدي لهم وحاول مقاومتهم.. فقام أحد الجناه بشل حركته بينما قام آخر بالتعدي عليه بآلة حادة واصابه بعدة طعنات.. أحدها جرح ذبحي بالرقبة أدي إلي نزيف حاد أودي بحياته في الحال.. بعدها استولي الجناه علي ما معه من أموال وسرقوا دراجته البخارية وفروا هاربين بجريمتهم دون أن يراهم أحد.. لخلو الطريق من الماره قبل لحظات قليلة من انطلاق مدفع الافطار.. واكتشف الاهالي الجثة بالصدفة بعد الافطار. راح فريق البحث الجنائي بفحص المسجلين خطر سرقات متنوعة وسرقات بالإكراه وبلطجة بمركز الفشن والمراكز المجاوره.. كما أجري تحرياته عن المتعاملين في تجارة قطع غيار الدراجات البخارية وتجار الخردة بالاضافة لتجار ومؤجري الدراجات البخارية بحثا عن الدراجة المسروقة لتحديد شخصية "الجاني" الذي قد يكون تخلص منها بالبيع او تفكيك اجزائها وبيعها خرده. واذا كانت التحريات رجحت أن الدافع وراء الجريمة هو السرقة.. إلا أن رجال المباحث راحوا يفحصون علاقات "المجني عليه" وخلافاته بين الجيران وايضا ان كانت هناك خلافات مع العاملين بمواقف السيارات أو السائقين فيها.. بالإضافة إلي فحص ان كانت له خلافات مع الزبائن المتعاملين معه. كما راح فريق البحث يجري تحرياته عن علاقات "المجني عليه" العاطفية وفحص الخصومات الثأرية بين عائلته وأهالي بلدته.. بالاضافة ايضا لفحص كاميرات المراقبة علي الطريق لعلها تكون قد التقطت صوره له عند مروره مع الجناه وقت الحادث. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري فحص فيها رجال المباحث كافة الاحتمالات ودراسة المعلومات التي توصلت إليها التحريات الا أن كافة الخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تقودهم لتحديد شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!!