هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض جوانبها.. الدافع فيها غير معروف.. وملابسات ارتكابها وظروف حدوثها غير معلومة.. وأيضاً "الجاني" فيها مجهول فهي جريمة وقعت علي الطريق.. ولم يكن الهدف منها سرقة أموال أو متعلقات "المجني عليه" فقد عثر عليها بحوزته. المرجح في هذه الجريمة أن يكون الدافع هو الانتقام لأسباب مجهولة.. أو يكون خلافاً وقع بين الطرفين نتج عنه ارتكاب الجريمة.. وقد تكون الجريمة حادثاً ناتجاً عن الانفلات الأخلاقي والفوضي المنتشرة الي حد ما في العلاقات الإنسانية.. وإن كان هناك احتمال أن تكون نتيجة خلاف وقع بين "الجاني" و"المجني عليه" في جلسة تعاطي المخدرات أو حول شرائها.. خاصة أن الحادثة وقعت بمنطقة العامرية المكتظة بتجار الكيف. كل هذه الاحتمالات أو الدوافع المرجحة قد تكون سبباً في ارتكاب هذه الجريمة المثيرة والتي يكتنفها الغموض.. ويسعي رجال المباحث بالإسكندرية لحل الغازها وكشف أسرارها. بدأ الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من "موظف" بالمعاش بالعثور علي جثة لشخص في العقد الخامس من عمره ملقاة علي جانب طريق أم زغيو وسط بركة من الدماء.. وفور تلقي مأمور قسم شرطة العامرية تم اخطار رئيس المباحث الذي أسرع الي مكان البلاغ وعثر علي جثة "المجني عليه" مسجاة علي جانب الطريق المتجه الي منطقة أم زغيو وحوله أثار دماء.. مع ارتدائه كامل ملابسه وبحوزته متعلقاته الخاصة من تليفون محمول وحافظة نقود بها مبلغ مالي.. مع عدم وجود آثار للمقاومة عند ارتكاب الحادث. كشفت المعاينة الأولية عن إصابة "المجني عليه" بجرح ذبحي بالرقبة من الخلف.. مع وجود نزيف من الأنف مما رجح أنه أصيب بضربة قوية بمؤخرة الرأس.. وأن الجريمة وقعت في غفلة من المجني عليه.. وأن الضربة أسقطته علي وجهه جثة هامدة. كما دلت الأوراق الموجودة مع الجثة والتي تأكدت من خلال التليفون المحمول أن الجثة للعامل عماد الدين عبدالقادر البالغ من العمر 44 عاماً.. فتم تحرير محضر بالواقعة والتحفظ علي متعلقات القتيل.. تم اخطار النيابة. انتقلت النيابة الي مكان الحادث وأجرت معاينتها لمسرح الجريمة ومناظرة الجثة.. وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. وبيان الإصابات الظاهرة بالجثة والأداة المستخدمة في احداثها.. وبيان إذا كان هناك إصابات أخري من عدمه.. وإن كانت الوفاة ناتجة عن أي من هذه الإصابات.. كما أمرت بالتحفظ علي متعلقات "المجني عليه" وفحصها خاصة تليفونه المحمول ومكالماته الأخيرة عليه. كما طلبت الاستماع لأقوال المبلغ عن اكتشاف الجثة والبحث عن شهود قد يكون لهم أي مشاهدات مثيرة وقت الحادث.. كما كلفت المباحث بالتحري عن شخصية القتيل وخلافاته وعلاقاته في مكان عمله ومحل اقامته.. للتوصل الي دوافع الجريمة وملابساتها وسرعة التوصل الي هوية "الجاني" وضبطه واحضاره أمام النيابة للتحقيق.. وتقديمه للعدالة للقصاص منه. أعد مدير مباحث الإسكندرية فريق عمل بقيادة مفتش مباحث غرب وإشراف رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الحادث وضبط "الجاني" واجراء التحريات اللازمة لحل الغاز الجريمة.. ورجحت تحرياته أن "المجني عليه" لم يعرف "الجاني" لأنه فوجئ بضربة شديدة علي رأسه من الخلف.. أو أنه يعرفه لكنه لم يتصور أنه سيقوم بقتله باسلوب المغافلة. كما قام رجال المباحث بالتحري عن علاقات "المجني عليه" في مكان عمله ومحل اقامته وفحص ان كانت له خلافات مع أحد تدفعه للتخلص منه.. وأيضاً فحص ان كانت له علاقات عاطفية دفعت "الجاني" للانتقام منه بالقتل.. وأيضاً فحص ان كانت له خلافات أو خصومات ثأرية أو نزاعات حول ميراث أو أرض أو مبان.. بالإضافة لفحص سجله الجنائي وان كانت له أي قضايا أو اتهامات سابقة من عدمه. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الجريمة والتوصل الي شخصية المتهم فيها.. لكن أي من الخيوط التي تجمعت بين أيديهم.. لم تقدهم الي أي معلومات مؤكدة تقودهم الي كشف شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!