هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل : من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض جنباتها.. وتحيط الأسرار بدوافع ارتكابها.. "المجني عليه" فيها "كهل" تعدي التسعين من عمره لا يتردد أحد علي مسكنه الذي يعيش فيه بمفرده وليس له أقارب.. فهو مصري من أصل أرمني.. عثر علي جثته مصابة بطعنتين بالرقبة. "الجاني" مجهول الشخصية لم يستدل عليه.. أيضا دوافعه لارتكاب الجريمة غير معلومة لرجال المباحث.. أما مسرح الجريمة فيشبه مقلب لإلقاء المخلفات.. يصعب فيه تحديد مرتكب الحادث أو معرفة الدافع.. رغم أن مكان الحادث هو شقة في وسط البلد. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ لمأمور قسم شرطة عابدين من جيران "المجني عليه" باكتشافهم صدور رائحة كريهة من مسكن جارهم ميشيل جورجيان أرتين.. وأنهم طرقوا علي بابه كثيراً لكنه لم يستجب لهم ليكتشفوا مقتله بعد كسر باب الشقة. انتقل رئيس مباحث القسم ومعاونوه إلي مكان البلاغ ليجدوا جثة "الكهل" ملقاة علي أرضية الشقة في حالة تعفن رمي وبها آثار طعنتين بالرقبة.. غارقة في بركة من الدماء.. كما دلت المعاينة علي عدم وجود آثار لاستخدام العنف بأي من منافذ الشقة.. ولم يتبين وجود آثار بعثرة من عدمه لأن مسكن القتيل مملوء بالمخلفات في كافة أرجائه. تحرر محضر بالواقعة.. وتم اخطار النيابة التي أسرعت إلي مسرح الجريمة.. وتبين لرئيس النيابة من مناظرة الجثة أن الجريمة وقعت منذ حوالي 3 أيام قبل اكتشاف الحادث بدليل إصابة الجثة بالتعفن الرمي.. وأن الإصابات الظاهرة عبارة عن جرحين طعنيين بالرقبة.. ولم تكن هناك مقاومة تذكر بين "الجاني" و"المجني عليه". أمرت النيابة بعرض جثة "المجني عليه" علي الطب الشرعي لتشريحها ومعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والأداة المستخدمة في الحادث.. كما أمرت بالتحفظ علي مسرح الجريمة لحين انتهاء التحقيقات.. وطلبت الاستماع لأقوال جيران "المجني عليه" مكتشفي الجريمة المبلغين عنها.. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف وقوعها.. وسرعة ضبط "الجاني" لتقديمه للعدالة.. والتحري عن أهلية "المجني عليه". كشفت تحريات فريق البحث الذي قاده مدير مباحث العاصمة بإشراف مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي أن "المجني عليه" يقيم بالعقار رقم 5 حارة زغيب المتفرع من شارع عبدالخالق ثروت بوسط العاصمة.. ويمتلك ورشة في العقار رقم 2 بنفس الحارة لتركيب الأحجار الكريمة بالمصوغات الذهبية.. وأنها مغلقة منذ فترة بعدما توقف "المجني عليه" عن العمل لكبر سنه الذي وصل إلي 93 عاماً. كما تبين أنه يقيم بمفرده.. ولا يستقبل أحداً في مسكنه سواء من الجيران أو المعارف.. ولا يتردد عليه أحد من الأهل الذين يرجح عدم وجود أحد منهم بالقاهرة.. لكنه كان ينزل إلي الشارع للجلوس مع بعض الجيران في آخر النهار.. وشراء احتياجاته الضرورية. راح رجال مباحث القاهرة يفحصون علاقات المجني عليه مع الجيران وعلاقات عمله السابق.. والمترددين عليه حيث أكدت التحريات أن "الجاني" دخل مسكن "القتيل" بعلمه حيث لم توجد آثار عنف.. وأيضا فحص ان كانت له خلافات أو خصومات.. وإن كانت له علاقات نسائية أو خاصة.. والتحري إن كان قد أجري أي إصلاحات أو أعمال صيانة بمسكنه خلال الأيام الأخيرة.. وإن كان يستعين بأحد لقضاء حاجاته أو تنظيف مسكنه.. كما راح فريق البحث الجنائي يفحص المشتبه فيهم من أبناء المنطقة والعاملين بها والباعة الجائلين لعل أحداً منهم ارتكب الجريمة لسرقة "المجني عليه". رغم الجهود الشاقة والحثيثة التي قام بها فريق العمل علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري حول جريمة وسط البلد.. إلا أن الغموض مازال يكتنفها.. ويبقي "الجاني" مجهولاً.. حتي الآن!!!