هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل : من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي نراها كثيراً هذه الأيام مع الانفلات الأمني الذي يعم البلاد والذي أدي لانتشار اعمال البلطجة والسرقة بالاكراه.. ورغم الجهود المبذولة من رجال الشرطة بجد وجهد شديد في الجرائم الجنائية.. إلا أن هناك العديد من الجرائم مازالت مجهولة ويسيطر عليها الغموض. جريمة مقتل "جزمجي" بني سويف يكتنفها الغموض الشديد.. فالمجني عليه ليس فاحش الثراء.. وليست له عداءات شديدة مع اي من الجيران وليس له نشاط مشبوه يؤدي لأي من الخلافات الكبيرة.. وبالتالي كانت الدوافع وراء الجريمة غامضة مما يحير رجال الأمن ويدفعهم لبذل مزيد من الجهد والتحري الموسع لكشف دوافع الجريمة أولاً.. والتوصل الي شخصية "الجاني" وتقديمه للعدالة لتقتص منه. بدأ الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من أهالي حي الحميات باكتشافهم مقتل جارهم "الجزمجي" حسين إبراهيم "70 سنة" صاحب محل لتصليح الاحذية.. فأسرع رئيس مباحث قسم شرطة بندر بني سويف الي مسرح الجريمة بمسكن "الجزمجي" قرب مستشفي الحميات حيث عثر علي جثة حسين إبراهيم البالغ من العمر "70 عاماً" مصابا بضرب في الرأس بقطعة حديدية أودت بحياته. تحرر محضر بالواقعة.. وأخطرت النيابة التي انتقلت الي مكان البلاغ وأجرت معاينة لمسرح الجريمة وقامت بمناظرة الجثة التي عثر عليها في حالة تعفن رمي.. وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة والأداة المستخدمة في الجريمة.. وأمرت بالتحفظ علي مسرح الجريمة لحين انتهاء التحقيقات.. وطلبت الاستماع لأقوال مكتشف الجريمة المبلغ بالحادث.. وانتدبت خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات ومعاينة مسرح الحادث. وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف حدوثها وسرعة التوصل الي شخصية المتهم بارتكاب الجريمة. تم إخطار مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي ببني سويف بالواقعة.. فأعد فريق عمل بقيادة رئيس مباحث القسم ومعاونيه.. ودلت التحريات ان "الجزمجي" البالغ من العمر "70 عاماً" لديه محل لتصليح الاحذية بشارع جاهين بجوار مستشفي الحميات بندر بني سويف وان مسكنه في شقة قريبة من محل عمله.. كما انه يقيم فيها بمفرده. كما تبين ان اكتشاف الجريمة جاء بعد تغيب "الجزمجي" عن محله لمدة 3 أيام.. وعندما لاحظ جيرانه من اصحاب المحلات ان محل الجزمجي مغلق خلال هذه المدة رغم ان صاحبه كان في صحة جيدة ولم يشك من اي مرض في الفترة الأخيرة انتابهم القلق علي جارهم.. فتوجهوا الي شقته للاطمئنان عليه إلا انهم فوجئوا بمقتله فأسرعوا وابلغوا شرطة النجدة بالواقعة. أكدت حالة التعفن الرمي التي اصابت الجثة واقوال الجيران أن الجريمة مر عليها حوالي 3 أيام.. وان "المجني عليه" لم يكن له عداوات معروفة مع الجيران سواء بمحل عمله أو سكنه.. وانه يقيم بمفرده.. ونادراً ما يتردد عليه أحد من معارفه للاطمئنان عليه أو قضاء احتياجاته.. إلا علي فترات متباعدة. الا ان فريق البحث الجنائي راح يفحص علاقات "الجزمجي" وخلافاته العائلية منها والشخصية المتعلقة بعمله وجيرانه ومعارفه.. وفحص ان كانت هناك خلافات ثأرية بمحل اقامته أو بلدته.. وأيضاً فحص ان كانت له خلافات مالية أو متعلقة بميراث.. وإن كانت الترجيحات تشير الي ان السرقة كانت هي الدافع وراء الجريمة.. واتجه البحث الي فحص المشتبه فيهم. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري والجهد الحثيث لرجال البحث الجنائي الا ان تحرياتهم لم تؤد الي اي خيوط تكشف لغز الجريمة التي مازال الغموض يكتنفها ليستمر "الجاني" فيها مجهولاً حتي الآن!!!