هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تتسم بالغموض الكثيف نظراً لعدم تحديد طرفي الجريمة.. فكل من "المجني عليه" و"الجاني" مجهولا الشخصية.. وتسعي أجهزة الأمن بمديرية أمن سوهاج في جهود مكثفة ؟ لتحديد شخصية "المجني عليه" والتوصل إلي دوافع ارتكاب الجريمة وملابساتها.. لحل الالغاز المحيطة بها والتوصل إلي هوية "الجاني". كانت ظروف العثور علي الجثة واكتشاف الحادث تزيد من الغموض الذي يكتنف الجريمة مع اختفاء دوافع ارتكابها بالإضافة إلي عدم تحديد شخصية "المجني عليه" مما جعل كشف أسرارها يحتاج إلي جهد مكثف وعمل دءوب من رجال المباحث. وإن كان الواضح أن السرقة لم تكن وراء الحادث.. مما رجح أن يكون الدافع الاساسي للجريمة هو الانتقام من شخص المجني عليه.. كما لم يستبعد رجال المباحث أن تكون الحادثة غير مقصودة.. وأن يكون "المجني عليه" لقي حتفه في حادث سيارة أثناء محاولة عبوره الطريق مما دفع أجهزة الأمن لفحص كافة الاحتمالات ودراسة كل التحريات التي يمكن لهم جمعها وسط هذا الغموض الذي يحيط بتلك الجريمة المثيرة. بدأت فصول الكشف عن الحادث عندما تلقي مأمور مركز شرطة جهينه بلاغاً من الدورية الأمنية بالعثور علي جثة بجوار الطريق الصحراوي الغربي المتجه من حدود المركز إلي مدينة سوهاج وبه اصابة ظاهرة بمؤخرة الرأس. انتقل رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة شخص في العقد الرابع من العمر مرتدياً كامل ملابسه ويرتدي في يده ساعة وخاتماً ذهبياً.. وعثر معه علي مبلغ مالي.. ووجدت الجثة علي جانب الطريق بمسافة قريبة.. ودلت المعاينة الظاهرية أن الجثة في حالة تعفن رمي مع اصابة في مؤخرة الرأس.. بالإضافة إلي تآكل في القدم اليمني.. ولم يعثر بحوزة "المجني عليه" علي أي مستندات أو أوراق تشير إلي شخصيته أو محل إقامته. تحرر محضر بالواقعة.. وأخطرت النيابة التي انتقلت إلي مكان البلاغ وقامت بالمعاينة لمكان العثور علي الجثة.. كما أجرت مناظرة لها.. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة سبب الوفاة وساعة حدوثها.. وبيان الاصابات الموجودة بالجثة والاداة المستخدمة لاحداثها.. كما انتدبت خبراء المعمل الجنائي لتصوير الجثة والنشر عنها لمعرفة شخصيتها.. ورفع بصماتها للكشف الفني عن صاحبها بعد التواصل إلي ؟. كما كلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها.. وسرعة التحري عن شخصية القتيل ودوافع ارتكاب الجريمة لكشف غموضها والتوصل إلي شخصية "الجاني" لضبطه وإحضاره مع الآداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة.. وتقديمه للنيابة للتحقيق. أعد مدير مباحث مديرية أمن سوهاج فريق عمل بقياده مفتشي مباحث شمال وإشراف رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الجريمة.. وأكدت التحريات أن السرقة لم تكن دافعاً لارتكاب الجريمة حيث عثر بحوزه "المجني عليه علي متعلقاته الثمينة وأمواله.. أيضاً تبين أن الجريمة مر عليها أكثر من 3 أيام مما أدي لاصابة الجثة بالتعفن الرمي.. كما تبين أن مكان العثور علي الجثة ليس هو مكان ارتكاب الجريمة. ورجحت التحريات أن تكون الجريمة وقعت في مكان قريب من مكان العثور علي الجثة.. وأن "الجاني" بعد ارتكاب جريمته قام بنقل الجثة من إحدي القري المجاورة باستخدام سيارة والقي الجثة بمنطقة صحراوية علي جانب الطريق بعد تجريد صاحبها من كافة المستندات والاوراق الداله علي شخصيته لتضليل رجال المباحث.. واخفاء معالم جريمته.. بابعاد الشبهات عن نفسه سعياً للهروب بفعلته الشنعاء من العقاب أو القصاص. ورجحت التحريات أن يكون الانتقام من "المجني عليه" وراء الحادث سواء كان لخلافات مالية أو خصومة ثأرية أو نزاع عائلي علي ميراث.. وتطورت الأمور إلي مقتل "المجني عليه" ولم يستبعد رجال المباحث أن يكون الانتقام بدافع الشرف بأن يكون "المجني عليه" ارتبط بعلاقة عاطفية أو علاقة نسائية آثمة تم اكتشافها وأدت لمقتله. أيضاً لم يستبعد فريق البحث الجنائي أن تكون الحادثة جاءت بالصدقة وليس هناك شبه جنائية في الحادث بأن يكون "المجني عليه" حاول عبور الطريق السريع فاطاحت به سيارة والقته علي جانب الطريق ليلفظ آخر أنفاسه من حادث غير مقصود. قام رجال المباحث بفحص بلاغات الغياب بقري مركز جهينة والمراكز المجاورة لعل "المجني عليه" مبلغ بغيابه منذ فترة.. كما راح بعض أفراد الفريق يفحص الخلافات بين عائلات المركز والخصومات الثأرية بين المراكز المجاورة وأيضاً فحص المشاجرات وأن كانت هناك شائعات عن علاقات نسائية أو خلافات حول الجيرة أو نزاعات بقري المركز سعياً للتوصل إلي شخصية "المجني عليه" المجهولة.. وسعياً لكشف الغموض الذي يحيط بالجريمة وشخصية "الجاني". علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري وفحص كافة الاحتمالات ودراسة المعلومات والتحريات التي تجمعت لفريق البحث.. إلا أن أياً منها لم يقد رجال المباحث لكشف غموض الجريمة أو تحديد هوية "المجني عليه" أو دوافع ارتكاب الجريمة.. أو التوصل إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!