قال مصدر مطلع على التحقيقات يوم الخميس إن السلطات البريطانية تعتقد أن الرجلين اللذين قتلا جنديا في أحد شوارع لندن ثأرا من بريطانيا بسبب الحروب التي خاضتها في دول إسلامية هما بريطانيان من أصل نيجيري. وذكرت وسائل إعلام محلية أن أحد المشتبه بهما بريطاني المولد يدعى مايكل اديبولاجو (28 عاما) من سكان لندن وأن الشرطة داهمت منازل أقاربه في العاصمة وقرب مدينة لينكولن. وأشارت وسائل إعلام إلى أن الرجلين المتورطين في هجوم الأربعاء تحولا من المسيحية إلى الإسلام على ما يبدو. واحتجز اديبولاجو وشريكه -الذي ربما ولد بالخارج- في المستشفى بعد تعرضهما لإطلاق النار من رجال الشرطة. وفي الوقت الذي سلط فيه خبراء أمنيون الضوء على خطر تعرض المدن الغربية لهجمات "منفردة" - على غرار تفجير ماراثون بوسطن الشهر الماضي - يشنها أناس محليون يتم استدراجهم إلى التطرف عبر الانترنت عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعا طارئا لرؤساء أجهزة المخابرات لتحديد الرد المناسب على ما وصفه بهجوم "إرهابي." وهذا هو أول هجوم يسفر عن قتلى تشهده بريطانيا منذ أن قتل إسلاميون محليون عشرات الأشخاص في لندن عام 2005. وقال كاميرون أمام مقر رئاسة الوزراء "لن نستسلم أبدا للإرهاب بجميع أشكاله." وأضاف "لم يكن هذا مجرد هجوم على بريطانيا وعلى نمط الحياة البريطانية بل كان أيضا خيانة للإسلام والمجتمعات الإسلامية التي أعطت الكثير لبلادنا. ليس في الإسلام ما يبرر هذ العمل المروع حقا." وأشار إلى أن هناك مصادر أمنية قالت إن المشتبه بهما معروفان لأجهزة المخابرات مضيفا أنه سيكون هناك في الوقت المناسب مراجعة لكيفية عمل أجهزة المخابرات. وقال مصدر قريب من التحقيق إن من الصعب منع مثل هذه الحوادث بسبب بساطة الهجوم والخلفية المحلية للمشتبه بهما في مدينة متعددة الثقافات حيث أن حوالي 40 بالمئة من سكان لندن ولدوا بالخارج. وقال شهود عيان إن الرجلين استخدما سيارة لصدم الجندي الشاب الذي لم يتم الكشف عن اسمه قرب ثكنة وولويتش في جنوب شرق لندن وحاولا قطع رأسه بساطور وسكاكين قبل أن يصدما المارة بقولهما إن سبب القتل هو الثأر من الحروب البريطانية في الدول الإسلامية. وأظهر مقطع فيديو مروع صوره أحد المارة الرجل الذي أشارت إليه وسائل الإعلام باسم اديبولاجو وقد غطت الدماء يديه ويتحدث بلكنة محلية ويعتذر لارتكابه فعلته أمام نساء ولكنه بررها بأسباب دينية. وقال "نقسم بالله العظيم ألا نتوقف أبدا عن قتالكم. السبب الوحيد الذي يدعونا للقيام بهذا هو أن المسلمين يموتون كل يوم." وأضاف "الجندي البريطاني هذا.. هو العين بالعين والسن بالسن." وفي نيجيريا التي يقطنها خليط من المسيحيين والمسلمين وتواجه فيها السلطات تمردا إسلاميا قال مصدر حكومي إنه ليس هناك دليل على أن المشتبه بهما على صلة بجماعات في غرب إفريقيا. وكان الجندي الضحية يرتدي قميصا مكتوبا عليه "ساعدوا الأبطال" وهو اسم مؤسسة خيرية أسست لمساعدة الجرحى من المحاربين القدامى البريطانيين. وتنشر بريطانيا جنودا لها في أفغانستان منذ عام 2001 وساهمت بقوات في العراق في الفترة بين عامي 2003 و2009. وقبل أن يتعرض الجندي للطعن صدمته سيارة زرقاء اصطدمت بعد ذلك بأحد أعمدة الإنارة. وهاجمه الرجلان في وضح النهار وفي شارع سكني مزدحم. وقال شهود عيان إن منفذي الهجوم صاحا "الله أكبر" أثناء طعن ضحيتهما وحاولا قطع رأسه. وتم العثور على مسدس في موقع الحادث. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن) من جاي فولكونبريدج ومايكل هولدن