فؤاد حسين الضابط السابق بالمخابرات الحربية واحد ممن شاركوا في ملحمة المواجهة مع العدو الإسرائيلي بعد 67 وحتي نصر أكتوبر. يروي ل «الوفد الأسبوعي» أحد فصول تلك المواجهة ، يقول: لم نكن نعلم أن الجمال تسبح في المياه، لكن مجاهدي سيناء أشاروا علينا بذلك وتم اختبار المعلومة فتأكدنا من صحتها، وبدأنا في استخدام الجمال في نقل الأسلحة والذخيرة والصواريخ لمسافة 50 كيلو مترا شرق القناة لتنفيذ عمليات اعتراضية ضد القوات الإسرائيلية استناداً إلي معلومات مجاهدي سيناء التي يصفها بأنها كانت سليمة 100٪ لأنهم كانوا يرونا رأي العين، وأبلغ دليل علي ذلك ما حدث مع المجاهد «عودة صباح» الذي أبلغ القيادة بأن اليهود يتدربون علي عبور القناة قبل حرب أكتوبر 73 وكانت المعلومة غريبة. ويضيف: المفاجأة أن اليهود أخرجوا «البراطين» من المخازن وهي المعدات الخاصة بعملية العبور وعرفنا ذلك قبل حدوث الثغرة مباشرة. ويتذكر «حسين» أسرار أول عملية فدائية خلف خطوط العدو بعد الهزيمة وهي تفجير خط السكة الحديد قائلاً: بعد نكسة 1967 ترك الجيش المصري معداته وبعض أسلحته في سيناء، وبدأ الإسرائيليون في جمع تلك المعدات والأسلحة تمهيداً لنقلها إلي إسرائيل، مما استفز ضباطنا. فصدرت الأوامر من مدير المخابرات اللواء صادق بتفجير خط سكة الحديد (القنطرة شرق) وكانت هذه أول عملية فدائية يقوم بها أهالي سيناء بمعاونة الضباط، واستفز ذلك إسرائيل فأرادت أن ترد بعملية مماثلة لتفجير خط سكة حديد عن طريق تجنيد خمسة شبيحة كانوا يعملون في بورسعيد وتمت العملية وتم القبض علي ثلاثة منهم وهرب اثنان منهم إلي منطقة الاحتلال فسارعت قوات مصرية بتعقبهما داخل سيناء واختطافهما وحكم عليهم جميعاً بالإعدام. موسي الرويشد: فجرت معسكر أسلحة وذخائر اسرائيل ب«قطة» اقترب عمري من محطته الأخيرة, وكل ما أملكه الآن أجمل ذكريات حياتي من التضحية والفداء من أجل تحرير أرض سيناء التي ارتسمت ملامحها علي جسدي في كل عملية فدائية قمت بها فمازالت بقايا الشظايا تسكن جسدي, وتكسوا وجهي وتسببت في أن أعيش بقية عمري ضريراً لا أري سوي الظلام. أعرف أن أحداً لا يعرف عني شيئاً إلا أنها الحقيقة التي أفتخر وأحتفظ بها, وأقوم بترديدها لأبنائي وأحفادي. هكذا بدأ موسي الرويشد أحد ابناء سيناء الذين عاصروا سنوات المرارالتي خلفتها الهزيمة، نجح الرويشد في تشكيل تنظيم سري استطاع ان ينفذ 30 عملية فدائية ودفع الثمن غاليا في المعتقل الاسرائيلي وفقد إحدي عينيه وتهشم قفصه الصدري نتيجة التعذيب داخل السجون الاسرائيلية، ومازالت آثار الشظايا التي شوهت وجهه وأجزاء من جسده ترسم ملامح بطل من نوع فريد.