سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صائد الجواسيس.. الكاتب والخبير الاستراتيجي فؤاد حسين : كل ما يحدث من تحرشات في سيناء.. بتخطيط من إسرائيل!
وسائل الإعلام المصرية والتعامل الأمني ساهموا في تشويه أهالي سيناء وتوسيع الفجوة بين أبناء الشعب الواحد..!
" نحن جيل يجهل الكثير عن تاريخ سيناء وجغرافيتها وأهميتها التاريخية والأثرية والسياحية وخيراتها ومواردها.. فسيناء ليست فقط القري السياحية والمنتجعات الشهيرة بجنوب سيناء والتي يتردد عليها طبقة من الأغنياء بينما لا يعرف الشعب المصري عنها شيئاً يذكر.. إننا نتغني بأرض الفيروز وأرض القمر ولا نعرف لماذا سميت سيناء بهذا الاسم.. لانعرف شيئاً عن القبائل الموجودة بها لا أعدادهم ولا عاداتهم ولا تقاليدهم.. كل مانعرفه أنها أرض مقدسة كلم الله فيها النبي موسي عليه السلام.. لقد أوضحت الأحداث الأخيرة والمتكررة في شبه جزيرة سيناء وجود قصور شديد في ثقافاتنا تجاه سيناء وأهلها المناضلين ولا يعرف الكثير منا حجم البطولات الرائعة التي قام بها أبناء سيناء منذ احتلالها في يونيو 1967 ومروراً بحرب الاستنزاف وحتي حرب أكتوبر عام 1973 وما بعدها.." هذا ماقاله لي الكاتب والخبير الاستراتيجي فؤاد حسين عضو جمعية مجاهدي سيناء وجمعية محبي سيناء في بداية الحوار معه.. والملقب ب "صائد الجواسيس" فقد اشترك وأشرف علي 48 قضية تجسس خلال عمله الأمني بسيناء خلال عامي 1966 و 1968.. لديه رؤية مختلفة لتنمية سيناء فيؤكد أنه يتعين عيلنا أولاً أن نبدأ بالمشروع القومي لمعرفة سيناء.. فلكي ننمي منطقة علينا أن نحبها.. ولكي نحبها علينا أن نعرفها جيداً.. حول هذا والكثير من الرؤي كان الحوار التالي : الحوار مع ضابط مخابرات..حتي ولو كان متقاعداً صعب وعسير.. تحاوره في موضوع فيهرب منك إلي موضوع آخر.. تحاول أن تدير معه دفة الحوار.. فيأخذك إلي دفة أخري.. ليس من السهل أن تخرج الكلمات من فمه وإن خرجت فهي كلمات وجمل لاتشفي غليل الصحفي ولا تستطيع في النهاية إلا أن تستسلم لعلك تخرج بمعلومة ما..! ولهذا استمر الحوار مع الكاتب والخبير الاستراتيجي وضابط المخابرات الحربية السابق والعاشق لكل حبة رمل في سيناء فؤاد حسين لأكثر من جلسة وعدة مكالمات تليفونية لتوضيح بعض المعلومات.. الإهتمام بسيناء في حواراتك الصحفية القليلة جداً وربما النادرة وبعض الندوات الثقافية دائماً ما يدور الحديث عن سيناء والمشروع القومي الذي يجب أن يبدأ لمعرفة سيناء.. فمنذ متي بدأ لديك الأهتمام بسيناء..؟ بدأ إهتمامي بسيناء منذ عام 1966 فقد تخرجت من الكلية الحربية عام 1961 وعملت بسلاح الإشارة لمدة أربع سنوات ثم شاركت في حرب اليمن وخلال وجودي هناك علمت أنه تم نقلي إلي جهاز المخابرات الحربية فعدت وذهبت لاستلام عملي بالجهاز والذي استمريت به حتي عام 1986 التحقت في البداية بقسم مقاومة التجسس وتدرجت به حتي وصلت إلي قائد المجموعة الخاصة بالتجسس والإرهاب وحتي عام 1982، ثم نائب رئيس جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية التابع للمخابرات الحربية وهو الجهاز الذي اختص بتنفيذ اتفاقية السلام في سيناء وحتي خرجت للمعاش بإرادتي عام 1986.. أي أن معظم سنوات عملي كانت بسيناء منذ عام 1966 وكنت في البداية أجهل كل شيء عنها فسيناء وقبل عام 1967 كان ممنوع لأي شخص أن يدخلها إلا بتصريح من حرس الحدود يوضح سبب الزيارة وأيضاً يمنع خروج أهلها منها بدون تصريح أي أن سيناء كانت معزولة عن الوادي وهو النظام الذي كان متبعاً منذ الاحتلال الإنجليزي وحتي بعد ثورة 1952 كان يحكمها سلاح الحدود للقوات المسلحة ولا تتبع للحكم المحلي.. ورغم صدور قانون الحكم المحلي عام 1961 إلا أن الرئيس جمال عبد الناصر استثني محافظات الحدود عند تطبيق القانون وحين اعترض أعضاء مجلس الأمة بهذه المحافظات " مجلس الشعب فيما بعد " وافق الرئيس جمال عبد الناصر فيما عدا سيناء وأصبحت سيناء تحكم عسكريا وحتي تم احتلالها عام 1967.. منذ ذلك الوقت بدأ اهتمامي بها بعد أن اكتشفت أهميتها القوية جداً كنت وقتها صغيراً برتبة نقيب ولا يوجد لدي أي فكرة عن قبائل ومشايخ سيناء وقد كلفني المرحوم الفريق محمد صادق وزير الدفاع بعمل قائمة بكل القبائل الموجودة بسيناء ولقاء مع مشايخ هذه القبائل للمساعدة في الصمود والتصدي للعدو فبحثت عنها واكتشفت أن بسيناء 26 قبيلة وذهبت للإذاعي حلمي البلك بالإذاعة المصرية الذي ساعدني بعمل نداءات لهم من خلال البرنامج اليومي " الشعب في سيناء " وكنت أول مرة ألتقي بمشايخ القبائل وأعرفهم عن قرب وقمت بإجراء حصر كامل لعدد القبائل والأهالي ولهذا أصدرت أولي كتبي عن سيناء وهو دراسة بعنوان " شعبنا المجهول في سيناء " صدر عام 1996 عن دار أخبار اليوم . معبد سرابيط الخادم قلت أنك اكتشفت أهمية سيناء القوية جداً.. ماهي أهم مشاهداتك في سيناء خلال فترة الاحتلال.. وكيف كانت تعاملاتك مع القبائل..؟ بعد شهرين من احتلال سيناء جاءت إلينا معلومات بوجود حافلات سياحية تأتي بالسياح من إسرائيل لوسط سيناء بمكان مجهول ليس به أي شئ سوي الجبال وكانت هذه الزيارات مستمرة كل أسبوع وكان علينا أن نعرف لماذا يأتوا إلي هذا المكان وماذا يفعلون وقد ساعدنا مشايخ سيناء في معرفة الحقيقة فهم يأتون لزيارة معبد " سرابيط الخادم " وهو من أهم المعابد الفرعونية القديمة بمصر ويقع داخل جبال سيناء وسرابيط جمع سربوط وهو الحجر الطويل الذي يشبه المسلة الفرعونية والخادم هو الإله حتحور وكان أي فرعون بمصر لا يستلم صولجان الحكم إلا إذا قدم فروض الولاء والطاعة للإله حتحور بالمعبد.. وتألمت لأن يعرف اليهود هذا المعبد ولا نعرفه نحن في مصر ولا نضعه حتي في كتب التاريخ وحتي أهالي سيناء لا يعرفه منهم سوي من يعيش في منطقة الوسط بالجبال وهم قليلون.. وقد اهتم به اليهود لأن أعمدة المعبد تشبه هيكل سليمان كما يقولون ويزيد وزن العمود الواحد عن أربعة أطنان وقد سرق اليهود معظمه عند عودتهم بعد تحرير سيناء أخذوا مابه من أعمدة ولوحات أثرية.. كانت هذه هي المرة الأولي التي أدرك فيها أهمية سيناء إضافة إلي ماذكر بالقرآن الكريم من وجود جبل وعيون موسي والوادي المقدس الذي كلم فيه الله سبحانه وتعالي موسي عليه السلام.. فاليهود احتلوا سيناء مرتان عام 1956 وعام 1967 وعندما رحلوا بعد تحرير سيناء وكنت وقتها ضمن لجنة استلام العريش ورأس محمد عام 1979 كانوا يبكون بكاءً مراً وصل لدجة العويل والصراخ وكانت البنات والنساء اليهوديات يتمرغن في التراب غير مصدقات أنهن سيرحلن عن سيناء وهي الخطة النفسية والمخطط الصهيوني بعيد المدي الذي تستخدمه اسرائيل لاحتلال سيناء وليصدق اليهود أن سيناء ارضهم..! وفي الوقت الذي نحتفل فيه بذكري تحرير سيناء في 25 إبريل كل عام يقومون هم في إسرائيل باحتفالات جنائزية ويقولون إن سيناء أخذت منهم غدرا وأن السادات أعطاهم " خابورا " وأخرجهم من سيناء..! المخطط الصهيوني هذا يجعلني أستفسر منك عن رؤيتك لما يحدث علي حدود سيناء بين الحين والآخر من تحرشات وقتل لجنودنا..؟ كل ما يحدث في سيناء الآن بتخطيط من إسرائيل فالنظرية الإسرائيلية أو الخطة العسكرية لهم هي اختراق سيناء تمهيداً لاسترجاعها ولأنهم لا يستطيعون دخولها الآن بسبب الإتفاقية الدولية للسلام فيقومون بين الحين والآخر ببعض التحرشات..! معني ذلك أن لديهم خطة عسكرية لاستعادة سيناء.. ماهي معالم هذه الخطة.. وهل نحن قادرون علي حماية سيناء في ظل ما يحدث الآن من توتر داخلي.. وفي ظل اتفاقية السلام.. وتقسيم سيناء إلي ثلاث مناطق.. وفي ظل تحديد أعداد القوات العسكرية بها..؟! أي خطة عسكرية إسرائلية لاحتلال سيناء خطة معروفة مسبقاً فخطة الإحتلال عام 1956 هي نفس الخطة لعام 1967 فاليهود دائماً ما يكرروا أنفسهم ففي مؤتمر صحفي عالمي لوزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان عام 67 سألوه أنه إحتل سيناء بنفس الخطة لعام 56 فلماذا كررها وقد عرفها المصريون فقال لأن المصريين لا يقرأون ولا يتعظوا وسنكررها مرة أخري..! وثانياً أن قواتنا المسلحة قادرة علي حماية سيناء في ظل اتفاقية السلام وفي ظل تقسيمها وتحديد أعداد الجنود بها وقادرة علي صد أي هجوم إسرائيلي فجنودهم أجبن جنود الأرض والجندي المصري خير أجناد الأرض كما جاء بالحديث الشريف فقد قال رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم " ستفتحون مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم نسباً وصهراً واتخذوا منهم جنداً كثيفاً فهم خير أجناد الأرض وهم في رضاة إلي يوم الدين "..إذن نحن قادرون عليهم بإذن الله.. ولكن يتحتم علي مصر أن تنقل المعركة من الدفاع إلي الهجوم كما كان هو المبدأ السائد في مصر القديمة ومصر الإسلامية وهذا نصف النصر فالتجارب السابقة أثبتت أن أي خطر يهدد سيناء من الشرق فهو أيضاً يهدد قناة السويس وبالتالي ضياع سيناء معناه شل الحركة بالقناة التي هي عنق الأمن المصري القومي كمبدأ استراتيجي . ألا يستلزم ذلك منا سرعة تنفيذ خطة تنمية سيناء التي طالما نادي بها الكثيرون منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. ماهي العوائق التي منعت ذلك..؟ لا توجد عوائق سوي الإهمال وعدم حب الأرض والوطن إضافة إلي أن المستثمرين الأجانب يشعرون بأنها منطقة خطرة وغير آمنة وهو ليس خطأ نظام واحد بل أنظمة متعاقبة فسيناء انضمت للحكم المحلي في عهد الرئيس السادات عام 1974 وفقاً لقانون الحكم المحلي لعام 61.. وإذا أردنا التنمية الحقيقية فيجب أن نقوم بها نحن شعباً ودولة.. فبعد الإحتلال الأول لسيناء خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 56 وبعد خروجهم عام 1957 قال الرئيس جمال عبد الناصر أنه علينا الآن تنمية سيناء والاهتمام بها وكلف المجلس الأعلي للعلوم والثقافة برئاسة كمال الدين حسين وكان يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة بعمل موسوعة عن سيناء وتم توزيعها علي الوزارات والهيئات وقد قام بكتابة هذه الموسوعة 15 أستاذاً جامعياً ولكنها كانت موسوعة جغرافية تاريخية فقط ولا يوجد بها أي شئ عن قبائل سيناء وأهلها وعاداتهم وتقاليدهم وحتي جبل الطور لم يذكر بها.! ولهذا فشلت خطة التنمية في ذلك الوقت وهو ما جعلني أصدر كتابي الأول " شعبنا المجهول في سيناء " فإذا أردنا خطة تنمية حقيقية علينا أن نعرف كل شئ عن شعب وأهالي سيناء لأنهم هم الذين سيساعدوننا في التنمية الحقيقية ولكن علينا أن نبدأ بالتنمية المعرفية أولاً من خلال مشروع قومي لمعرفة سيناء . وما رؤيتك لهذا المشروع المعرفي.. وكيف نغير مفهوم الشارع المصري عن أهالي سيناء ونشر بطولاتهم خلال الحروب السابقة خاصة وأن المفهوم السائد لدي الكثيرين وكما كان يؤكده إعلام النظام السابق أنها منطقة لزراعة الحشيش والمخدرات وعدم الإنتماء الوطني لأهلها..؟ التنمية الحقيقية تعني المعرفة أولاً ثم الحب ثم التمني والتنفيذ بمعني أن يعرف الشعب المصري سيناء جيداً قبل بدء التنمية البشرية وبطرق عديدة ومتكاملة تبدأ بتعريف الشعب المصري بها وتشغيل خطوط القطار مرةً أخري من القنطرة إلي العريش ولا أعرف لماذا توقف هذا المشروع الرائع وايضاً عن طريق الرحلات لطلاب المدارس والجامعات لتعريفهم بتلك البقعة الغالية من أرضهم واستغلال المحميات الطبيعية بها ومعرفة الآثار الموجودة بها ويجهلها الكثيرون ودمج أهالي الوادي مع أهالي سيناء ذي الوطنية العالية جداً ونشر مأساة أهالي سيناء كيف كانوا يعيشون لعهود طويلة منذ أيام الاحتلال الإنجليزي وكيف كانوا ممنوعين من الخروج منها إلا بتصريح وحتي عام 1974 ووجود مناطق جمركية بيننا وبينهم.. لقد عاشوا علي القهر من قبل احتلال سيناء عام 67 وبعد احتلالها بدون مستشفيات وبدون مدارس وقاموا ببطولات عديدة من تلقاء أنفسهم وبدون توجيه من الدولة أو من المخابرات لقد قاموا بسحب الأموال من البنوك الموجودة بالعريش والطور حتي لا تأخذها إسرائيل ووضعوها لدي مشايخ القبائل للصرف منها علي رواتب الموظفين بالمحافظة والمؤسسات المحلية وجمعوا البطاقات الشخصية والعائلية والأختام من السجل المدني لاستخدامها لعمل بطاقات للظباط والجنود المصريين الذين يتخفون عندهم علي أنهم من أهالي سيناء هم يعرفون أنهم مصريون ويشعرون بوطنيتهم العالية وقد سجن أحد زعماء قبائلهم عندما تم اختياره ليمثلهم في مؤتمر الحسنة الشيخ سالم الهرش عام 68 لأنه واجه موشي ديان وقال له أنهم مصريون وأن رئيسهم جمال عبد الناصر.. إن بطولات وتضحيات أهالي سيناء وتعاونهم مع القوات المسلحة المصرية من تلقاء أنفسهم في فترة الإنكسار منذ 1967 وحتي عام 1973 لا يمكن إغفالها ولا يمكن الحديث عنها في سطور قليلة لأنها ملحمة من البطولات والتضحيات يجب أن تفرد لها صفحات وكتب عديدة وبعض هذه البطولات يدخل في مصاف المعجزات الخارقة كما أنها لا تقتصر علي قبيلة أو فئة معينة فكل أهالي سيناء بلا استثناء قاموا ببطولات ومساعدات هائلة للوطن وللقوات المسلحة سواء من البدو أو من الحضر رغم العزلة الإجبارية التي كانت مفروضة عليهم . لكن المشروع المعرفي قد يأخذ وقتاً طويلاً ومن الممكن أن يتزامن هذا المشروع مع التنمية الحقيقية لسيناء..؟ هذا صحيح.. ولذلك أطالب الحكومة المصرية بإجراء خطة سريعة لمواجهة المخطط الصهيوني والإسراع في تنفيذ المشروع القومي لتعمير سيناء والذي أعلن عنه عام 1994 للوصول بسكانها إلي 2.3 مليون نسمة حتي عام 1917 وأري أنها فترة كافية لإقامة المشروعات المطلوبة لتسكين هذا العدد من البشر ولكن من المهم عند تنفيذ هذه المشروع أن يتم بالتعاون وإشراك مشايخ القبائل وأعضاء المجالس المحلية ورجال القوات المسلحة الذين خدموا عن قرب مع بدو وأهالي سيناء وعلي الحكومة المصرية والمسئولين أن يكون لديهم الإدراك والوعي الكامل بالمخطط الاسرائيلية بعيد المدي لتهويد سيناء واستعادتها . هل تري أن النظام السابق كان له دور في هذا المخطط وعدم تنفيذ مشروع تنمية سيناء..؟ النظام السابق عمد علي إقامة المنتجعات السياحية لكبار القوم فقط وليس للمصريين إضافة إلي أنه فتح سيناء علي مصراعيها للسياحة الإسرائلية وكان الأولي به أن تكون السياحة للمصريين حتي يتعرفوا علي أرضهم ويختلطوا بأهل سيناء.. سيناء بها أهم المزارات التاريخية والدينية والمحميات الطبيعية في العالم وفيها حدثت المعجزات الإلهية.. بها الوادي المقدس وبها جبل الطور ولكن رغم ذلك هل تعلمين أن جبل الطور ليس موجوداً بالخرائط الجغرافية أو المساحية أو السياحية ! بينما نجده بالخرائط موجوداً بالمملكة العربية السعودية..! هذا تزويراً للتاريخ ويتنافي مع ما جاء ذكره بالقرآن الكريم..! لقد دمر النظام السابق البلد وترك فساداً ينخر في جسد الوطن..! التعامل الأمني وكيف تري التعامل الأمني مع أهالي سيناء خلال الفترة السابقة..؟ لقد ساعد التعامل الأمني ممثلاً في جهاز الشرطة المصرية في معالجة مشكلات أبناء سيناء علي اتساع الفجوة بينهم وبين بقية الشعب المصري فالبدو لهم طريقة خاصة للتعامل معهم ترجع للعادات والتقاليد التي نشأوا عليها وقد قامت القوات الأمريكية بعمل كتيب عن أهالي سيناء وتم توزيعه عل جنودها العاملين ضمن القوة متعددة الجنسيات في سيناء يوضح لهم كيفية التعامل مع بدو سيناء الرجال والأطفال والنساء واشتمل علي عدد القبائل وأسمائها وعاداتهم وتقاليدهم وملابسهم وحتي أنواع الحشرات الموجودة في سيناء من عقارب وتعابين وكيفية التعامل معها وكان الأولي بنا نحن أن نقوم بذلك ونعلم أبناءنا من ضباط الشرطة كيفية التعامل مع أهلهم في سيناء . كم قبيلة توجد بسيناء..؟ بسيناء 26 قبيلة كبيرة إضافة إلي بعض القبائل والعشائر الصغيرة يوجد 12 قبيلة بشمال سيناء و10 قبائل بالجنوب و4 قبائل بالوسط وجميعها قبائل بدوية بخلاف بعض القبائل الحضرية التي تعيش بالعريش ومن العيب ألا يعرف المصريون أسماء هذه القبائل فهذا يغضبهم بشدة ويطيرون من الفرحة حينما يجدونا نعرفهم بأسمائهم.. وقد ساهمت وسائل الإعلام المصرية وللأسف بعض المسئولين الحكوميين بمساعدة المخطط الإسرائيلي في تشويه أهالي سيناء وتلطيخ سمعة أبنائها وترسيخ هذا الفكر في أذهان شبابنا وتوسيع الفجوة بين أبناء الشعب الواحد كنت نائباً لرئيس جهاز الإتصال بالمنظمات الدولية التابع للمخابرات الحربية ومشرفاً علي تنفيذ اتفاقية السلام في سيناء عام 1985.. كيف تري المشهد بعد مرور ما يقرب من ثلاثين عاما علي تنفيذها..؟ إن الحقائق تؤكد بوجود مخططاً مدروساً جاري تنفيذه منذ عام 1902 عندما جاءت لجنة هرتزل لمعاينة سيناء وعرض تأجيرها من الحكومة المصرية بحجة إنشاء مستعمرات لجمع يهود الشتات وقد قوبل هذا الطلب بالرفض بعدها أصدر هرتزل كتابه " الدولة الصهيونية " الذي حدد فيه حدود إسرائيل بمرتفعات تركيا في الشمال ونهر الفرات في الشرق وقناة السويس في الغرب.. هو مخطط قديم ورغم الفكرة الشيطانية التي عمد بها الرئيس السادات لاسترجاع سيناء إلا أن اليهود مازالوا يحلمون بتنفيذ هذا المخطط ولذلك دائماً ما يقولون أن السادات خدعهم..! وفي عام 2006 وزعت المجموعة الدولية للأزمات وهي منظمة دولية في أوروبا تقريراً بعنوان هل سيناء مصرية ؟ وما زالت الأيادي الخفية الإسرائيلية تشكك في مصرية سيناء إلي حد جعل أستاذاً للعلوم السياسية بالولايات المتحدةالأمريكية يسأل مؤخراً بقوله منذ متي كانت سيناء مصرية..؟ وقال مناحم بيجين في كتابه " قصة الأرجون " أن أرض إسرائيل ستعود لشعب إسرائيل كاملة وللأبد..! وإسرائيل ومنذ انسحابها من سيناء بعد اتفاقية السلام لا تزال تعتبر أن سيناء محتلة بالنسبة لهم ويقيموا احتفالات جنائزية في الخامس والعشرين من إبريل كل عام حزناً علي ضياع سيناء.. ولم يقتصر ذلك علي سرقة سيناء فقط بل تعدي ذلك إلي محاولة تشويه وسلب وضعها الديني المقدس من مصر.. فعلينا أن نعي جيداً أن المحاولات الصهيونية لاستعادة سيناء بثرواتها هدف ذو أولوية لهم ولكن اتفاقية السلام تحول دون ذلك.. ولهذا أري أنه يتحتم علينا الآن استرجاع الوضع الذي كان سائداً في سيناء قبل زيارة السادات المشئومة لإسرائيل والتعجيل بتنميتها لذلك فمن المهم أن تعمل جميع المؤسسات الثقافية والتعليمية علي ترسيخ الهوية المصرية لشبه جزيرة سيناء وهي هوية ليست محل شك ولكن تقويتها أمر ضروري كما يجب الرد المستمر علي كل ما يقال وينشر في وسائل الإعلام المشبوهة بتوضيح الحقائق.