جامعة أسيوط تعلن عن منح للباحثات في مراحل الدكتوراه    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: ارتفاع الاحتياطي النقدي مؤشر إيجابي وعلينا الحذر    فلسطين تعتزم الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا بشأن الإبادة العرقية ضد إسرئيل    مصدر رفيع المستوى: اجتماع مصري قطري أمريكي بالدوحة غدا لبحث آليات إعادة مفاوضات هدنة غزة    محمد عراقي ل"كلمة أخيرة": الأجواء مثالية داخل معسكر المنتخب استعدادا لمباراة بوركينا فاسو    إصابة 14 شخصًا إثر انقلاب سيارة بترعة في قنا    مي القاضي: تغيرت بعد قصة حب فاشلة وتعرضت لخبطات خلال خطوبتي (فيديو)    القاهرة الإخبارية: برلمان سلوفينيا يوافق على الاعتراف بدولة فلسطين    قصواء الخلالي تطالب الحكومة بإيضاح كل الأمور حول زيادة فترة تخفيف أحمال الكهرباء    أمين الإفتاء: السلوكيات غير الإنسانية أثناء أداء الأضاحى تخالف الدين    خبير اقتصادي: السوق المالي سيشهد صعودًا وبقوة الفترة المقبلة    الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعلن عن خطتها لموسم الحج 1445ه    هيئة الدواء تنظم ندوة حول اعتماد المستحضرات الصيدلية من قبل الصحة العالمية    اجتماع أيقونات عين الصيرة.. كيف روج تركي آل الشيخ ل«ولاد رزق 3»؟    تشكيل منتخب إيطاليا أمام تركيا استعدادًا لنهائيات يورو 2024    أحمد جمال يكشف حقيقة حادث اصطدامه برجل مسن    عاجل| كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط يزور المنطقة الأسبوع الجاري    ديشامب يعلق على انتقال مبابى الى ريال مدريد ويشيد بقدرات نجولو كانتى    إصابة سيدتين وطفلة في حادث تصادم بالصحراوي الغربي شمال المنيا    الخارجية الأمريكية: وقف إطلاق النار في غزة مقترح إسرائيلي وليس أمريكيا    موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024    «القاهرة الإخبارية»: سلوفينيا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين الشهر المقبل    طريقة عمل قرع العسل، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    محافظ دمياط تشهد افتتاح 6 مدارس بمركز فارسكور    الصحة توجه نصائح للحجاج لتجنب الإصابة بالأمراض    حسام حسن: لم أكن أرغب في الأهلي وأرحب بالانتقال للزمالك    إجلاء مئات المواطنين هربا من ثوران بركان جبل كانلاون في الفلبين    القائد العام للقوات المسلحة يفتتح أعمال التطوير لأحد مراكز التدريب بإدارة التعليم والتدريب المهنى للقوات المسلحة    المؤتمر الطبي الأفريقي يناقش التجربة المصرية في زراعة الكبد    شقيق المواطن السعودي المفقود هتان شطا: «رفقاً بنا وبأمه وابنته»    لاستكمال المنظومة الصحية.. جامعة سوهاج تتسلم أرض مستشفى الحروق    رسميًا.. طرح شيري تيجو 7 موديل 2025 المجمعة في مصر (أسعار ومواصفات)    وزير الخارجية الإيطالي: لم نأذن باستخدام أسلحتنا خارج الأراضي الأوكرانية    المنتج محمد فوزى عن الراحل محمود عبد العزيز: كان صديقا عزيزا وغاليا ولن يعوض    لحسم الصفقة .. الأهلي يتفاوض مع مدافع الدحيل حول الراتب السنوي    فليك يضع شرط حاسم للموافقة على بيع دي يونج    حكم صيام ثالث أيام عيد الأضحى.. محرم لهذا السبب    التحفظ على المطرب أحمد جمال بعدما صدم شخص بسيارته بطريق الفيوم الصحراوى    ونش نقل أثاث.. محافظة الدقهلية تكشف أسباب انهيار عقار من 5 طوابق    فرحات يشهد اجتماع مجلس الجامعات الأهلية بالعاصمة الإدارية الجديدة    عيد الأضحى 2024| ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يقترب من تحقيق 60 مليون جنيه بدور العرض    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    تعليمات عاجلة من التعليم لطلاب الثانوية العامة 2024 (مستند)    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    ضبط 48 بندقية خلال حملات أمنية مكبرة ب3 محافظات    "تموين الإسكندرية" تعلن عن أسعار اللحوم في المجمعات الاستهلاكية لاستقبال عيد الأضحى    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    أخبار الأهلي: حارث يكشف كواليس مشادة أفشة ومارسيل كولر وتفاصيل جلسة بيبو    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    علام والدرندلى يشهدان تدريبات المنتخب الأوليمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“البديل” ترصد شواطئ الإسرائيليين في سيناء.. من طابا لنويبع
نشر في البديل يوم 16 - 12 - 2010

* الإسرائيلي بموجب اتفاقية كامب ديفيد يستطيع دخول سيناء بسيارته الخاصة دون تأشيرة مقابل 100 جنيه مصري
* سعر الليلة في مخيمات سيناء لا تساوي علبتي سجائر في إسرائيل .. وثمن الإقامة في بعضها لا يتعد 25 جنيها
* صاحب مخيم : الإسرائيلي أصعب سائح على وجه الأرض .. أنهم يسرقون المفارش من الفنادق و يخربون الفنادق و الأكواخ
* ماهر جلبانة: عندما تسوق الدولة لأماكننا و تروج للسياحة الداخلية لن أسمح بدخول إسرائيلي لمخيمي
* موقع إسرائيلي يناقش “قصة الحب بين الإسرائيليين وسيناء” ويديعوت أحرونوت تتساءل: “لماذا يفضل الإسرائيليون سيناء على إيلات”؟
تحقيق – أحمد بلال:
كما اهتمت وسائل الإعلام المصرية بقضية هجوم أسماك القرش على عدد من السائحين في شرم الشيخ، اهتمت أيضاً نظيرتها الإسرائيلية، لعدة أسباب، من بينها اتهام محافظ جنوب سيناء الموساد الإسرائيلي بالتورط في الأمر، بالإضافة إلى إقبال عشرات آلاف الإسرائيليين على شواطئ سيناء، وتفضيلهم إياها عن الشواطئ الإسرائيلية، غير مبالين بالتحذيرات المتكررة من هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية التي تطلب من الإسرائيليين الذين ينعمون بشواطئ سيناء، العودة فوراً إلى “إسرائيل”.
على رصيف رقم 601 بمحطة الأتوبيس الجديدة في تل أبيب، تبدأ رحلة المصطافين الإسرائيليين إلى شواطئ سيناء، هناك حيث خط أتوبيس رقم 394 التابع لشركة إيجاد الإسرائيلية و الذي يقوم بثمان رحلات يومياً أولها في الثامنة صباحاً و آخرها في الثانية عشر ليلاً، تنتهي في محطة الأتوبيس المركزية في إيلات، بعد رحلة تستمر 5 ساعات و نصف. أما إذا كان المصطاف الإسرائيلي من الطبقة الثرية، فإنه يستطيع أن يقطع هذه الرحلة في 35 دقيقة فقط بطائرة تقلع من تل أبيب و تهبط في إيلات، يستقل بعدها سيارة تقطع الطريق إلى الحدود في 10 دقائق، ثم يتجه إلى نقطة ختم الجوازات، حيث يستطيع الإسرائيلي بموجب اتفاقية كامب ديفيد دخول سيناء بسيارته الخاصة بدون تأشيرة دخول، فقط مبلغ 71 شيكل إسرائيلي، أي قرابة 100 جنيه مصري، يدفعهم في مقابل ختم جوازه، و بعد البوابة الحدودية بعدة أمتار يقع موقف الأتوبيسات و سيارات الأجرة التي يستطيع الإسرائيلي أن ينتقل بها إلى أي مكان في سيناء.
فندق هيلتون طابا، الواقع جنوب المعبر الحدودي، قد يكون المكان الأشهر في استضافة الإسرائيليين في سيناء، فالفندق الشهير و الذي يمنحك إحساساً و كأنك في تل أبيب من خلال لوحاته المكتوبة باللغة العبرية أو اعتماده في خدماته الأساسية على إسرائيل، أو حتى إعفاء الإسرائيليين من دفع أي ضرائب داخله، إلا أنه ليس المكان الوحيد الذي يقصده الإسرائيليون، فالمنطقة الواقعة بين طابا و نويبع وحدها يوجد بها 3500 غرفة فندقية بمستويات مختلفة، يقصدها الإسرائيليون.
“طابا هيتس”، منطقة سياحية جديدة في طابا، تم افتتاحها في 2004، تضم خمسة فنادق كبيرة هي ماريوت، راديسون ساس، هيلتون، إنتركونتينيتال و سوفوتيل، و الأخير يتميز بطبيعته الشرقية الحديثة، و له شاطئ خاص، و كل حجراته تطل على البحر، و جميع الفنادق تبث القنوات التليفزيونية الإسرائيلية. أحد أشهر المناطق أيضاً في طابا، فندق “طوبيا”، و الذي تم افتتاحه في 2004 و لا يبعد عن الحدود سوى كيلومترين فقط، و يتميز هذا الفندق بأن كل غرفة فيه تختلف عن الأخرى، و كل غرفة تحمل اسم فنان غربي مشهور، و على حوائط الفندق صور أصلية لفنانين شرقيين، و كانت “نادية شلبي” مديرة الفندق قد صرحت مؤخراً لإحدى الصحف الإسرائيلية أن فندقها امتلأ عن آخره بالسائحين الإسرائيليين في عيد الفصح الأخير.
إلى جانب ما سبق يوجد أيضاً العديد من الفنادق و القرى السياحية التي تعد مقصداً رئيسياً للإسرائيليين، مثل نخيل دريم، و حبيبة و الواحة، التي يصف المسئولين عنها موقعها الجغرافي على الموقع الإليكتروني الخاص بها قائلين أنها تبعد 60 كيلو متر عن مطار طابا الدولي، و 60 كيلو متر جنوب إيلات.
إلى جانب هذه القرى السياحية و الفنادق، يوجد أيضاً عدد من الفنادق الرخيصة التي تجتذب شريحة أكبر من الإسرائيليين مثل “سي ستار” و “صلاح الدين” و تكلفة الليلة الواحدة فيها شاملة وجبة الإفطار حوالي 120 شيكل إسرائيلي فقط، أي حوالي 150 جنيه مصري، أما الشريحة الأكبر من الإسرائيليين فتلجأ لأسباب مادية بحتة إلى المعسكرات و الأكواخ السياحية المصنوعة من البوص و خشب الأشجار و المجهزة بأسرة للنوم، و تنتشر هذه الأكواخ في منطقة بير صوير، التي تبعد 35 كيلو متراً عن حدود طابا، و هي إحدى أكثر المناطق شعبية بين السائحين الإسرائيليين.
و إلى جانب بير صوير، تنتشر المخيمات أيضاً في منطقة رأس الشيطان التي تبعد 50 كيلو متراً عن مدينة طابا، و تبعد 10 دقائق فقط شمال نويبع، و يقصد الشباب الإسرائيلي هذه المنطقة لكونها مكاناً جيداً للغوص و رؤية الشعاب المرجانية.
منطقة الترابين أيضاً التي تبعد عن الحدود 60 كيلو متراً فقط، يوجد بها العديد من المطاعم التي تزدحم بالإسرائيليين، و مقام فيها معسكرات بشكل كبير جداً، و هذه المنطقة تتميز بأن المخيمات الكائنة فيها تتوافق مع مزاج بعض الشرائح الإسرائيلية، حيث العشش التي تحتوي على أجهزة تكييف، و تحتوي أيضاً على حمامات خاصة، أما الجزء الأكثر ازدحاماً في هذه المنطقة فهو الجزء الجنوبي الذي يحتوي على البازارات التي تبيع الهدايا التذكارية.
“مول يم”، اسم عبري لمخيم مصري في منطقة بير صوير، يعني بالعربية “أمام البحر”، وجدته مدرجاً في موقع فنادق إسرائيل، بحثت عن رقم تليفون صاحبه فإذ به يحمل خطين، الأول مصري، و الثاني إسرائيلي.
“ماهر جلبانة”، انتقل منذ 12 عاماً من مسقط رأسه في العريش، إلى بير صوير، ليؤسس المخيم ذو الاسم العبري، لم يبدي اعتراضه على الحديث معنا رغم تحفظه الشديد، فقط كان طلبه أن لا ننشر على لسانه ما لم يقل. بدأ حديثه معنا متهماً المسئولين عن السياحة في مصر بعدم تسويق هذه الأماكن الرائعة التي تحتضنها سيناء، و قال: “أكثر من ثلثي المصريين لا يعرفون شيئاً عن سيناء، و لا الأماكن الجميلة الموجودة فيها، قليل من المصريين فقط هم من يأتون إلى هنا، بسبب عدم معرفة الغالبية العظمى بجمال سيناء، و حتى معظم من يأتي يذهب إلى شرم الشيخ و كأن شرم الشيخ هي المكان الوحيد في سيناء، و هذه هي مهمة الدولة، عندما تسوق الدولة لأماكننا و تروج للسياحة الداخلية لن أسمح بدخول إسرائيلي واحد لمخيمي، أم الآن، فهذه المخيمات تعتمد في الأساس على السائح الإسرائيلي”.
عدم معرفة المصريين بأي شيء في سيناء سوى شرم الشيخ كما يقول ماهر جلبانة، أدى في نهاية الأمر إلى اقتصار السياحة الداخلية إلى سيناء على الأثرياء فقط، حيث السياحة في شرم الشيخ تتطلب الكثير من الأموال، بعكس العديد و العديد من القرى و المخيمات و الفنادق التي تمتد على طول عشرات الكيلومترات في سيناء، و التي لا يعرف عنها المصريون أي شيء، رغم جمالها رخص أسعارها التي لا يستفيد منها سوى الإسرائيليين.
عدم ذهاب المصريين للسياحة في سيناء، لا يرجع فقط على ما يبدو للسبب الذي ذكره ماهر جلبانة، و إنما لسبب آخر تحدث عنه “ه. ب”، العامل بأحد الفنادق في شرم الشيخ، و الذي طلب عدم ذكر اسمه، و الذي قال: “المصريون لا يستطيعون الذهاب إلى هذه الأماكن، فالعديد من الأكمنة توقفك في الطريق و تسألك عن سبب زيارتك لشرم الشيخ أو غيرها من المناطق، و كأنك تذهب إلى دولة أخرى، و في استطاعة الضابط أن يجبرك على العودة مرة أخرى، حتى العمال في هذه المدن من المصريين لا يستطيعون الذهاب إلى عملهم أو البقاء في شرم الشيخ أو طابا إلا بكارنيه الوظيفة و كارنيه البحث الجنائي الذي يتم تجديده كل ستة أشهر، و في حال انتهاء المدة يتم ترحيل العامل و كأنه يعمل في دولة أجنبية”.
يقصد الإسرائيلي سيناء بشكل يومي، إلا أن فترات الأعياد اليهودية مثل عيد الفصح و عيد سوخوت، تعد بمثابة مواسم يدخل فيها الإسرائيليون سيناء بالآلاف، و في الصيف تجتذب سيناء الآلاف من المصطافين الإسرائيليين، حيث ثمن الليلة في المخيمات السياحية في سيناء لا يتجاوز ثمن علبتين سجائر في إسرائيل، كما يقول ماهر جلبانة، الذي يضيف أن زبائنه من الإسرائيليين هم من مختلف الأعمار و الشرائح الاجتماعية.
يقول ماهر جلبانة “الإسرائيليون مرتبطون بسيناء بغض النظر عن السياحة، فسيناء بالنسبة لهم شيء كبير، لأبعاد تاريخية و دينية من وجهة نظرهم”، و يضيف ماهر أنه لا يوجد أحد في مصر بما في ذلك الحكومة نفسها قادرة على منع الإسرائيليين من دخول سيناء، “فالإسرائيلي يستطيع الدخول بسيارته بدون أن يحصل حتى على تأشيرة دخول، لأن هناك اتفاقية تنظم ذلك، إذا أراد أي شخص منع السياحة الإسرائيلية فالحل الوحيد هو الترويج للسياحة الداخلية و تسويق الأماكن السياحية في سيناء للمصريين، وقتها ستكون نسبة الإسرائيليين 1%”، على حد قول جلبانة.
“قصة الحب بين الإسرائيليين و سيناء”، كما أسماها موقع “ريد سي” الإليكتروني الإسرائيلي، المهتم بشأن مدينة إيلات، بدأت مع توقيع اتفاقية السلام بين مصر و إسرائيل في 1979، و برغم التحذيرات المستمرة لهيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية إلا أن هذه التحذيرات غير قادرة على وقف تدفق الإسرائيليين لسيناء بحسب “زا ماركر”، الذي نقل عن رئيس القسم الاستخباري في المركز “ألكانا هر نوف” قوله: “التحذيرات هي الطريق الوحيد المتاح أمامنا، لا يوجد أمامنا طريق آخر، لأن عبور الحدود ليس جريمة جنائية، إذا كان ممكناً إغلاق المعبر، لكنا فعلنا ذلك، و لكن لا نستطيع ذلك لأن الأمر ليس مخالفاً للقانون”، و أضاف “هر نوف” أن “هناك تعاون مع الجانب المصري بخصوص الحرب على المنظمات الإرهابية”.
و رغم التحذيرات المستمرة، تشير الإحصائيات الإسرائيلية إلا أن 69 ألف أجنبي عبروا الحدود من إسرائيل إلى سيناء عبر معبر طابا البري، من بينهم 39 ألف إسرائيلي، للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، بارتفاع بنسبة 36% عن الفترة المقابلة في العام الماضي، رغم تحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية، و التي كانت تطلق تحذيراً كل 15 دقيقة على الجانب الإسرائيلي من المعبر، تحذر فيه من وقوع هجمات إرهابية على السياح الإسرائيليين في سيناء، بحسب موقع “ريد سي” الإخباري الإسرائيلي.
و عن هذه التحذيرات يقول “عيد ربيع” صاحب مجموعة من الأكواخ السياحية في منطقة المحاشي بمدينة نويبع ل”البديل”: “الميكروفونات على الجانب الإسرائيلي على الحدود تطالب الإسرائيليين طوال اليوم بعدم الدخول إلى سيناء، و يهددونهم بأن هناك تفجيرات قد تقوم بها بعض المنظمات ضدهم، و يقولون أن حزب الله و القاعدة و حماس متواجدون في سيناء”، إلا أن هذه التهديدات لا تنجح كثيراً في إثناء الإسرائيليين عن دخول سيناء، ليس فقط لطبيعتها الخلابة و لا لرخص أسعارها كما يقول “عيد ربيع” الذي يرجع سبب ذلك إلى: “أنهم في عقيدتهم يؤمنون بأن سيناء أرضهم، حتى أنهم يعرفون سيناء أكثر مننا نحن، و لذلك يفضلون سيناء”.
كمال الديب، صاحب أكواخ سياحية في سيناء، طلب من الإسرائيليين في حديثه إلى “يديعوت أحرونوت” الهدوء و قال “لا يوجد شيء من الممكن أن يحدث هنا أكثر مما يمكن أن يحدث في إسرائيل، و أعتقد أن الإسرائيليين يعرفون ذلك، عدد كبير منهم لا يهتم بهذه التحذيرات طوال الوقت، هم يفهمون أنه من الطبيعي أن يكون هناك تحذيرات، أيضاً في القدس يوجد تحذيرات، الإسرائيليون عقلاء و يفهمون أنهم يستطيعون أن يشعروا بالأمان هنا”.
و في تحقيق لها بعنوان “لماذا يفضل الإسرائيليون سيناء عن إيلات” نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على لسان إسرائيلي يدعى “بوريس” قوله: “قررت السفر في كل الأحوال، يحذرون في كل الأوقات، و لكن بالنسبة لي هذا الأمر غير مهم، أنا غير خائف، السفر لسيناء أيضاً أرخص كثيراً بالنسبة لي، و أنا أحتاج إلى عطلة هادئة، أعتقد أن من يسافرون إلى هناك يقومون بذلك لأنهم يحبون المكان”، و أضافت إسرائيلية أخرى أن سر تفضيلها لسيناء عن إيلات هو أن “ما تنفقه لقضاء ليلة واحدة في إيلات تستطيع أن تقضي به أسبوع في سيناء”.
و رغم تقديرات وكالات السياحة الإسرائيلية العاملة في إيلات، و التي تؤكد أن “نسبة كبيرة من السياحة الإسرائيلية المتجهة إلى سيناء لن تأتي إلى إيلات مهما كان”، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، إلا أن سكان إيلات خاصة العاملين في مجال السياحة يطلبون من الإسرائيليين تفضيل إيلات عن سيناء، أحد هؤلاء قال ل”يديعوت أحرونوت”: “صحيح أن المكان هناك هادئ و لطيف، و أرخص، و لكن ما هو أكثر أهمية هو الأمن و الحياة، الحضور لإيلات قد يكون مكلف قليلاً إلا أن الأمر سيكون أكثر أمناً، و أيضاً إمتاعاً”.
تكلفة الإقامة في سيناء للسائح الإسرائيلي تعد شيئاً لا يذكر بالنسبة لأسعار الفنادق و الشواطئ في إيلات، يقول “عيد ربيع” صاحب أكواخ سياحية، في نويبع أن الليلة في الأكواخ السياحية المصنوعة من البوص و خشب الأشجار و المجهزة بأسرة للنوم، و التي تسمى خوش، تبلغ 18 شيكل فقط، أي حوالي 25 جنيه، بينما تكلفة اليوم الكامل في هذا المكان و التي تتضمن ضيافة بالطريقة البدوية و أيضاً تقديم وجبات من الأسماك الطازجة تكلف حوالي 120 شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل 150 جنيه مصري.
الأسعار أيضاً في فنادق سيناء منخفضة للغاية أمام السائح الإسرائيلي، حيث وصل سعر الليلة الواحدة في فندق هيلتون طابا في عيد الفصح الأخير 576 شيكل إسرائيلي و يسمح بإقامة طفل عمره 7 سنوات في غرفة والديه مجاناً، و في فندق موفنبيك وصل سعر الليلة إلى 550 شيكل مع السماح بإقامة طفل عمره 12 عام في غرفة والديه مجاناً، في المقابل وصل سعر الليلة الواحدة في فندق “هانسيخوت” في إيلات في عيد الفصح إلى 2150 شيكل، بالإضافة إلى 625 شيكل للطفل الذي يقيم في غرفة والديه.
تدني أسعار الإقامة و الخدمات في مصر مقابل نظيرتها في إسرائيل، و التي لا يوجد لها ما يبررها خاصة مع طبيعة المكان الخلابة، لا تؤثر هي وحدها على العاملين في السياحة هناك، أيضاً أخلاقيات السائح الإسرائيلي تلعب دوراً كبيراً في ذلك، يقول “عيد ربيع”، صاحب أكواخ سياحية في نويبع ل”البديل”: “لا نستفيد أي شيء من السياحة الإسرائيلية، السائح الإسرائيلي أصعب سائح على وجه الكرة الأرضية، متعب جداً و أي مكان يذهب فيه يسبب مشاكل، حتى أنهم يسرقون المفارش من الفنادق و يخربون الفنادق و الأكواخ، بالإضافة إلى أن السائح الإسرائيلي تعبان جداً، و لا ينفق أي أموال، حتى أن الفرد منه يقضي أسبوع كامل بمبلغ 500 شيكل فقط”.
مواضيع ذات صلة
1. إسرائيل تطلب من رعاياها مغادرة سيناء فوراً وتتوقع خطف إسرائيليين ونقلهم إلى غزة
2. البديل تخترق وديان سيناء وتكشف قصة قبيلة مصرية تبحث عن الجنسية
3. مسئول بالمخابرات الإسرائيلية يتهم مصر بالتعاون مع مهربي السلاح في سيناء
4. بعد ساعات من كشفه..وقف موقع “مجرمو الحرب” الإسرائيليين..واعضاء كنيست يطالبون بالتحقيق
5. “البديل” ترصد وقائع أول أيام الترشح لمجلس الشعب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.