أكد وزير الإعلام أحمد أنيس أن الفترة التي تمر بها مصر حاليا فترة صعبة تقتضي من الجميع تجاوزها بالتعاون والتكاتف وبالمحبة والوفاء لدم الضحايا والمصابين من ثورة 25 يناير، والتي نقلت مصر نقلة كبيرة جدا، موضحا أن التاريخ سيشير إلى تلك الفترة بأن شعب مصر وشبابها سطروا صفحة جديدة مملوءة بالأمل والمواطنة والعطاء والإنتاج. وقال وزير الإعلام في أول مؤتمر صحفي موسع له إن الفترة التي نمر بها فترة صعبة إقتصاديا وأمنيا، ومن الضروري أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين حتى نتجاوز تلك المرحلة ليشعر الجميع بالنتاج الجميل للمعاناة عقب تردي الأوضاع الإقتصادية، والتي انعكست بالضرورة على مبنى ماسبيرو. وأعرب الوزير عن أمله في أن يمكنه الله من إضافة شىء لرفع المعاناة عن كاهل العاملين نتيجة الضغوط الاقتصادية مؤكدا أن أولى الأولويات في المرحلة القريبة القادمة هي الاهتمام بالعامل البشري في تلبية مطالباته المالية والمهنية والإعلامية والإبداعية والتأهيل نحو الإرتقاء بالمستوى البشري والعمل على استعادة ثقة الشارع المصري من خلال الشاشة الإعلامية والرسالة الصادقة والحرة. وأوضح أنه جاد في محالاوت الإصلاحات خلال الشهور البسيطة المقبلة، معربا عن أمله في تحقيق العدالة وتوزيع الاستحقاقات والأجور وإعطاء الفرصة لشباب الثورة وإشراكه في صناعة القرار لكونهم يحملون فكرا جميلا ومتطلعا للاستفادة بهم وتبادل المشورة معهم والرأي والاستعانة بهم خلال الفترة المقبلة في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون بجانب الخبراء. وأضاف أن هناك قيادات شابة قادرة على تولي مناصب قيادية بالصيغة التي لا تتعارض مع القوانين الحكومية وتمكن المبدعين من تقلد تلك المناصب مشيرا إلى أنه سيتم العمل مع كافة الهيئات والقطاعات الإعلامية التابعة للتليفزيون والاتحاد مع بذل الجهد لتعظيم الموارد. وأشار إلى أنه تلقى وعدا داعما من الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء بهدف تعظيم الموارد المالية، وأن الحكومة لن تتأخر في تلبية أي طلبات موضحا أن الأمر يحتاج قدرا من الأمل والصبر والثقة والعمل وإعادة ترتيب الأوراق داخل منظومة العمل الإعلامي. وأكد وزير الإعلام أحمد أنيس أن من ضمن أولوياته هي استعادة الشارع المصري للشاشة المصرية الإعلامية وللرسالة الإعلامية الصادقة والحرة، وتغطية حقيقية للتعرف على الحقيقة دون انحياز ونقل الألم والهموم المصرية دون مبالغة أو تهويل مع إعادة النظر لكل منتج إعلامي والنهوض به بالشكل المحترم، في ظل الظروف الحالية مع إعادة احترامنا للشاشة واحترام المشاهد للشاشة، وأن تكون جديرة بالتعبير عن ثورة 25 يناير وعن تطلعات الشعب المصري. وفيما يتعلق بالسياسة الإعلامية، أكد وزير الإعلام ضرورة أن تكون الحرية المسئولة والصادقة والهادفة النظيفة تعطي لكل اتجاه التعبير عن نفسه بالميزان العادل، وأن الإعلام المصري هو لسان الجميع وهو إعلام الشعب المصري وإعلام الدولة المصرية بالشكل الذي يشرف المواطن المصري. وأشار إلى أن هناك مجموعة من المهام غير الملحة رغم أهميتها الشديدة، نظرا لأنها تستغرق وقتا وإعدادا جيدا وهي المتعلقة بعملية إعادة هيكلة الإعلام المصري. واصفا ذلك بأنه «ملف ضخم» له تبعات وآثار ومشكلات قانونية وإدارية معقدة للغاية، ويحتاج لمزيد من الوقت حتى يظهر بشكل الصحيح. وأوضح أنيس أن المقصود بإعادة الهيكلة ليس الكيانات الشخصية، ولكن شكلها الإداري في ظل امتلاك اتحاد الإذاعة والتليفزيون لكم هائل من الأصول والبنية التحتية وإعادة تخصيصه إلى كيانات أخرى، إضافة إلى باقي قطاعات الإعلام مشيرا إلى أن هناك دراسات من مكاتب غربية ومصرية متخصصة، وسيتم البدء في الإجراءات. وأشار إلى أن من بين الملفات، ملف مدينة الإنتاج الإعلامي الذى ستتم مراجعته مراجعة شاملة لإعادة ضبط أداء المدينة، وملف الهيئة العامة للاستعلامات رغم ما تم فيه من قطع أشواط كبيرة، إلا أنه لازال هناك بعض الأشياء المعلقة والمتمثلة في المكاتب الخارجية وضرورة العمل على إعادة تأهيل الكوارد المناسبة للعمل في مكاتبها الخارجية.