ازعجني بشدة الانقلاب الخطير في شخصية ومواقف القيادي الاخواني عصام العريان الذي كان ينظر اليه الكثيرون باعتباره احد رموز التيار الاصلاحي داخل الجماعة العتيقة واحد الشخصيات المعتدلة في مواجهة فريق الصقور الذي يضم الاخوان القطبيين ويمثلهم مهدي عاكف ومحمد بديع ورشاد البيومي ومحمود غزلان وخيرت الشاطر وظل العريان صديقا لكل التيارات السياسية الاخري سواء اليساريين اوالليبراليين الذين جمعتهم معه زنزانة واحدة مرات عديدة ايام النضال المشترك .. ودفع العريان ثمن آرائه المعتدلة الوسطية التي لم تعجب فريق الصقور حيث ظهرت علامات عدم الرضا مبكرا عندما رفضوا تصعيده لعضوية مكتب الارشاد لولا الضغوط العنيفة التي مارسها عبد المنعم ابو الفتوح الذي اقسم انه لن يدخل مكتب الارشاد إلا والعريان في يده. ولكن مواقف وآراء العريان تغيرت بشكل حاد بعد الثورة بشكل اثار دهشة الجميع حيث ارتدي فجأة عباءة الصقور وكان اول من صوت علي استبعاد ابوالفتوح من مكتب الارشاد بعد ترشحه في الانتخابات الرئاسية رغم ان ابو الفتوح صاحب الفضل الاول بعد المولي سبحانه وتعالي في انضمامه للمكتب وبدأ العريان في اطلاق مدفعيته الثقيلة علي كل المعارضين لسياسات الاخوان طمعا في نيل رضا بديع واخوته ولكنه لم ينل هذا الرضا ابدا فعند تأسيس حزب الحرية والعدالة تجاهلوه واسندوا رئاسة الحزب للدكتور محمد مرسي وبعد انتخابات مجلس الشعب تجاهلوه مرة اخري واسندوا رئاسة المجلس للكتاتني رغم ان العريان كان نائب رئيس الحزب والكتاتني مجرد الامين العام..وحتي لقب زعيم الاغلبية الذي لا يتعدي كونه لقب معنوي وليس منصبا تنفيذيا بخلوا به عليه واسندوه الي حسين ابراهيم .. واكتملت فصول المأساة بعد خلو منصب رئيس الحزب عقب تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية واستقالته من منصبه الحزبي رفضوا تصعيد العريان لمقعد الرئيس واكتفوا بأن يصبح فقط قائم بأعمال رئيس الحزب.. ورغم ان النوايا واضحة والمقدمات صريحة الا ان العريان مازال عطشانا للسلطة ومشتاقا للسلطان ومستعدا لخسارة المتبقي من اصدقائه غير نادم فهل يستجيب له صقور الاخوان هذه المرة ويمنحونه رئاسة الحزب التي طالما حلم بها ام يعتلي المقعد الكتاتني او البلتاجي ليقضي علي آخرامل للمشتاق الاخواني الذي كان كبيرا في عيون الجميع ؟!