الأمومة أقوي وأنبل المشاعر الإنسانية.. والأم مثال للعطاء والتضحية بلا حدود.. فهل من المعقول أن تجرد الماديات أية أم من تلك المشاعر؟! كان هذا لسان خال المحامي أحمد النمكي الذي يروي لنا قصة احدي القضايا التي تخلت فيها الأم عن وسام الأمومة من أجل الالتحاق بالتمثيل والشهرة والمال فيقول: لم أكن أعلم أن تتخلي الأم عن أبنتها سريعا أمام الإغراءات المادية بل وتهرب من رؤيتها!! فقد تزوجت الحسناء بنت السابعة عشرة بمجرد حصولها علي دبلوم التجارة، ولم تكن تعلم بعد ما هي مسئولية الزواج بعد أن اختارت لها والدتها شخصا لتزوجها إياه حتي يتحمل مسئولياتها، فحتي والدتها لا تعرف معني تحمل المسئولية أو المحافظة علي الحياة الزوجية فقد تبين أنها تتهيأ للزواج للمرة الثالثة، وترغب في التخلص من ابنتها التي قد تعد عائقا فكان انفصالها عن والد الفتاة منذ أن كانت رضيعة، ثم تزوجت بعد فترة قصيرة بأحد التجار وسرعان ما ضجرت من الحياة معه وطلبت الطلاق، وعندما أرادت الزواج مرة أخري رأت أن تتخلص من ابنتها ومشاكلها المتكررة معها فزوجتها من أحد أقاربها وكان يعمل بإحدي مصانع المواد الغذائية، وكان واضحا له من الأيام الأولي للزواج أنه سينتهي حتما نظرا للإهمال واللامسئولية التي تتعامل بها الفتاة في بيتها ومعه وهذا ما أثبتته الايام فعدم النظام والنظافة عنوان بيتهم حتي الطعام!! كانت ترفض إعداده وكثيرا ما تلجأ إلي الوجبات الجاهزة ذلك غير مطالباتها له بالخروج والنزهة أكثر من مرة أسبوعيا بل كانت لا تتواني من إزعاجه بالاتصال به في عمله وطلبها أن يتركه لانها تشعر بالملل وتريد الخروج، مما مثل عبئا علي ميزانية الزوج وشعوره الدائم بعدم الاستقرار، وقد حذرها مرارا من سوء تصرفاتها وما يمكن أن تؤدي إليه وأمام إصرارها علي هذا الوضع بدأت المشاكل تأخذ طريقها إلي حياتهم. كان الزوج يأمل بعد أن رزقهم الله بفتاة أن تتغير أحوالها وتجعلها الأمومة ومسئولياتها أكثر تعقلا فتهتم بحياتهم وتتغير للأحسن.. ولكن ذلك لم يحدث وزادت المشاكل التي كثيرا ما كانت تفتعلها حتي تغضب وتذهب إلي بيت والدتها تهرب من مسئوليات البيت، وفي آخر مرة تشاجرا سويا طلبت الطلاق ولم تشفع دموع طفلتها شوقا لوادها ولا حتي محاولة الكثيرين للصلح بينهما من أجل صالح الطفلة التي لا ذنب لها ولكنها لم تعبا بذلك وصممت علي الطلاق، ولكن الأب تمسك بالطفلة مفجرا في وجهها حقيقة جهلها لأية معني للأمومة وأنها لن تستطيع تربية ابنته وخوفه من أن تصبح مثلها أما فاشلة، فلجأت إلي محكمة الأسرة طالبة حضانة طفلتها وحكمت لها المحكمة بحضانة الطفلة لانها في عمر تحتاج في الأم أكثر، واستندت المحكمة في حكمها علي القانون الذي يقضي بأن تنتهي حضانة النساء ببلوغ الصغير سن العاشرة وبلوغ الصغيرة سن الثانية عشرة ويجوز للقاضي إبقاء الصغير حتي سن الخامسة عشرة والصغيرة حتي تتزوج في يد الحاضنة دون أجر حضانة إذا تبين أن مصلحتها تقتضي ذلك. ولكن الأب رفض تسليم الطفلة وتنفيذ الحكم القضائي وكان قلبه حدثة بما تخئة الأيام التي كانت تحمل مفاجأة من العيار الثقيل.. وهذا متوقعا من أم مستهتره ولا تعرف المعني الحقيقي للامومة.. فالأم التي كانت مستميتة من أجل الحصول علي ابنتها فجأة وبدون أية مقدمات أعلنت للأب أنها لا تريدها وله أن يحتفظ بها حتي أن الزيارة التي اتفقت معه عليها لرؤية ابنتها تهربت منها وفي كل مرة يأتي موعد رؤيتها للطفلة كانت تختلق أي عذر لعدم المجئ مع أنها كانت مرة واحدة كل شهر، وتكرر الأمر كثيرا حتي أصبحت الطفلة نفسها لا تسأل عنها أو تبكي كلما اشتاقت إليها وكأنها قد نستها. وقد اتضح فيما بعد سر هذا التغير في تصرفات الأم وتنازلها عن حضانة الطفلة، هو أن أحد الأشخاص تلاعب بعقلها وأغراها بالشهرة والمال ومهد أمامها الطريق للدخول إلي عالم التمثيل وطالبها أن تتفرغ من أجل ذلك من أي شئ يشغلها عن الفن، ومعني هذا أن تتخلي عن ابنتها وهذا ما طلبه منها بالفعل واشترط عليها ذلك قبل التوقيع علي عقد احتكار تبدأ بعده أولي خطواتها نحو المال والشهرة فتطلقت علي الإبراء وأعطت الطفلة لوالدها.. لتطوي بذلك صفحة من حياتها كزوجة وأم لتبدأ صفحة أخري باحثة عن الشهرة والمال.. »اللواء الإسلامي» تنصح الشباب بأن يجتهد عند اختيار شريك حياته، وتقدم في هذه الحالة حديث النبي الكريم : تخيروا لنطفكم.. فإن العرق دساس» صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم مني محمود