منذ الوهلة الأولي التي قررت فيها أن أكتب عن هذا الموضوع وأنا علي يقين أن كلامي هذا سيغضب الكثيرين.. لكن.. ولما لا.. فليغضبوا.. أو يفعلوا ما بدي لهم.. لكن قبل أن يغضبوا أريدهم أن يتخيلوا معي هذا المشهد. تخيل أنك في بيتك.. جالس مع أسرتك تشاهد التلفاز أو مجتمع معهم علي سفرة الطعام في جو أسري جميل مليء بالدفء والأمان.. وفجأة تسمعون بعض الأصوات العالية تقترب من باب الشقة.. وعندما تنظرون من العين السحرية لتعرفوا ما يحدث.. يصيبكم الذهول والرعب.. جيرانكم يريدون اقتحام منزلكم وإحراقه.. وتسألون أنفسكم.. لماذا؟! ويجيبكم أحدهم.. علشان في واحد عندكم في البيت اسمه محسن. طب وفيها إيه لما يبقي اسمه محسن؟! أصل في واحد اسمه محسن قتل خمسة كانوا بيجروا ورا حرامي في الشارع اللي جنبنا وكان عايز يساعد الحرامي علي الهروب. طب وده سبب يخليكوا تهجموا علي بيتنا لمجرد ان اسم ابننا علي اسم القاتل اللي في الشارع اللي جنبنا. طبعاً مش اسمه محسن يبقي أكيد مجرم وقتّال قتله زي اللي في الشارع اللي جنبنا. ويبدأ أحدهم المعركة ويحاول الدخول بالقوة.. وإذا بمحسن يخرج بمسدسه ويطلق النار علي كل من حاول اقتحام حرمة منزله.. وإذا بهم يسقطون قتلي. وإذا بأهالي المنطقة بأكملها يعلنون الحرب علي أصحاب الشقة لأنهم قتلوا الشهداء الذين حاولوا تخليص الشارع من محسن. وأمام القاضي وقف محسن وهو لا يصدق ما يحدث له فقد تم القبض عليه بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وها هو يقف داخل القفص مع محسن الآخر الذي قتل الشرفاء الذين كانوا يطاردون الحرامي. ودعوني أسألكم بعض الأسئلة بعد تخيلكم لهذا المشهد.. هل هناك فرق بين محسن الذي قتل أبناء شارعه لمساعدة الحرامي علي الهروب.. ومحسن الآخر الذي قتل أبناء شارعه أيضاً دفاعاً عن أسرته وحرمة منزله؟ إذا وضعك القدر في نفس موقف محسن ووجدت مجموعة من الأشخاص- حتي ولو كانوا جيرانك- يريدون اقتحام منزلك وإحراقه دون وجه حق.. ماذا ستفعل؟ هل ستسلمهم أهل بيتك؟.. هل ستدعهم يطئون بأقدامهم عتبة منزلك؟ هل ستجذب الزناد وتقتلهم قبل أن يقتلوك؟ أم ستقف متفرجاً ليس لك حولاً ولا قوة؟ إلي كل من أغضبه هذا الكلام حتي بعد أن تخيل المشهد ووضع نفسه مكان محسن.. حاول أن تفرق بين الخير والشر واعلم جيداً أن الدنيا »دواره«.. لا تلقي بالاتهامات إلا بعد أن تفكر جيداً في الأدلة والبراهين الواضحة كالشمس أمام عينك.. ولا تسير علي نهج شويكار وكل ما تشوف واحد اسمه محسن تمسك فيه وتقول له: أنت محسن.. يبقي انتَ اللي قتلت بابايا.